المفروشات كأداة حوار.. ماذا تقول الأرائك والطاولات عن هوية الفندق؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لم تعد المفروشات مجرد أدوات إكسسوارات داخلية تضيف لمسة جمالية، بل أصبحت في عام 2025 عنصرًا محوريًا في سرد قصة الفندق وبناء تجربة النزيل. فالأرائك والطاولات ليست مجرد مقاعد وأسطرٍ على الخرائط؛ بل هي واجهة تعكس رؤية المصممين، وتعبّر عن قيم الفندق وأسلوبه من اللحظة الأولى التي يخطو فيها الضيف إلى اللوبي.
في هذا السياق، تبرز خمس ركائز رئيسية تسعى الفنادق من خلالها إلى ترجمة هويتها عبر المفروشات، وتقديم تجربة ضيافة متكاملة تجمع بين الجمال والغاية:
التصميم المتناغم مع الهوية: من الشكل إلى الرسالة
ليس التصميم هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لإيصال رسالة الهوية. تعتمد الفنادق الراقية على خطوط وأشكال ترتبط مباشرة بالسياق الثقافي والمعماري للموقع. فعنصر الأثاث لا يعكس رفاهية المكان فحسب، بل يروي قصة من خلال اختيار الانحناءات، والزوايا، والأرجل المعدنية أو الخشبية، لينقل الفكرة الأساسية للمشروع من الوهلة الأولى.
الخامات المستدامة: اختيار ينسجم مع القيم البيئية
بات استخدام الخامات الطبيعية والمعاد تدويرها معيارًا في تصميم أثاث الفنادق الراقي. فاختيار أقمشة صديقة للبيئة وأخشاب معتمدة بشهادات الاستدامة لا يقتصر على الجانب الجمالي، بل يؤكد التزام الفندق بقيم المسؤولية. هذا يوفر للنزيل شعورًا بالاطمئنان إلى أن اختياراته تدعم ممارسات صديقة للبيئة، ما يعزز ولاءه ويحفّز تقييماته الإيجابية.
الوظيفية والراحة: تجربة تتجاوز الشكل
تؤكد دراسة تأثير التصميم على الانطباع الأول أن المفروشات الوظيفية ترفع مستوى رضا الضيوف بشكل ملموس. فالأرائك يجب أن تواكب توقعات الراحة المنزلية، والطاولات أن توفّر مساحة عملية للاستخدام اليومي أو الأعمال المؤقتة. التركيز على الأبعاد الصحيحة، والتدرّج اللوني المريح للعين، يعزّز تجربة المستخدم ويجعل الأثاث أداة تواصل صامتة بين الفندق والنزيل.
القابلية للتخصيص والتجديد: مواكبة التطورات ورواية القصص
تتيح التصاميم المعيارية والقابلة للتعديل للفنادق تجديد ديكورها بسهولة دون تكبد تكاليف ضخمة. فالنزيل الجديد يقدّر التفاصيل التي تُظهر حرص الفندق على الابتكار والحيوية المتجددة. من خلال تغيير أغطية الأرائك، أو إضافة وسائد بألوان موسمية، تظل الرسالة حية وتُحكى قصة متجددة مع كل زيارة.
التفاعل الحسي: حوار الأقمشة والألوان مع النزيل
تلعب الأقمشة والملمس دورًا في إثارة مشاعر الضيف. فاختيار أقمشة ناعمة تدعو إلى الاسترخاء، وألوان دافئة تشعر بالألفة، يخلق حوارًا حسيًّا يربط النزيل بالمكان. الطاولات الخشبية الملمس، والأسطح المطفية التي تعكس الضوء بلطف، تعززان الانطباع بأن كل شيء مدروس ومصمم لتلبية احتياجات الحواس والراحة.
المفروشات أداة تمييز لا رفاهية إضافية
الفنادق التي تتعامل مع المفروشات كقصة تُروى تُكافَأ بولاء ضيوف متزايد وتقييمات إيجابية. في المقابل، تلك التي تعتبر الأثاث مجرد ديكور قد تفقد الكثير من فرص التأثير العميق على الضيف. في زمن يقيس فيه النزيل جودة التجربة من خلال التفاصيل، تتحوّل الأرائك والطاولات إلى عناصر أساسية في بناء الهوية وحوار التجربة الضيافة بأدق معانيها.
اقرأ أيضًا المفروشات كأداة حوار




