هدوء الغرفة الفندقية.. ما مدى تأثيره على تقييم موقع الفندق؟
إم إيه هوتيلز – خاص
ليس كل ما يهم النزيل في الفندق يمكن رؤيته أو لمسه. أحيانًا، ما يُحدث الفارق في التقييم هو ما لا يُسمع.
الهدوء، هذا العامل غير الملموس، تحوّل في السنوات الأخيرة إلى معيار حاسم في تحديد رضا النزلاء، بل وأحد أبرز مكونات تقييم الموقع الفندقي على مواقع الحجز العالمية.
في زمن تُعد فيه دقائق النوم العميق ذات قيمة، لم يعد القرب من المطار أو الإطلالة البحرية كافيًا، إذا كانت الغرفة تُطل على ضجيج لا ينتهي.
الضوضاء.. عدو التقييمات المرتفعة
دراسات الضيافة الحديثة تشير إلى أن الشكاوى المتعلقة بالضوضاء تُعد من أكثر الأسباب التي تدفع النزلاء لتقديم تقييمات سلبية.
والمثير للاهتمام أن المشكلة لا تتعلق فقط بمصدر الضجيج (مثل الطريق أو المصعد)، بل بعدم جاهزية الغرفة لعزله.
نزيل استيقظ بسبب صوت سيارات أو موسيقى من غرفة مجاورة، سيذكر ذلك مباشرة في تعليقه، وغالبًا ما يقلل تقييمه رغم جودة بقية التجربة.
الهدوء كعنصر “موقع”.. المفهوم الأوسع
عند قراءة تقييمات “الموقع”، قد يظن البعض أنها تخص المسافة من المطار أو وسط المدينة.
لكن العديد من النزلاء يربطون بين الموقع وهدوء الغرفة.
فندق يقع في شارع مزدحم دون عزل صوتي كافٍ، يُعتبر موقعه سيئًا حتى لو كان في قلب العاصمة.
بينما فندق في منطقة نابضة بالحياة لكن بتصميم ذكي للغرف يُقدَّر بأنه “موقع ممتاز” لأنه يوفّر الراحة.
تقنيات حديثة لعزل الصوت.. هل تُجدي؟
الفنادق الحديثة تستثمر في الزجاج العازل للصوت، الأرضيات المعالجة، والأبواب ذات التصميم المانع للتسرب الصوتي.
كما أن بعض الغرف أصبحت مزوّدة بأنظمة صوتية داخلية تخلق “ضوضاء بيضاء” لمعادلة الأصوات الخارجية.
كل هذه الحلول لا تُكلّف كثيرًا مقارنة بتكلفة تقييم سلبي واحد يُفسد عشرات المراجعات الإيجابية.
الفارق بين غرفة هادئة وأخرى مزعجة.. تجربة تتكرّر
نزيل يشعر بالهدوء والسكينة داخل غرفته يكتب تقييمًا مطمئنًا، ويعود في زيارة جديدة.
أما من عاش لحظات إزعاج أو اضطر لاستخدام سدادات أذن، فمن المستبعد أن يعود، وقد يُحذر الآخرين من نفس التجربة.
الهدوء إذًا ليس فقط عامل راحة، بل أداة تسويق صامتة لا تقلّ أهمية عن الإفطار أو خدمة الغرف.
اقرأ أيضًا: خدمة صف السيارات.. نقطة فارقة في تجارب النزلاء الخليجيين
