هل يؤثر التسويق عبر TikTok على قرار الحجز الفندقي؟
إم إيه هوتيلز – خاص
حتى سنوات قليلة مضت، لم يكن أحد يتوقّع أن يُصبح تطبيق الفيديوهات القصيرة TikTok أداة مؤثرة في قرارات السفر والإقامة. لكن بحلول 2025، لم يعد هذا السؤال مطروحًا نظريًا، بل أصبح حقيقة مدعومة بالأرقام وسلوك المستخدمين.
المنصة التي بدأت كمجال للترفيه الخفيف، تحوّلت اليوم إلى قناة بحث مرئية مباشرة، ونافذة لاكتشاف الوجهات، التجارب، وحتى الغرف الفندقية. والأهم من ذلك، أن قرار الحجز أصبح يُبنى على ما يراه النزيل لا ما يقرأه.
من محرك ترفيهي إلى محرك حجز غير مباشر
تشير تقارير حديثة إلى أن جيل Z والجيل الألفي يُفضّلان TikTok على Google عند البحث عن تجربة سفر أو فندق. الفيديو الذي يُظهر إفطارًا مذهلًا، أو إطلالة بانورامية، أو لحظة تسجيل دخول ساحرة، يخلق رغبة فورية في الحجز، حتى قبل البحث عن الأسعار أو التقييمات.
أحد المستخدمين ذكر في مراجعة منشورة أنه اختار فندقًا في دبي فقط لأنه ظهر في فيديو على TikTok، حيث كان النزيل يصوّر تجربته داخل الجاكوزي المطل على أفق المدينة. هذا المثال يتكرر يوميًا، ويكشف حجم تأثير الصورة المتحركة القصيرة على العاطفة والقرار.
قوة المحتوى المصنوع من الضيوف
الفارق الجوهري في TikTok ليس فقط نوع المحتوى، بل من يصنعه. النزيل هو من يُصوّر، يُعلّق، ويُقيّم، دون نصوص تسويقية. وهذا ما يجعل الجمهور يثق أكثر في الفيديو، لأنه يبدو واقعيًا، مباشرًا، وغير مفلتر.
هذا النمط من المحتوى، المعروف باسم UGC أو المحتوى الذي يُنتجه المستخدم، يُعد أقوى أدوات الإقناع غير المباشر. الفنادق التي تُشجّع ضيوفها على التوثيق، وتُعيد نشر المحتوى الجيد، تحقّق تفاعلًا أوسع من تلك التي تعتمد فقط على منشوراتها الرسمية.
المؤثرون.. التأثير بالصوت والصورة
حملات التسويق الفندقي عبر TikTok أصبحت تعتمد على مؤثرين يصنعون محتوى قصصيًا حقيقيًا. بدلاً من إعلان مباشر، يُوثّق المؤثر يومه في الفندق، بدءًا من الوصول، مرورًا بالإفطار، السبا، الخدمة، وحتى تسجيل الخروج.
الفنادق التي تمنح المؤثر حرية السرد، وتُراعي اختياره وفق جمهوره المناسب، تُحقّق نتائج ملموسة في الحجوزات. وقد سجلت بعض المنشآت ارتفاعًا يتجاوز 25٪ في معدلات الزيارات بعد تعاون ناجح مع مؤثر محلي أو مسافر عالمي موثوق.
الحجز يبدأ من الإلهام.. وليس من البحث
الفيديو الذي يحصد مئات الآلاف من المشاهدات ليس دائمًا عن الأسعار أو المزايا، بل عن التجربة الكاملة. المستخدم لا يبحث عن “أفضل سعر فندق”، بل يُشاهد قصة ضيف في غرفة بها إطلالة بحرية، أو يتأثر بتجربة رومانسية مفاجئة من طاقم الفندق.
هذا التحوّل في سلوك الحجز يجعل TikTok أداة إلهام لا يُستهان بها، تتقدم على المواقع التقليدية، وتفرض على الفنادق التفكير في المحتوى كجزء من استراتيجية التسويق، لا مجرد وسيلة عرض.
دول الخليج.. حضور رقمي يزداد كثافة
الفنادق في السعودية والإمارات وقطر بدأت فعليًا توظيف TikTok ضمن حملاتها، خاصة مع تصاعد استخدام المنصة بين السكان المحليين والزوار. بعض الفنادق في الرياض بدأت تُخصص فرق إنتاج صغيرة لتصوير محتوى حصري للمنصة، يُظهر الغرف، الموظفين، لحظات الضيافة، وكل ذلك بلغة المنصة ومزاج جمهورها.
كما يتم الاعتماد على TikTok لإطلاق عروض موسمية، أو استهداف شرائح محددة مثل المسافرين الرقميين، الأزواج، أو الشباب الباحثين عن تجارب جديدة.
الفرق بين فندق يكتفي بالنشر، وآخر يصنع قصة
الفندق الذي يُعيد نشر صور من موقعه الرسمي على TikTok دون تعديل، يُخاطب جمهورًا لا يستجيب. أما الفندق الذي يُقدّم محتوى حيًّا، واقعيًا، ومتجددًا كل أسبوع، فإنه يدخل في ذاكرة المستخدم ويُحوّل الفضول إلى حجز فعلي.
النجاح لا يأتي من الفيديو الأجمل، بل من الفيديو الأكثر صدقًا، تفاعلًا، وقربًا من تجربة الضيف الحقيقية.
تساؤلات الإدارة.. هل نستخدم TikTok كقناة إعلانية، أم كمساحة حية لتجربة الفندق؟
هل لدينا خطة إنتاج أسبوعية؟ هل نرصد ما يتداوله الجمهور عن الفندق؟ هل نُحفّز النزلاء على التصوير والمشاركة؟ وهل نقيس تأثير الفيديوهات على معدلات الحجز فعلًا؟
من يُجيب عن هذه الأسئلة بوضوح، هو من ينتقل بتسويق الفندق من الترويج إلى التفاعل، ومن العرض إلى التأثير الحقيقي.
اقرأ أيضًا: برامج “الحجز الفندقي”.. مزايا وعيوب وكيف تختار الأنسب؟





