النزيل الفندقي المؤثر.. كيف تستفيد الفنادق من الضيوف ذوي التأثير؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لم يعد النزيل مجرد ضيف يُقيم ويرحل. في عصر المنصات الاجتماعية، أصبح بعض الضيوف يمثلون فرصًا دعائية حيّة، قادرة على تحويل إقامة قصيرة إلى محتوى دائم التأثير. النزيل المؤثر، سواء كان صانع محتوى، أو شخصية عامة، أو حتى مجرد مستخدم نشط يُتقن السرد البصري، بات أحد أصول الفندق غير المعلنة. لكن كيف تُدير الفنادق هذه العلاقة؟ وهل تسعى فعلًا للاستفادة منها بشكل استراتيجي؟
من نزيل إلى شريك تسويقي
الفندق الذي يُدرك قيمة الضيف المؤثر لا يتعامل معه كرقم حجز، بل كشريك محتمل. صورة واحدة على إنستغرام، أو قصة تُظهر مشهدًا مميزًا من الغرفة أو الإفطار، قد تصل إلى آلاف — وربما ملايين — المتابعين. وهنا تتحول تجربة الإقامة من علاقة خدمية إلى حملة تسويق ناعمة.
بعض الفنادق أصبحت تُعدّ سيناريوهات مخصصة لضيوف بعينهم، تهدف إلى دفعهم بشكل غير مباشر لتوثيق التجربة، دون مطالبتهم بشكل صريح. لأن المصداقية هي جوهر التأثير، وكلما بدت المشاركة عفوية، كلما صدّقها الجمهور أكثر.
ليس كل مؤثر مؤثر فعلًا
الخطر الذي تقع فيه بعض الفنادق هو الافتراض أن كل نزيل لديه متابعين هو أداة تسويق فعالة. التأثير لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بنوعية التفاعل، ومجال الاهتمام، ومدى توافقه مع هوية الفندق.
الفنادق الذكية تُحلّل الحسابات بعناية، ولا تقدم عروضًا مجانية لمجرد الشهرة، بل تختار من يمكنه خلق محتوى يضيف لها، ويحترم قيمها البصرية والسلوكية.
ماذا يريد المؤثر؟ وما الذي ينتظره الفندق؟
في الغالب، لا يبحث الضيف المؤثر عن خصم فقط، بل عن تجربة قابلة للسرد: تفاصيل فريدة، زوايا جذابة، خدمة مخصصة، خلفيات بصرية تُثري محتواه. في المقابل، ينتظر الفندق محتوى أصيل، غير متكلف، يعكس فعليًا جودة المكان دون مبالغة.
لذلك بدأت بعض الفنادق بتخصيص برامج لاستقبال المؤثرين، تشمل ترتيبات تصوير، وجولات موجهة، ومعلومات قابلة للنشر، دون أن تُشعر الضيف بأنه أداة دعائية مباشرة.
حين يتحوّل التفاعل إلى رأس مال معنوي
التقييمات الرقمية لم تعد تقتصر على نجوم وتعليقات نصية، بل تُترجم إلى صور، فيديوهات، وقصص متتابعة. كل تفاعل يُعيد بناء صورة الفندق لدى الجمهور، ويخلق طبقة جديدة من الثقة أو الحذر.
ولهذا، أصبح للفنادق قسم أو مسؤول مختص بتجربة المؤثرين، يتعامل مع هذه الفئة بمرونة ووعي عالٍ، ويُوازن بين الخدمة العادية والتوقعات الخاصة التي يحملها الضيف المؤثر.
صناعة الضيافة تحت عدسة الهاتف
الكاميرا الأمامية أصبحت أداة تسويق أقوى من كتيّب دعائي. وكل نزيل يحمل هاتفًا، يحمل معه قناة إعلامية متنقلة. من يدير هذه القنوات بحكمة؟ من يحوّل تجربة فردية إلى حملة ضمنية مستمرة؟ الجواب: الفندق الذي يفهم أن الضيافة الحديثة لم تعد تُقاس بعدد الغرف المحجوزة فقط، بل بمدى صدى كل إقامة في العالم الرقمي.
اقرأ أيضًا: الترحيب عند الباب.. هل ما زال مؤثرًا في زمن الخدمة الرقمية؟





