M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

كيف تطبّق الاستدامة دون التأثير على راحة الضيوف؟
المدونة

كيف تطبّق الاستدامة دون التأثير على راحة الضيوف؟

كيف تطبّق الاستدامة دون التأثير على راحة الضيوف؟

إم إيه هوتيلز – خاص

بين تصاعد وعي الضيوف البيئي، وتزايد الضغوط التنظيمية، لم تعد الاستدامة خيارًا تجميليًا للفنادق، بل مطلبًا استراتيجيًا وجزءًا من هوية العلامة. ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة: هل يؤثر تقليل استخدام الموارد على راحة النزيل؟ وهل يمكن تقديم تجربة ضيافة راقية دون هدر أو تأثير سلبي على البيئة؟

الإجابة تبدأ من فهم أن الاستدامة اليوم لا تعني التقشف، بل تعني الذكاء في إدارة الموارد، والابتكار في تقديم الخدمة، والتوازن بين الراحة والمسؤولية.

الاستدامة تبدأ من التصميم.. لا من التقليل

الفندق الذي يُصمَّم أو يُعدّل بهوية مستدامة لا يضطر إلى انتقاص الخدمة، بل يُعيد تنظيمها بطرق تضمن الكفاءة.
استخدام الإضاءة الذكية، الزجاج العازل، وحدات التبريد المتحكمة في الاستهلاك، كلها أدوات تقلل من الطاقة دون أن يشعر النزيل بأي نقص في الراحة أو الإضاءة أو الحرارة.

كما أن استبدال مستلزمات الحمام ذات الاستخدام الواحد بأخرى عالية الجودة قابلة لإعادة التعبئة، يمنح الضيف تجربة فاخرة ويقلل من النفايات في الوقت نفسه.

التغذية المستدامة.. تجربة صحية راقية

تعتقد بعض الإدارات أن تطبيق الاستدامة في المطاعم يُفقد البوفيه تنوعه أو يُقلل من خيارات النزلاء. لكن الواقع أن تقليص الهدر الغذائي لا يعني تقليل الخدمة، بل تحسين إدارة الإنتاج، وتوجيه التركيز نحو المكونات الموسمية، والمنتجات المحلية.

بل إن ضيوفًا كُثر يُقدّرون وجود قوائم طعام مدروسة، مع إشارات لمصدر المكونات، ونسبة الانبعاثات التي تم تقليلها، ما يجعل التجربة أكثر وعيًا وتميّزًا.

التنظيف الأخضر.. جودة بلا روائح كيميائية

التحول إلى استخدام منظفات بيئية لم يعد يُنظر إليه كمخاطرة بجودة التنظيف، بل أصبح ميزة تنافسية. فالنزيل الذي يعاني من الحساسية أو يُقدّر البيئة، يشعر براحة نفسية أكبر حين يعلم أن غرفته تم تنظيفها دون مواد ضارة.

كما أن التدريب الجيد لفريق التدبير المنزلي يُحدث فرقًا واضحًا في الأداء، ما يضمن الراحة دون المساس بأي معيار للنظافة أو التعقيم.

الفرق بين فندق يطبّق الاستدامة فعليًا وآخر يقدّمها كشعار فقط

الفندق الحقيقي المُستدام لا يضع بطاقة “وفّر على البيئة” على المنشفة فقط، بل يصمّم الخدمة لتكون خضراء دون أن يُحمّل الضيف عبء الاختيار.
هو فندق يُحسّن استهلاك الطاقة، يعيد استخدام المياه الرمادية، يُقلّل التغليف، ويعرض نتائج هذه الجهود بشفافية داخل الغرف أو عبر التطبيق.

أما الفندق الذي يرفع شعار الاستدامة دون تنفيذ، فلا يكسب ثقة النزيل، وقد يُتهم بالمبالغة أو “التسويق الأخضر” الفارغ.

تساؤلات الإدارة.. هل الضيوف يلاحظون فرقًا؟

في الحقيقة، الضيف لا يلاحظ تقليل الموارد إذا تم تطبيق الاستدامة بذكاء. بل على العكس، يشعر بالانتماء لتجربة واعية، ويقدّر الجهود حين تُشرح له ببساطة.

وقد أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة من النزلاء مستعدون لاختيار فندق صديق للبيئة حتى إن كان أغلى، شرط ألا تؤثر هذه المبادئ على الراحة أو الخصوصية أو الخدمة.

الاستدامة ليست تقليصًا.. بل تحسين ذكي ومسؤول لتجربة النزيل.

اقرأ أيضًا: كيف تُروج لجهود الاستدامة لجذب النزلاء المهتمين بالبيئة؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *