The blog

السياحة الجبلية.. رحلات سفاري ممتعة

إم إيه هوتيلز – خاص

تعتبر السياحة الجبلية من أكثر التجارب المغامرة والممتعة التي تستهوي عشاق الطبيعة والمغامرات في الهواء الطلق، حيث تتنوع أنشطتها بين التسلق، وركوب الدراجات، واستكشاف المسارات الجبلية، بالإضافة إلى رحلات السفاري المثيرة. وتقدم الجبال ملاذًا فريدًا للهروب من صخب الحياة اليومية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية الخلابة واستنشاق الهواء النقي وسط قمم شاهقة وغابات كثيفة. تمنح هذه الرحلات السياحية فرصة للتواصل مع الطبيعة واستكشاف البيئات البرية بتنوعها الفريد، مما يجعل من كل رحلة سفاري جبلية تجربة فريدة تحمل في طياتها الكثير من المتعة والتحدي وروح المغامرة.

تاريخ السياحة الجبلية والسفاري

بدأت فكرة المنتجعات المجمعة في أوروبا منذ القرن التاسع عشر، حيث شهدت بريطانيا بناء عدد من المنتجعات مثل “ساوثند”، و”مارجيت”، و”بلاكبول”، لتصبح وجهات مخصصة للاستجمام وتلبية احتياجات الباحثين عن الراحة والترفيه. ساهمت هذه المنتجعات في تحويل المناطق الساحلية إلى أماكن تجمع الناس لقضاء الأوقات الممتعة، مما أسهم في تعزيز السياحة الداخلية وازدهار المجتمعات المحيطة بها.

ومع تطور الحركة الرومانسية الإنجليزية، أصبحت هذه الوجهات السياحية أكثر شهرة، وانتشر نمط السياحة في المناطق الطبيعية الجبلية، ليكون لكل من جبال اسكتلندا وجبال الألب السويسرية نصيب كبير من إقبال الزوار والسياح. لم تقتصر هذه الوجهات على قضاء الوقت الممتع فقط، بل أصبحت ملاذًا مثاليًا للهروب من ضغوط الحياة اليومية، حيث استمتع السياح بجمال الطبيعة الخلابة والأجواء الهادئة، مما عزز من شهرتها كوجهات سياحية للاستجمام والاسترخاء.

أهم ما يميز السفاري.. رحلات صديقة للبيئة

  1. استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة: تعتمد السياحة السفاري المستدامة على استخدام وسائل نقل منخفضة الانبعاثات، مثل السيارات الكهربائية أو الدراجات، للحد من التلوث وتقليل التأثيرات السلبية على النظام البيئي المحلي. كما يفضل تنظيم رحلات مشي للمناطق القريبة، مما يقلل من استهلاك الوقود ويحافظ على هدوء وراحة الحياة البرية.
  2. الالتزام بالممارسات البيئية المستدامة: يعتمد السياح والمرشدون خلال رحلات السفاري على ممارسات صديقة للبيئة، كإعادة التدوير، وجمع النفايات بشكل صحيح، واستخدام موارد محلية مستدامة، مما يساعد في تقليل الأثر البيئي والحفاظ على نظافة الطبيعة البرية.
  3. تثقيف السياح حول الحياة البرية والمحافظة عليها: تقدم العديد من رحلات السفاري برامج تثقيفية للسياح حول أهمية الحفاظ على البيئة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. كما يتعرف الزوار على ضرورة احترام المسافات الآمنة مع الحيوانات وعدم التأثير على بيئتها الطبيعية، مما يعزز فهمهم بأهمية التعايش مع الطبيعة وحمايتها.

أنشطة السياحة الجبلية

تختلف وتتعدد الأنشطة حسب مكان رحلتك، بما في ذلك ما يلي:

  1. رياضة تسلق الجبال.
  2. رياضة الهايكنغ (المشي).
  3. ركوب الدراجات.
  4. التجديف.
  5. ركوب المظلات، والتلفريك.
  6. السفاري، والتخييم.
  7. الصيد.
  8. الأنشطة العلاجية كالدفن بالرمال أو العلاج بالماء المستخرج من البحيرات.
  9. الحفلات، والتنزه.

سفاري مختلفة في جنوب أفريقيا

تشهد السياحة السفاري في جنوب أفريقيا تحولًا ملحوظًا نحو نمط “السياحة الخضراء”، حيث يزداد إقبال السياح على الرحلات التي تركز على الحفاظ على البيئة. فمع تراجع أعداد السياح الراغبين في الرحلات التقليدية التي تتسبب في تلوث البيئة، بدأ المسافرون في اختيار الشركات التي تساهم إيراداتها في حماية الحيوانات والبيئة.

تقوم الشركات بتنفيذ مشاريع بيئية، مثل توفير الطاقة من مصادر متجددة، مثل الطاقة الشمسية، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة في المنشآت السياحية. كما تسعى هذه الشركات إلى توعية السياح بأهمية الحفاظ على الحياة البرية من خلال تقديم تجارب مميزة، مثل السير في المحميات الطبيعية مع مرشدين مدربين.

محمية تسوالو تُعتبر نموذجًا رائدًا في هذا الاتجاه، حيث تستثمر نسبة كبيرة من إيراداتها في مشاريع الحفاظ على البيئة ومكافحة الصيد غير المشروع، كما تشمل مبادرة “المدى الطويل” مجموعة من المنتجعات التي تلتزم بممارسات صديقة للبيئة، مما يجعل السياحة السفاري في جنوب أفريقيا تجربة متكاملة تجمع بين الاستمتاع بالطبيعة والحفاظ عليها.

تعتبر مبادرة “المدى الطويل” واحدة من أبرز المبادرات التي تهدف إلى تعزيز السياحة المستدامة في جنوب أفريقيا، وقد أُسست بواسطة رجل الأعمال الألماني يوخن زايتس. تشمل هذه المبادرة تحالفًا يضم عددًا من المنتجعات والمشاريع السياحية التي تلتزم بحماية البيئة والطبيعة. تركز المبادرة على تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال تطوير ممارسات سياحية مستدامة، مثل استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وإعادة تأهيل البيئات الطبيعية.

تسعى محمية تسوالو، كجزء من هذه المبادرة، إلى تقليل انبعاثات الكربون، حيث تحتفظ بأكثر من 13 طنًا من غاز الكربون سنويًا. يساهم كل زائر في دفع تعويضات عن الانبعاثات، مما يعزز الاستدامة البيئية. كما تُعتبر المبادرة نموذجًا ناجحًا يشجع على الاستثمارات في المشاريع البيئية، ويساهم في تحسين صورة السياحة في المنطقة، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للسياح الذين يبحثون عن تجارب فريدة وواعية بيئيًا.

مواجهة تحديات السياحة الجبلية ورحلات السفاري

تواجه السياحة الجبلية والسفاري مجموعة من التحديات التي تؤثر على البيئة والمجتمعات المحلية. من أبرز هذه التحديات:

  1. التلوث بالقمامة: نتيجة كثافة الزوار، فإن عدم توافر المرافق المناسبة لإزالة النفايات يؤدي إلى تلوث البيئة بالقمامة، مما يتسبب في خلل بيئي كبير يؤثر على الحياة البرية والنظام البيئي بشكل عام.
  2. وعورة الأسطح الجبلية:  تعاني بعض المناطق الجبلية من وعورة في التضاريس، مما يشكل تحديًا في التحرك والتنقل للعديد من الأشخاص. هذا الأمر يزيد من المخاطر التي يتعرض لها محبو تسلق الجبال، حيث يمكن أن تؤدي الظروف الطبيعية القاسية إلى حوادث وإصابات.
  3. الضوابط والإدارة الجيدة:  رغم أن السياحة الجبلية توفر فرص عمل للسكان المحليين وتساهم في فك العزلة المجتمعية، إلا أنها تتطلب وجود ضوابط دقيقة لإدارة التدفقات البشرية. ينبغي على الجهات المسؤولة وضع استراتيجيات للحد من تأثير السياح على ثقافة السكان المحليين وبيئتهم، لضمان استدامة هذه السياحة وعدم الإضرار بالتراث الثقافي والطبيعي.

أماكن السياحة الجبلية في العالم

تتوزع أماكن السياحة الجبلية في قارات أوروبا، وأفريقيا، وآسيا، حيث تظل الجبال هي العنصر المشترك الذي يجمع بين هذه الوجهات. ومع ذلك، تختلف كل منطقة عن الأخرى من حيث طبيعتها الجغرافية والجيولوجية والنباتية، مما يؤثر على نسبة السياح وعوامل الجذب المتوفرة فيها.

  1. جبال الهيمالايا

تُعتبر جبال الهيمالايا أعلى سلسلة جبلية في العالم وتقع في نيبال. تجذب هذه السلسلة المتسلقين بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة، مثل بحيرة بانغونغ ستو، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق رياضة تسلق الجبال.

  1. جبال الألب

تشتهر جبال الألب بسياحة التزلج والتنزه والتسلق، حيث تمتد عبر عدة دول مثل النمسا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا. يستمتع الزوار بالأنشطة على مدار فصلي الشتاء والصيف.

  1. جبل رينيه

يُعرف جبل رينيه بارتفاعه الكبير وإطلالته الرائعة على المناظر الطبيعية المحيطة به. يُعتبر مكانًا مثاليًا لممارسة رياضة التسلق، وخاصة للمحترفين الذين يبحثون عن تحديات جديدة.

  1. نيوزيلندا
    تُعد نيوزيلندا واحدة من أجمل الوجهات الجبلية في العالم، حيث تمتاز بمناطق جبلية تشكلت على مدى أكثر من 100,000 عام. تضم البلاد بحيرات ووديان وشلالات ساذرلاند، بالإضافة إلى الغابات المطيرة القديمة والحدائق الوطنية.
  2. النرويج
    تتميز النرويج بتنوع جبالها ومضايقها التي توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية مثل الصيد وركوب الدراجات والمشي، مما يجعلها وجهة محببة للسياح.
  3. الفجيرة
    تشهر الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة بتنوع الأنشطة السياحية. تشمل هذه الأنشطة الاستفادة من العيون المائية لأغراض علاجية وزيارة المعالم الأثرية مثل قلعة الفجيرة، بالإضافة إلى التجديد والسباحة.
  4. سيناء

تقع محافظة سيناء في مصر وتُعرف بجبالها، مثل جبل الطور، إضافة إلى العديد من الأديرة والكنائس والمساجد الأثرية. تُعتبر سيناء وجهة مهمة لمحترفي تسلق الجبال نظرًا لصعوبة الوصول إلى قممها.

  1. إقليم إفران

يتواجد إقليم إفران في المغرب، وهو جزء من جبال الأطلس. يستقطب الزوار على مدار العام بفضل أنشطته المتعددة مثل رياضة التزلج والصيد، كما يُنظم مهرجانات ثقافية وفنية مثل مهرجان الأرز، ويتميز بمناظره الطبيعية الخلابة.

ختامًا، تبقى السياحة الصحراوية ورحلات السفاري واحدة ضمن سُبل الترفيه التي يميل مِزاج الكثيرين إليها، حيث تجربة مليئة بمشاعر المغامرة وقضاء أوقات مع رفقة في طبيعة خالية من صخب الحياة الزَّخِم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى