- الرئيسية
- أخبار وملفات
- “الإقامة كخدمة”.. هل يتحول الفندق إلى اشتراك شهري؟
“الإقامة كخدمة”.. هل يتحول الفندق إلى اشتراك شهري؟
“الإقامة كخدمة”.. هل يتحول الفندق إلى اشتراك شهري؟
إم إيه هوتيلز – خاص
تخيّل أن الفندق الذي تنزل فيه لا يكون وجهتك المؤقتة، بل عنوانك الدائم،
وأن بطاقة الحجز تتحوّل إلى اشتراك شهري يمنحك حرية التنقل بين المدن والعواصم دون امتلاك عقار أو دفع إيجار طويل المدى.
هذا ليس خيالًا مستقبليًا، بل اتجاه حقيقي في صناعة الضيافة العالمية،
يعيد تعريف فكرة “الإقامة” من تجربة مؤقتة إلى نمط حياة مستمر،
ويحوّل الفنادق من أماكن للزيارة إلى منصات معيشة ذكية قائمة على الاشتراك.
إنه ما يُعرف اليوم بمفهوم “الإقامة كخدمة” (Stay-as-a-Service)،
أحد أكثر الاتجاهات ثورية في عالم السفر الحديث،
الذي يمزج بين الراحة الفندقية ومرونة المعيشة الرقمية.
من الإقامة العابرة إلى نمط الحياة
في السابق، كان النزيل يختار الفندق لبضع ليالٍ بهدف سياحي أو عمل قصير.
لكن مع توسع نماذج العمل عن بُعد بعد جائحة كورونا،
ظهر جيل جديد من المسافرين — “الرحالة الرقميون” (Digital Nomads) —
الذين يبحثون عن أماكن توفر إقامة مريحة، إنترنت سريع، ومجتمعًا منفتحًا بدلاً من عقود الإيجار الطويلة.
هؤلاء المسافرون الجدد دفعوا الفنادق إلى تغيير فلسفتها بالكامل،
فلم تعد تبيع الغرف لليلة واحدة، بل تبيع نمط حياة مرنًا ومتنقلًا.
في فندق “Zoku Amsterdam”، على سبيل المثال،
يمكن للنزيل حجز جناح كامل باشتراك شهري يشمل الإقامة، التنظيف، الإنترنت، ومساحات العمل المشتركة.
أما في “Lyf by Ascott”، فيُمنح النزيل حرية استخدام مرافق السلسلة في أي مدينة يشاء بنفس الاشتراك الشهري.
الضيافة تدخل عصر الاشتراك
كما تحوّل الترفيه إلى اشتراك عبر “نتفليكس” والموسيقى عبر “سبوتيفاي”،
ها هو السكن نفسه يتحول إلى اشتراك قابل للتجديد.
تُقدّم بعض العلامات العالمية مثل “Marriott Bonvoy Apartments” و“CitizenM Membership”
أنظمة مرنة تسمح للنزيل بالإقامة في فنادق مختلفة حول العالم مقابل اشتراك شهري ثابت.
بهذا، يصبح الفندق ليس فقط مكانًا للإقامة، بل عضوية متنقلة تتيح لحاملها تجربة الضيافة في أي مدينة.
إنها الحرية المكانية بصيغة فندقية.
السعودية.. من الغرفة إلى التجربة السكنية الذكية
في المملكة العربية السعودية،
تتجه مشاريع الضيافة ضمن رؤية 2030 إلى إعادة تعريف الإقامة من خلال الذكاء المكاني والخدمات المستمرة.
ففي مشروع نيوم، يُطوَّر نموذج “الإقامة المتصلة” الذي يتيح للنزيل السكن في فندق ثم الانتقال إلى آخر ضمن نفس الشبكة دون إعادة تسجيل.
وفي الدرعية والعلا،
بدأت بعض الفنادق التجريبية بتقديم برامج إقامة طويلة تجمع بين الرفاهية والترابط الاجتماعي،
بحيث يشعر المقيم بأنه يعيش ضمن مجتمع متكامل لا نزلاء عابرين.
هذا النموذج ينسجم مع التحولات السكانية الحديثة،
ويحوّل الضيافة إلى قطاع معيشة ذكي مرن،
يشجع الإقامة الطويلة والعمل والسفر في آنٍ واحد.
التقنية تعيد بناء العلاقة بين الفندق والنزيل
في نموذج “الإقامة كخدمة”، يعتمد الفندق على التكنولوجيا لتوفير تجربة مستمرة ومتجددة.
التطبيق الذكي يُدير كل شيء: من تجديد الاشتراك، وحجز المرافق، إلى الطلبات اليومية وحتى الاستشارات الشخصية.
أنظمة الذكاء الاصطناعي تُحلّل تفضيلات المقيمين وتُخصّص الخدمات بناءً على سلوكهم.
من نوع الغرفة إلى نوع الإضاءة، ومن درجة حرارة المكيف إلى نوع القهوة المفضلة،
كل التفاصيل تُصبح خدمة شخصية تضاف إلى الاشتراك الشهري.
إنه مفهوم جديد للراحة:
لا تسكن الفندق.. بل يعيش معك.
ردهة فندقية حديثة تُستخدم كمركز تواصل للمقيمين الدائمين في نظام الاشتراك الشهري

غرفة فندقية ذكية مزوّدة بأنظمة تحكم وتخصيص للإقامة الطويلة

فريق ضيافة يقدّم خدمات مخصصة للمقيمين في نمط “الإقامة كخدمة”

من نزيل إلى عضو
الفنادق التي تطبق هذا النموذج لم تعد تتعامل مع عملائها كضيوف،
بل كـ أعضاء مجتمع متكامل يعيشون تجربة الضيافة يوميًا.
ويحصل هؤلاء على امتيازات تشمل استخدام الصالات الرياضية والمطاعم ومساحات العمل عبر فروع الشبكة حول العالم.
في “Selina Hotels”،
يستطيع المقيم الاشتراك في خطة تتيح له التنقل شهريًا بين أكثر من 100 وجهة دون عقود جديدة.
أما “Outsite” فتوفّر للمشتركين مجتمعًا رقميًا يشمل جلسات تعارف وفعاليات مشتركة.
هذه التجربة الهجينة تجمع بين راحة الفندق، ومرونة الشقة، وروح النادي الاجتماعي.
التحدي: هل تفقد الضيافة دفئها؟
يخشى بعض الخبراء أن يؤدي هذا التحول إلى فقدان الطابع الإنساني للضيافة،
حين يتحوّل النزيل إلى رقم في قاعدة بيانات الاشتراكات.
لكن العلامات الذكية تتعامل مع هذا الخطر عبر تعزيز الجانب البشري:
لقاءات أسبوعية، فعاليات جماعية، ومحتوى محلي يربط النزيل بالمجتمع المحيط.
فالضيافة، حتى في أكثر صيغها رقمية، تظل قائمة على التواصل الإنساني.
اقتصاد جديد.. بين السفر والعمل
“الإقامة كخدمة” لا تخدم السائح فقط، بل العمالة المتنقلة والموظفين المستقلين،
الذين يبحثون عن مزيج من العمل والراحة.
الفنادق التي توفر مكاتب خاصة ومناطق تعاون شبكي أصبحت الوجهة المفضلة لجيل العمل من أي مكان (Work from Anywhere).
هذا الدمج بين الضيافة والوظيفة أنتج قطاعًا جديدًا يُعرف بـ “Hospitality-as-a-Platform”،
حيث يتحول الفندق إلى بيئة إنتاج اجتماعية واقتصادية،
تربط المسافرين بالمجتمعات والفرص في كل مدينة.
السعودية والمستقبل السكني المتكامل
تعمل وزارة السياحة وهيئة تطوير المناطق في المملكة على دعم هذا التوجه من خلال التصميم الذكي للمساكن الفندقية
التي تسمح بالإقامة المرنة دون فقدان الخصوصية أو الهوية المحلية.
فكرة “الإقامة المتصلة” أصبحت جزءًا من مخطط التطوير في وجهات مثل البحر الأحمر والقدية،
حيث يمكن للمقيم الانتقال بين المواقع بسهولة مع الاحتفاظ بنفس الخدمة والمستوى الفندقي.
إنه مستقبل الضيافة السعودية الذكية:
حيث تُبنى الفخامة على المرونة، وتُقدّم الراحة كخدمة متجددة لا كمنتج ثابت.
س: ما هو مفهوم “الإقامة كخدمة”؟
ج: هو نموذج جديد في الضيافة يقوم على الاشتراك الشهري الذي يتيح للنزيل الإقامة الطويلة بمرونة وراحة دون التزامات تقليدية.
س: هل يناسب هذا النموذج المسافرين أم المقيمين؟
ج: يناسب الفئتين، إذ يجمع بين سهولة الفندق واستقرار السكن، مما يجعله مثاليًا للعاملين عن بُعد والرحالة الرقميين.
س: كيف تطبّق السعودية هذا الاتجاه الجديد؟
ج: من خلال مشاريع مثل نيوم والبحر الأحمر التي تقدّم مفاهيم إقامة ذكية طويلة المدى ضمن رؤية 2030.
س: هل يهدد هذا المفهوم الضيافة التقليدية؟
ج: لا، بل يوسّعها لتشمل أنماط معيشة مرنة تتماشى مع التحول الرقمي والاجتماعي الحديث.
اقرأ أيضًا: الوجه الإنساني للعلامة.. دور الموظفين في بناء الهوية





