M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

من رحلة العمل إلى أسلوب الحياة.. التحول الكبير في دوافع الحجز
أخبار وملفات

من رحلة العمل إلى أسلوب الحياة.. التحول الكبير في دوافع الحجز

من رحلة العمل إلى أسلوب الحياة.. التحول الكبير في دوافع الحجز

إم إيه هوتيلز – خاص

قبل عقدٍ من الزمن، كانت دوافع السفر الفندقي واضحة وبسيطة:
إما رحلة عمل تُنظمها الشركة، أو عطلة استجمام تقليدية تُخطط مسبقًا.
لكن المشهد تغيّر تمامًا في السنوات الأخيرة،
فقد أصبح السفر نفسه أسلوب حياة،
وتحوّلت دوافع الحجز من الضرورة إلى التجربة الشخصية والمعنى.

الجيل الجديد من المسافرين لا يبحث عن مكان للنوم،
بل عن مكان يشبهه ويعبّر عن قيمه وطموحاته،
حيث يجتمع العمل والترفيه، والراحة والإنتاجية، في تجربة واحدة تُسمى اليوم:

“رحلة الحياة” لا “رحلة العمل”.

من هدف الحجز إلى دافعه

في الماضي، كان الحجز وسيلة لتحقيق غرض محدد: اجتماع، مؤتمر، أو عطلة قصيرة.
أما اليوم، فقد أصبح الحجز نفسه انعكاسًا للهوية والسلوك.
المسافر العصري يختار الفندق الذي يمثل أسلوبه في الحياة،
سواء عبر التصميم أو القيم أو نوع الأنشطة المقدمة.

دراسة “Expedia Group 2025” أكدت أن 71٪ من المسافرين
يختارون فندقهم بناءً على التجارب التي يقدمها وليس السعر أو الموقع فقط،
بينما ارتفعت نسبة الرحلات التي تجمع بين العمل والترفيه — ما يُعرف بـ “Bleisure Travel” — إلى أكثر من 40٪ من إجمالي الحجوزات العالمية.

بهذا المعنى، لم يعد الفندق محطة، بل امتدادًا لأسلوب العيش الحديث.

التوازن الجديد بين العمل والراحة

مع صعود نمط العمل الهجين،
تقلصت الحدود بين المكتب وغرفة الفندق،
وبات المسافر يبحث عن أماكن تُمكّنه من أداء مهامه اليومية
وفي الوقت نفسه الاستمتاع بالمدينة أو الطبيعة المحيطة.

الفنادق الذكية مثل “Zoku Amsterdam” و“CitizenM”
قدّمت نموذجًا يدمج المساحات الإنتاجية مع أجواء الاسترخاء،
في حين أن سلاسل فندقية كبرى — مثل “Accor” و“Marriott” —
أعادت تصميم الغرف والمناطق المشتركة لتناسب العاملين عن بُعد،
مقدمة مفهوم “Work from Anywhere” الذي جعل الإقامة تجربة إنتاجية بحد ذاتها.

السفر لم يعد انقطاعًا عن العمل،
بل أصبح وسيلة لإعادة اكتشافه من منظور جديد.

من الاستجمام إلى المعنى

جيل الألفية وجيل Z لا يسافران للهروب، بل لإيجاد التوازن والمعنى.
يريدان فندقًا يقدّم لهما أكثر من سرير ووجبة،
فالتجارب الثقافية والبيئية والإنسانية أصبحت معيارًا حقيقيًا لاختيار الإقامة.

في “Habitas AlUla”،
تُبنى التجربة على التواصل مع الطبيعة والفن والمجتمع،
بينما في “Six Senses Zighy Bay”،
يُعرض للنزيل برنامج مخصص للعافية الذهنية والجسدية.

هذه التجارب تُترجم تحولًا جوهريًا في فلسفة الحجز:
من الحجز للراحة إلى الحجز للتجربة الشخصية.

نزلاء شباب يشاركون في فعاليات مجتمعية داخل فندق حديث في الرياض

نزلاء شباب يشاركون في فعاليات مجتمعية داخل فندق حديث في الرياض
نزلاء شباب يشاركون في فعاليات مجتمعية داخل فندق حديث في الرياض

غرفة فندقية ذكية مصممة للإقامة الطويلة والعمل المرن

غرفة فندقية ذكية مصممة للإقامة الطويلة والعمل المرن
غرفة فندقية ذكية مصممة للإقامة الطويلة والعمل المرن

ردهة فندقية عصرية تُستخدم كمركز تواصل للمقيمين الدائمين

ردهة فندقية عصرية تُستخدم كمركز تواصل للمقيمين الدائمين
ردهة فندقية عصرية تُستخدم كمركز تواصل للمقيمين الدائمين

السعودية.. من السياحة إلى التجربة الحياتية

في المملكة العربية السعودية،
يتقاطع هذا التحول مع رؤية 2030 التي أعادت تعريف مفهوم السفر والإقامة.
فالمشروعات الكبرى مثل العلا والقدية ونيوم
لا تُقدَّم كوجهات سياحية فحسب،
بل كنماذج لأسلوب حياة متكامل يجمع بين الثقافة، الترفيه، والعمل.

الفنادق السعودية الجديدة تتبنّى نموذج “الإقامة التجريبية”
الذي يتيح للنزلاء ممارسة الهوايات، المشاركة في الفعاليات،
أو حتى الاستقرار المؤقت ضمن مجتمعات صغيرة متصلة رقميًا.

وهكذا أصبحت المملكة مختبرًا عالميًا لمفهوم الإقامة كنمط حياة،
حيث يتجاوز الفندق حدود الجدران ليصبح بيئة متكاملة للعيش والإبداع.

الولاء العاطفي بدلاً من الولاء التقليدي

المسافر الجديد لا تهمه النقاط ولا برامج الخصومات،
بل يهتم بالفندق الذي يفهم مشاعره ويشاركه القيم نفسها.
الولاء هنا أصبح عاطفيًا وسلوكيًا أكثر من كونه ماليًا.

علامات مثل “The Standard” و“Mama Shelter”
بنت شهرتها على شخصيتها الجريئة وثقافتها المجتمعية،
فهي لا تبيع الغرف بل “الانتماء” لأسلوب حياة مميز.

هذا التحول جعل التسويق الفندقي يركّز على بناء المجتمعات
بدلاً من الترويج للعروض،
وعلى سرد القصة قبل عرض السعر.

من الإقامة المؤقتة إلى الحياة الممتدة

أحد أبرز الاتجاهات الحديثة هو صعود مفهوم “الإقامة الممتدة” (Extended Stay)
الذي يجمع بين السكن والفندق والعمل في تجربة واحدة.
هذه الإقامات أصبحت جذابة للمستقلين والرحالة الرقميين
الذين يختارون مدنهم القادمة بناءً على أسلوب حياتهم لا على عقود عملهم.

فنادق مثل “The Social Hub” و“Lyf by Ascott”
تقدّم نموذجًا جديدًا يدمج السكن المؤقت بالخدمات الاجتماعية والمهنية،
لتصبح الإقامة أسلوب عيش مستمر أكثر من كونها تجربة عابرة.

التقنية كمحرّك لاختيار الوجهة

الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا غير مرئي في قرار الحجز.
من التوصيات الشخصية إلى التجارب الافتراضية التي تتيح استكشاف الغرف قبل الحجز،
أصبحت الخوارزميات تعرف ما يريده المسافر قبل أن يعبّر عنه.

الفنادق التي تستثمر في التجربة الرقمية
تحقق نسب حجز أعلى وولاء أطول،
لأنها لا تبيع الإقامة، بل الراحة الذكية المتصلة دائمًا.

من النزيل إلى المقيم المؤثر

في عصر المنصات الاجتماعية،
تحول كثير من النزلاء إلى سفراء للعلامة الفندقية.
هم لا يروّجون للفندق بعقود، بل عبر المحتوى الطبيعي لتجربتهم.
الفنادق الذكية تدرك ذلك، فتخلق مساحات “قابلة للنشر”
تجعل النزيل يرغب في مشاركة لحظاته دون طلب.

وهكذا، أصبحت التجربة نفسها أداة تسويق أقوى من أي حملة دعائية.

س: ما الذي تغيّر في دوافع الحجز بعد الجائحة؟

ج: انتقل التركيز من الغرض العملي إلى أسلوب الحياة، حيث يبحث النزيل عن التجربة والمعنى أكثر من الراحة المؤقتة.

س: كيف أثّر العمل عن بُعد في مفهوم الإقامة الفندقية؟

ج: جعل الفنادق فضاءات إنتاج وعيش في الوقت نفسه، تجمع بين الراحة والمهنية في تجربة واحدة.

س: ما دور السعودية في هذا التحول العالمي؟

ج: قدّمت نموذج الإقامة التجريبية ضمن رؤية 2030، جامعًا بين الثقافة، الطبيعة، والابتكار الفندقي.

س: هل الولاء التقليدي انتهى؟

ج: تحوّل الولاء إلى انتماء عاطفي يعتمد على القيم المشتركة والهوية أكثر من النقاط والمكافآت.

اقرأ أيضًا: الضيافة بعد الجائحة.. الدروس التي غيرت صناعة الفنادق إلى الأبد

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *