المصاعد الصامتة.. معيار جديد في رفاهية الضيافة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لم تعد المصاعد مجرد وسيلة نقل عمودي فحسب، بل تحولت في عام 2025 إلى عنصر أساسي في تجربتك الفندقية منذ اللحظة الأولى لصعودك أو نزولك. النزيل الحديث يبحث اليوم عن الهدوء التام وتلاشي الضوضاء كجزء لا يتجزأ من رفاهيته، ما جعل “المصاعد الصامتة” معيارًا جديدًا يعكس مستوى التفاني في راحة الضيف وجودة الخدمة.
في هذا السياق، تبرز خمس ركائز رئيسية تسعى الفنادق من خلالها إلى رفع سقف الراحة الصوتية في المصاعد، وتقديم تجربة نقل سلسة تليق بفخامة الإقامة:
تقنيات المحركات الهادئة
اعتمدت الفنادق الرائدة على محركات كهربائية وخالية من التروس التقليدية (Gearless) ذات الانسيابية العالية، حيث توفر حركة سلسة ولا تصدر أي صوت ميكانيكي. هذه التقنية تقلل من الاهتزازات وتضمن انسيابية ثابتة في السرعة، ما يُشعر الضيف وكأنه يطفو في صمت.
العزل الصوتي المتكامل
لم يعد كافياً عزل حجرة المصعد فقط؛ بل باتت الجدران والأرضية والسقف تتضمن مواد عازلة تعمل على امتصاص الأصوات الخارجية والداخلية سواءً عند تشغيل الأجهزة أو حركة الكابلات. بعض الفنادق تستخدم ألواح بوليميرية مصممة خصيصًا لخفض الانعكاسات الصوتية، فتضمن بيئة هادئة حتى عند ازدحام الطوابق.
أنظمة التحكم الذكية
توظف المصاعد الصامتة أنظمة تحكم رقمية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعديل سرعة التشغيل وتسارع الإيقاف بدقة متناهية. هذا يحقق انتقالًا هادئًا دون الاهتزاز المفاجئ أو الضجيج الناتج عن تبديل السرعات، ما يعزز شعور الرحلة بالنعومة والراحة.
التكامل الرقمي بلا ضوضاء
تتيح اللوحات الرقمية والشاشات اللمسية داخل المصعد عرض المعلومات دون الحاجة لأزرار صلبة تصدر صوت “نقرة” عند الاستخدام. كما اعتمدت بعض الفنادق على الأوامر الصوتية والتحكم عبر تطبيقات الهواتف الذكية لتفعيل المصعد، مما يقلل من تلامس الأسطح ويحدُّ من الإزعاج البصري والسمعي.
الصيانة الاستباقية والمسؤولة
جاءت الصيانة الدورية المبرمجة عبر إنترنت الأشياء (IoT) لتراقب أداء المحركات والأجهزة الصوتية باستمرار، وتنبه فريق الصيانة قبل حدوث أي تآكل أو انزلاق قد ينتج عنه ضوضاء. هذه الاستجابة المبكرة تحافظ على أداء المصاعد في صمت دائم، وتطيل عمر المعدات دون اضطراب الخدمة.
الصمت الذي توفره المصاعد اليوم لم يعد رفاهية إضافية، بل أصبح مؤشرًا حقيقيًا على جودة الضيافة واهتمام الفندق بأدق تفاصيل راحة ضيوفه. الفنادق التي تتبنى هذه التقنيات تضمن لنزلائها تجربة نقل عمودي تُعزّز انطباعهم الإيجابي منذ اللحظة الأولى، ما ينعكس على ولائهم وتقييماتهم بعد المغادرة.
