قد يبدو سرير الفندق مجرد قطعة أثاث اعتيادية، لكن خلف كل سنتيمتر من ارتفاعه قرار مدروس يتقاطع مع راحة النزيل وتوقعاته. فارتفاع السرير ليس تفصيلاً عشوائيًا في التصميم، بل عنصر جوهري يُسهم في رسم ملامح تجربة الإقامة، ويعكس فلسفة الضيافة الخاصة بكل فندق.

ارتفاع السرير.. بين الوظيفة والانطباع
السرير هو أول ما يجذب عين الضيف عند دخوله الغرفة، وارتفاعه يُعطي انطباعًا مباشرًا بالراحة أو الصعوبة. فالأسرة المنخفضة توحي بالبساطة والاسترخاء، بينما تمنح الأسرة المرتفعة شعورًا بالفخامة والتقاليد الكلاسيكية. لكن ما وراء ذلك هو سهولة الاستخدام، خاصة لكبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

من يحدّد الارتفاع؟
عادةً ما يُقرَّر ارتفاع السرير بالتعاون بين فرق التصميم الداخلي وإدارة التشغيل الفندقي، مع مراعاة:

• الفئة العمرية المستهدفة

• الفئة الفندقية (اقتصادي، فاخر، بوتيكي…)

• متطلبات التنظيف وتخزين الأمتعة تحت السرير

• نوع المرتبة ونظام الدعم السفلي

الراحة الجسدية للنزيل في قلب القرار
إذا كان السرير منخفضًا جدًا، قد يجد بعض النزلاء صعوبة في الجلوس أو النهوض. أما السرير المرتفع أكثر من اللازم، فقد يربك الحركة ويجعل النزول منه صعبًا، خصوصًا أثناء الليل. لذا، تسعى الفنادق إلى اعتماد ارتفاع مثالي يتراوح غالبًا بين 55 إلى 65 سم من الأرضية، كونه يُحقق توازنًا بين الراحة والوصول السهل.

ارتفاع السرير كجزء من الهوية
في بعض الفنادق، يُوظَّف ارتفاع السرير كعنصر بصري مرتبط بهوية العلامة التجارية. فمثلاً، الفنادق الآسيوية أو ذات الطابع البوهيمي تفضّل الأسرة الأرضية، بينما تعتمد الفنادق الغربية الفاخرة الأسرة المرتفعة والمبطنة.

تجربة تبدأ من السرير
ما لا يراه الضيف هو أن تجربة النوم ليست فقط في المرتبة أو الوسادة، بل تبدأ منذ اللحظة التي يجلس فيها على السرير. فإن كان الارتفاع مناسبًا، يشعر بالراحة الفورية، أما إن كان مزعجًا، فقد يؤثر ذلك على انطباعه الكامل عن الإقامة.

اقرأ أيضًا  من يختار ارتفاع سرير الفندق