رائحة الفندق: كيف تصنع العلامات الفندقية ذاكرة حسية لا تُنسى
إم إيه هوتيلز – خاص
لم تعد الروائح الفندقية تقتصر على تعطير الممرات أو قاعات الاستقبال، بل تحولت في عام 2025 إلى أداة براندينج استراتيجية تخلق رابطًا عاطفيًا عميقًا بين الضيف والعلامة. يعتمد أفضل الفنادق على بناء ذاكرة حسية لا تُمحى، حيث تصبح النفحات العطرية جزءًا لا يتجزأ من هوية المكان وقيمه.
في هذا السياق، تبرز خمس ركائز أساسية لتوظيف الروائح في صناعة تجربة ضيافة استثنائية:
تحديد هوية العطر الفندقي
قبل اختيار أي نفحة، تحدد فرق العلامة العطرية الفندقية الرسالة التي تريد إيصالها: فخامة رقيقة أم دفء ترحيبي؟ يتم التعاقد مع خبراء العطور لتطوير مزيج حصري يمثل روح المكان—سواء عبر نفحات الأخشاب الشرقية في اللوبي أو عبير الزهور المحلية في الممرات—مما يمنح الضيف انطباعًا فوريًا بهوية الفندق.
تصميم نفحات متناسقة مع العلامة البصرية
تُنسّق الروائح مع العناصر البصرية: الألوان، الخامات، والموسيقى. فمثلاً، إذا اعتمد الديكور على درجات الرمل والبيج الهادئة، يُضاف إليه نفحات المسك الخفيفة لتعزيز الشعور بالهدوء؛ أما الفنادق العصرية بألوان معدنية لامعة فتستخدم عبير الحمضيات المنعش والمعادن الخفيفة لخلق تكامل حسي متكامل.
دمج الحواس الأخرى
لا يقتصر الأمر على الشمّ فقط؛ بل تُوظّف التكنولوجيا لعرض معلومات عن العطر عبر تطبيق الفندق أو شاشات الغرفة. عند دخول الضيف، يُعرض على الشاشة نبذة قصيرة عن نفحات العطر ومصدر مكوناته—مثلاً “هذا العطر يحتوي على زيت الورد البلدي من الواحات السعودية”—ما يعمّق التفاعل الحسي والمعرفي مع الروائح.
إشراك الضيف في التجربة العطرية
تعتمد بعض الفنادق برامج تفاعلية تسمح للضيف باختيار أو تخصيص رائحته خلال إقامته عبر وحدات صغيرة في الغرفة أو زجاجات محمولة. كما تُرسل رسائل تذكيرية قصيرة تشجّع الضيف على مشاركة انطباعاته عبر رمز QR، مما يخلق شعورًا بالمشاركة في صناعة هوية المكان ويعزز التواصل العاطفي.
استدامة وبرامج الروائح المتجددة
حرصًا على الاستدامة، تقدم الفنادق عبوات قابلة لإعادة التعبئة وتجدد تركيباتها دوريًا لتفادي التعب والإشباع الحسي. كما تُخبر الضيوف بمبادرات إعادة تدوير عبوات العطر أو استبدالها بنماذج صديقة للبيئة، بما يعكس القيم المسؤولية ويترك انطباعًا إيجابيًا طويل الأمد.
في عالمٍ تتنافس فيه العلامات الفندقية على جذب قلب الضيف، تصبح الروائح الوسيلة الأقوى لزرع ذكريات لا تُنسى تربط الحواس بالعلامة التجارية.





