فن الضيافة الجوية.. جودة خدمة الضيافة على متن الطائرات
إم إيه هوتيلز – خاص
تعد تجربة السفر الجوي واحدة من أبرز التجارب التي يعيشها الركاب، حيث تسعى شركات الطيران لتقديم خدمات مميزة تجعل الرحلة مريحة وراقية. في هذا السياق، تبرز أهمية الخدمة الفندقية على متن الطائرات كجزء لا يتجزأ من استراتيجية الضيافة، التي تهدف إلى خلق بيئة تلبي توقعات الركاب وتوفر لهم تجربة استثنائية في الجو. يشمل ذلك تقديم وجبات فاخرة، مقاعد مريحة، وخدمات شخصية تراعي احتياجات كل مسافر.
في عالم تنافسي يتزايد فيه التوجه نحو تحسين تجربة السفر، تطورت استراتيجيات الضيافة الجوية لتجمع بين الفخامة والابتكار. تعتمد هذه الاستراتيجيات على فهم عميق لاحتياجات الركاب، بدءًا من توفير قوائم طعام مصممة لتناسب الأذواق المختلفة، إلى تقديم خدمات تقنية متقدمة مثل الترفيه الشخصي وشبكات الاتصال. كل هذه الجهود تجعل من السفر الجوي تجربة متكاملة تلبي أعلى معايير الراحة والرفاهية.
مفهوم الخدمة الفندقية
تُعرف الخدمة الفندقية بأنها النشاط الذي يهدف إلى تقديم الإقامة والإعاشة للنزلاء مقابل أجر محدد. وتشمل هذه الخدمات المبيت، تقديم الطعام والشراب، وتوفير التسهيلات الضرورية اللازمة. تُقدم هذه الخدمات في منشآت متنوعة مثل الفنادق، القرى السياحية، الشقق المفروشة، والمخيمات. يعد القطاع الفندقي من أهم القطاعات الإنتاجية التي ترتبط بقوة مع القطاعات الأخرى مثل الزراعة، الصناعة، والتشييد والبناء، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد القومي وتوفير فرص العمل.
خصائص للخدمة الفندقية
موسمية النشاط: تتأثر الخدمة الفندقية بالمواسم السياحية والظروف المناخية، مما يؤدي إلى تفاوت الإشغال الفندقي على مدار العام.
نشاط خدمي: تعتمد على تقديم خدمات الإقامة، الطعام، والترفيه، إلى جانب خدمات إضافية مثل حجز الطائرات والفنادق.
تركيز الاستثمار في الأصول الثابتة: تُوجه النسبة الكبرى من رأس المال إلى الإنشاءات والتجهيزات الفندقية، بينما تذهب نسبة أقل للتشغيل.
اعتماد النشاط على العنصر البشري: نجاح الخدمة الفندقية يرتبط بكفاءة العاملين وقدرتهم على تقديم خدمات بجودة عالية.
ماذا تعني الخدمة الفندقية المتخصصة؟
الخدمة الفندقية المتخصصة تُركز على تلبية احتياجات نوع معين من العملاء أو النزلاء، فلا تتقيد بالبناء الفندقي فربما كانت في المستشفيات والمنتجعات الصحية أو وسائل النقل كالقطارات والطائرات. مثل هذا النوع من الخدمات يوفِّر نوعًا من الراحة والخدمة الممتازة للعميل بشكل ذي طابع فندقي ترتقي فيه اساليب الضيافة.
جودة الخدمات على متن الطائرة
تمثل جودة الخدمات على متن الطائرة نهجًا شاملاً تسعى شركات الطيران من خلاله لتوفير تجربة سفر إيجابية ولا تُنسى للركاب. تشمل العناصر الأساسية لجودة الخدمة راحة المقاعد، حيث تستثمر شركات الطيران في تصاميم مريحة وميزات قابلة للتعديل لتحسين رفاهية الركاب. النظافة داخل المقصورة والحمامات عامل حاسم أيضًا في توفير بيئة صحية وممتعة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم خدمات الترفيه على متن الطائرة، مثل الأفلام والألعاب، إلى جانب تقديم مستلزمات الراحة مثل البطانيات وأطقم الأدوات الشخصية، في تعزيز شعور الركاب بالعناية والاهتمام.
أظهرت أظهرت دراسة بعنوان “The roles of service quality, perceived price and satisfaction to passenger’s loyalty”، نُشرت في مجلة Linguistics and Culture Review عام 2022، أنَّ الخدمة الفندقية على متن الطائرة تتأثر بعدة عوامل مثل “كفاءة الطاقم، المرافق، الطعام والشراب، الترفيه، والبيئة المادية”، مما يعزز رضا الركاب.
علاوة على ما سبق أشارت الدراسة نحو تبنِّي تقنيات الواقع الافتراضي وخدمات التطبيقات الشخصية، عوامل ضرورة في الغاية لتحسين جودة الخدمة وتحقيق ميزة تنافسية.
تشير الجمعية الأمريكية لضبط الجودة (ASQC) والمنظمة الأوروبية لضبط الجودة (EOQC) نحو جودة الخدمة الفندقية الجودة بأنها: “المجموع الكلي للمزايا والخصائص التي قد تؤثر في قدرة السلعة أو الخدمة على تلبية حاجات معينة للمستهلك أو متلقي الخدمة”.
تقييم “سكاي تراكس” لجودة الخدمة
تُعتبر “سكاي تراكس” مرجعية عالمية لتقييم خدمات الطيران والمطارات. تطورت منهجية التقييم لديهم لتشمل مقاييس كمية ونوعية، مما يضمن تقييمًا أكثر دقة وموضوعية لجودة الخدمات. تشمل هذه المعايير تقييم تدريب الطاقم، الكفاءة المهنية، النظافة، ومهارات التواصل. كما تأخذ في الحسبان تجربة الركاب الشاملة من تقديم الوجبات إلى الترفيه والنظافة.
يساعد هذا النظام الركاب على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اختياراتهم لشركات الطيران، بينما يشجع شركات الطيران على تحسين خدماتها بشكل مستمر.
نموذج على الأرض: “جامبو ستاي“
يُعد فندق “جامبو ستاي” مثالاً مميزاً على استغلال الطائرات القديمة في مشاريع مبتكرة، حيث يقع داخل طائرة من طراز “جامبو جيت 747-200” التي صُنعت عام 1976. يوفر الفندق تجربة إقامة فريدة تشمل أسرة مريحة، حمامات، ووجبة إفطار، مما يمنح الزوار فرصة للنوم داخل طائرة حقيقية. يقع الفندق بالقرب من مطار أرلاندا في ستوكهولم بالسويد، وتم تأسيسه عام 2009 بواسطة رجل الأعمال أوسكار ديوس، بعد أن اشترى الطائرة عقب إفلاس شركة “ترانسجيت” السويدية، التي كانت آخر من استخدمها.
أُعيد بناء الطائرة في عام 2008 لتتحول إلى فندق يحتوي اليوم على 33 غرفة نوم و76 سريراً، بالإضافة إلى مطعم، حانة، وغرفة اجتماعات. تختلف تكلفة الإقامة بين 55 دولاراً للغرف المشتركة و231 دولاراً لأكبر جناح، وهو قمرة القيادة. يُعتبر “جامبو ستاي” وجهة مميزة تجمع بين الابتكار والتاريخ، حيث يوفر تجربة إقامة لا تُنسى لعشاق الطيران.
حلم الفندق الطائر
ومن الارض إلى السماء، يراود الغنسان حلم أن يقيم بشكل مستمر أو لفترة لا تقل ساعاتها ودقائقها، وهذا ما كشفه كشف هاشم الغيلي، المراسل العلمي اليمني، الذي اشتهرت فيديوهاته حول العالم، عن تصميم طائرة عملاقة يقودها الذكاء الاصطناعي، تتسع لـ 5000 ضيف. الطائرة مجهزة بـ 20 محركًا يعمل بالطاقة النووية، وستظل في الجو طوال الرحلة المخطط لها، مع إمكانية إجراء الإصلاحات على متنها. يشير الغيلي إلى أن هذه الطائرة ستكون مستقلة تماماً، مشيراً إلى أن وجود الطيارين سيكون أمراً غير ضروري في هذا العصر التكنولوجي المتطور.
وفقًا لما ذكره موقع Times Now News ستشمل الطائرة العديد من المرافق الفاخرة مثل قبو يوفر إطلالة 360 درجة على السماء، ومنصة ترفيهية، ومراكز تسوق، ومرافق رياضية، بالإضافة إلى مطاعم وبارات، ملاعب، دور سينما، وحمامات سباحة. من المؤكد أن هذه الطائرة ستكون أكثر من مجرد وسيلة نقل، بل ستكون وجهة سياحية وتجربة لا مثيل لها.
الضيافة ودرجة الأعمال .. طيران السعودية
تتميز درجة الضيافة في طيران المملكة العربية السعودية، بتفاصيل متطورة تهدف إلى توفير راحة استثنائية للمسافرين. تجمع هذه الدرجة بين ترفيه متنوع يناسب كافة الأذواق وقائمة مأكولات مميزة تضم لمسات من المطبخ السعودي التقليدي، مما يعزز تجربة الرحلة ويوفر أجواءً مريحة وممتعة طوال الرحلة.
أما درجة الأعمال، فهي توفر مستوى من الراحة والخصوصية المتكاملة، مع تصميم داخلي يراعي احتياجات المسافر بشكل كامل. يتمتع الركاب بتجربة ضيافة فاخرة تشمل أشهى الأطباق المعدة خصيصاً من “شيف السعودية”، ما يضفي على الرحلة طابعاً من الفخامة والتميز. هذه الخدمات تجعل من السفر في درجة الأعمال تجربة استثنائية تجمع بين الراحة والمتعة والرفاهية.
برنامج سكاي واردز .. طيران الإمارات
تُقدّم طيران الإمارات خدمات ضيافة استثنائية ترتقي بمعايير السفر الجوي إلى مستوى الفخامة الفندقية. يتمتع ركاب الدرجة الأولى بغرف نوم خاصة مجهزة بأبواب منزلقة لضمان الخصوصية، وسبل راحة أثناء الرحلة، ما يوفر تجربة مميزة تحاكي الإقامة في أفخم الفنادق. أما ركاب درجة الأعمال، فيمكنهم الاسترخاء على مقاعد قابلة للتحول إلى أسِرّة مريحة، مع الاستفادة من ردهة الطائرة الاجتماعية التي تقدم المشروبات وتتيح التواصل مع الآخرين. وتكتمل التجربة بوجبات شهية تُعد من مكونات عالية الجودة، مصحوبة بمجموعة مختارة من المشروبات الفاخرة.
في مجال الاتصال، توفر طيران الإمارات باقات إنترنت لاسلكي (Wi-Fi) تناسب احتياجات جميع المسافرين. تشمل الخدمات الأساسية خيار الدردشة غير المحدودة عبر تطبيقات مثل واتساب وآي مسج، بأسعار تبدأ من 2.99 دولار. للراغبين في تصفح الإنترنت، تتوفر باقات شاملة بأسعار تصل إلى 19.99 دولار. كما يمكن للمسافرين في مناطق محددة الاستفادة من خدمة Easy Connect التي توفر 30 دقيقة من الإنترنت غير المحدود مقابل 9.99 دولار. إضافة إلى ذلك، يحصل أعضاء برنامج سكاي واردز على مزايا حصرية تشمل إنترنت مجاني ودردشة مجانية بناءً على درجة السفر ومستوى العضوية، ما يضمن تجربة سفر متكاملة ومريحة.
ختامًا تشهد الضيافة الجوية على متون الطائرات الكثير من التطُّورولعل ما وصلت له الخدمات الفندقية داخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، من قمم ما وصل مجال الخدمة الفندقية على متون المركبات الطائرة في عالمنا العربيِّ، ما يجعله نموذج مشرِّف لتقديم تجربة جيِّدة للراكب عبر الأجواء.