M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

من "مكان للإقامة" إلى "منصة للذكريات".. التحول الأكبر في هوية الفنادق
أخبار وملفات

من “مكان للإقامة” إلى “منصة للذكريات”.. التحول الأكبر في هوية الفنادق

من “مكان للإقامة” إلى “منصة للذكريات”.. التحول الأكبر في هوية الفنادق

إم إيه هوتيلز – خاص

لم تعد الفنادق اليوم مجرد أماكن للإقامة، بل تحوّلت إلى مسارح للذكريات والتجارب الإنسانية، حيث لا يبحث النزلاء عن غرفة مريحة بقدر ما يبحثون عن قصة يعيشونها، وصورة يحتفظون بها، وشعور يدوم بعد مغادرتهم. هذه النقلة النوعية في هوية الفنادق لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة مباشرة لتحولات اجتماعية وثقافية وتقنية جعلت “التجربة” تتفوق على “الخدمة”، و”الذكريات” تتفوّق على “المرافق”.

منذ عقود، كان شعار الفنادق الكبرى يقوم على الفخامة المادية: عدد النجوم، مساحة الغرف، جودة المفروشات. أما اليوم، فالعصر الرقمي غيّر المعادلة، وصار النزيل نفسه هو من يروّج للفندق من خلال تجربته الشخصية، سواء عبر صورة في إنستغرام، أو قصة تُروى للأصدقاء. هكذا أصبح الفندق منصة مفتوحة لتبادل المشاعر، وتحوّل دوره من مضيف إلى صانع ذكريات.

من “إقامة” إلى “تجربة”

في الماضي، كانت الإقامة تُقاس بعدد الليالي، أما الآن فتُقاس بعمق التجربة. فالنزيل لا يتذكر رقم الغرفة، بل صوت البحر عند الفجر، أو ابتسامة موظف الاستقبال، أو لحظة الفطور على الشرفة.
الدراسات الحديثة تشير إلى أن 72٪ من المسافرين في جيل الألفية و”جيل Z” يختارون الفندق بناءً على الصور التي يرونها على الإنترنت وليس على السعر أو الموقع. هذا يعني أن الفندق لم يعد يبيع سريرًا، بل قصة قابلة للمشاركة.

لهذا تغيّر نهج التصميم والتسويق بالكامل، وأصبح التركيز على بناء “مشهد” داخل الفندق، من الموسيقى إلى الإضاءة إلى التفاصيل التي تُثير الحواس الخمس. النتيجة أن الفندق صار يعمل كمخرج سينمائي يصمم تجربة لا تُنسى أكثر من كونه مؤسسة تقدم خدمة.

التجربة الرقمية.. ذاكرة لا تُمحى

في عصر التواصل الاجتماعي، لم يعد النزيل يغادر الفندق دون أن يترك أثرًا رقمياً. الصورة، الفيديو، والمراجعة أصبحت أجزاء من هوية الفندق على الإنترنت، وصار المحتوى الذي يصنعه النزيل أهم من الحملات الإعلانية.
فنادق مثل “W Hotels” و“25hours” و“Soneva” فهمت هذا التحول مبكرًا، فأنشأت مساحات مخصصة للتصوير، زوايا فنية، وإضاءات صُمّمت لتبدو مثالية على الكاميرا. والهدف هو تحويل الضيف إلى “سفير محتوى” يروّج للتجربة دون أن يشعر.

حتى العلامات الفاخرة مثل “Ritz-Carlton” بدأت تروّج لقصص نزلائها بدل خدماتها، مستخدمة عبارات مثل “نخلق ذكريات لا تُنسى”، لتربط بين الضيافة والحنين، بين التجربة والهوية الشخصية.

السعودية.. من الفخامة إلى الذاكرة

في المملكة العربية السعودية، يتجسّد هذا التحول بوضوح في المشاريع السياحية الكبرى مثل العلا والبحر الأحمر والدرعية، حيث لا يُروّج للفنادق باعتبارها أماكن إقامة فقط، بل كجزء من ذاكرة المكان والتاريخ والثقافة.
فنادق “Habitas AlUla” و“Dar Tantora” و“The Red Sea Ritz-Carlton Reserve” تُقدّم تجربة فريدة تربط بين الأصالة والحداثة، وبين الرفاهية والهوية. فالإقامة هناك هي رحلة في الزمان والمكان معًا، حيث تمتزج الضيافة بالتاريخ، والتقنية بالتراث.

بهذا أصبحت السعودية تعيد تعريف الضيافة العربية عالميًا عبر فلسفة جديدة: الفخامة ليست ما تراه العين، بل ما يبقى في الذاكرة.

نزلاء يوثّقون لحظات غروب في فندق مطلّ على البحر الأحمر

نزلاء يوثّقون لحظات غروب في فندق مطلّ على البحر الأحمر
نزلاء يوثّقون لحظات غروب في فندق مطلّ على البحر الأحمر

ردهة فندقية بتصميم يحاكي التراث المحلي مع تفاصيل معمارية حديثة

ردهة فندقية بتصميم يحاكي التراث المحلي مع تفاصيل معمارية حديثة
ردهة فندقية بتصميم يحاكي التراث المحلي مع تفاصيل معمارية حديثة

مدير علاقات النزلاء يشارك ضيوفه تجربة قصصية تفاعلية ضمن برنامج الذاكرة

مدير علاقات النزلاء يشارك ضيوفه تجربة قصصية تفاعلية ضمن برنامج الذاكرة
مدير علاقات النزلاء يشارك ضيوفه تجربة قصصية تفاعلية ضمن برنامج الذاكرة

التصميم كراوٍ للذكريات

التصميم الداخلي أصبح جزءًا من السرد القصصي للفندق. فكل ركن، وكل لوحة، وكل ضوء يحمل دلالة عاطفية تهدف إلى خلق ارتباط وجداني بالنزيل.
الفنادق الجديدة لا تصمم الغرف بالعشوائية، بل تُخطط كل تفصيلة لتخدم “رحلة المشاعر”. فمثلًا، يستخدم اللون الأخضر في الغرف المطلة على الطبيعة لتقليل التوتر، فيما تُستخدم الخامات الدافئة لإحياء شعور الأمان والانتماء.

الهوية البصرية لم تعد مجرد شعار أو خط مطبوع، بل إحساس شامل، والنتيجة أن النزيل حين يغادر، يحمل معه ذكرى حسية كاملة: رائحة، لون، صوت، ودفء، لا تُنسى بسهولة.

التجربة الإنسانية قبل التجارية

التحول الأكبر في هوية الفنادق اليوم ليس ماديًا بل إنسانيًا.
لقد أصبحت “الضيافة” تعني الاعتناء بالمشاعر أكثر من الأجساد. فالنزيل يريد أن يُسمع ويُفهَم ويُقدَّر، ويريد أن يشعر بأن الفندق يعبّر عن شخصيته لا فقط يخدم احتياجاته.
ولهذا نشأت فلسفة “التخصيص العاطفي”، حيث تُستخدم البيانات لفهم تفضيلات النزيل مسبقًا، فيُضبط الإضاءة، وتُعد القهوة كما يحب، وتُرسل له رسالة ترحيب بصيغة شخصية. إنها ضيافة تتجاوز الخدمة لتصل إلى الاهتمام الحقيقي.

من اللوبي إلى المنصة الرقمية

الفنادق اليوم تمتد خارج جدرانها، فهي تتفاعل مع النزلاء قبل وأثناء وبعد الإقامة عبر قنوات رقمية متعددة.
منصات الحجز لم تعد مجرد أدوات مبيعات، بل منصات تواصل تُبقي العلاقة حيّة بين الفندق والنزيل.
فبمجرد مغادرة النزيل، تستمر العلاقة عبر البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى التطبيقات المخصصة، ليصبح الفندق “منصة دائمة للذكريات” يعيش فيها النزيل رقميًا كما عاشها واقعيًا.

س: كيف تغيّرت هوية الفنادق في العصر الرقمي؟

ج: انتقلت من التركيز على الإقامة والخدمة إلى صناعة تجربة عاطفية تُحفر في الذاكرة وتُشارك رقميًا.

س: ما دور التكنولوجيا في هذا التحول؟

ج: التكنولوجيا جعلت النزيل جزءًا من رواية الفندق، من خلال الصور، المراجعات، والمحتوى الذي يشارك به عبر الإنترنت.

س: لماذا تُعتبر السعودية من رواد هذا الاتجاه؟

ج: لأنها تبني مشاريع فندقية تعتمد على الأصالة والهوية الثقافية، فتجعل التجربة جزءًا من قصة المكان نفسه.

س: هل سيبقى الفندق مكانًا للإقامة فقط؟

ج: لا، بل أصبح مساحة للتعبير والذكريات، حيث يعيش النزيل تجربة تتجاوز الجدران لتصبح ذكرى مستمرة.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *