موقع السرير في الغرفة.. كيف يترجم الضيف موقعه إلى إحساس بالراحة أو القلق؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لا يُعد موقع السرير داخل غرفة الفندق قرارًا عشوائيًا، بل هو تفصيل معمارـ-نفسي يُعيد تشكيل تجربة النزيل منذ لحظة دخوله. المسافة من الباب، الاتجاه نحو النافذة، قربه من الجدار أو من وحدات الإضاءة.. كلها عناصر تُسهم في توليد شعور بالاطمئنان أو إثارة توتر خفي لا يدري النزيل مصدره.
البُعد النفسي لوضعية السرير
الإنسان يميل فطريًا إلى البحث عن أماكن توفر له السيطرة البصرية والأمن الجسدي. لذلك، حين يكون السرير في مواجهة مباشرة للباب أو قريبًا من الحمام دون فاصل بصري، قد يشعر النزيل بعدم ارتياح. أما إذا كان السرير مواجهًا لنافذة مفتوحة على منظر خارجي ويفصل بينه وبين الباب جدار جزئي، فإن الإحساس بالطمأنينة يزداد بشكل غير واعٍ.
المسافات والمساحات.. متى يشعر الضيف بالاحتواء؟
في بعض الغرف، يُوضع السرير في المنتصف، محاطًا بمساحات فارغة على الجانبين. ورغم فخامة هذا التصميم، إلا أن بعض الضيوف يختبرون شعورًا بالتيه أو الوحدة. في المقابل، قد يفضل آخرون السرير القريب من جدار جانبي يمنحهم إحساسًا بالحماية الجسدية والنفسية، كما في غرف النُزل الريفية.
التوجيه نحو مصادر الضوء
موقع السرير بالنسبة للنافذة أو وحدات الإضاءة الداخلية يؤثر بدوره في راحة الضيف. سرير موضوع مقابل نافذة مشرقة يُحسن المزاج عند الاستيقاظ، في حين أن سريرًا محشورًا في زاوية مظلمة قد يُضفي شعورًا بالاختناق أو العزلة. لذلك، تلجأ بعض الفنادق الذكية إلى إتاحة خيار “اختيار اتجاه السرير” عند الحجز.
تصميم الغرفة وشعور النزيل بالسيطرة
حين يشعر النزيل أنه “يسيطر” على الفضاء من موقع السرير، يتولد لديه إحساس داخلي بالاستقرار. لهذا السبب، تحرص بعض الفنادق على وضع السرير بحيث يكون في مواجهة العناصر المهمة (النافذة، شاشة التلفاز، الباب)، مع تسهيل الحركة حوله دون عوائق. الأمر لا يتعلق بالراحة فقط، بل بإعادة تشكيل الإحساس بالقدرة على التفاعل مع المساحة.
بين التصميم والتجربة النفسية
الاهتمام بموقع السرير لم يعد رفاهية، بل أصبح جزءًا من فلسفة التصميم الداخلي المرتبطة بعلم النفس البيئي. ويُعد ذلك من أسباب لجوء فنادق فاخرة إلى استشاريين في “الهندسة العاطفية” عند تصميم الغرف، لضمان أن كل تفصيلة، بما فيها موقع السرير، تساهم في تحسين جودة نوم النزيل ورضاه العام.
اقرأ أيضًا: كيف تغير سُمك الستارة الإحساس بالخصوصية في الفنادق الحضرية؟





