الكرسي بجانب النافذة.. هل يخلق مساحة تأمل أم عزلة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في تصميم الغرف الفندقية، تُعتبر وضعية الكرسي بجانب النافذة تفصيلاً يذهب إلى ما هو أبعد من كونه خيارًا جماليًا. فهو عنصر تصميمي يوازن بين التأمل والانفتاح على الخارج وبين إمكانية أن يُشعر النزيل بعزلة غير مريحة إذا لم يتم توظيفه بذكاء.
فهل الكرسي بجانب النافذة هو مكان للاسترخاء وإعادة شحن الطاقة، أم يمكن أن يتحول إلى مساحة شعورية محايدة لا تترك أثرًا في تجربة الضيف؟
الكرسي كإطار للتواصل مع الخارج
حين يجلس النزيل على كرسي بجانب نافذة واسعة تطل على المدينة أو الطبيعة، يجد نفسه أمام مشهد حي يعكس تدفق الحياة من حوله. هذا الوضع يمنحه إحساسًا بالانفتاح، ويحفز على التأمل، القراءة، أو مجرد الاسترخاء مع كوب قهوة في الصباح.
الفنادق العصرية تدرك قيمة هذه اللحظة، فتختار بعناية زاوية الكرسي، نوعيته، وحتى المسافة بينه وبين النافذة، لتضمن أن يكون المكان بمثابة “ملاذ شخصي” للنزيل وسط جدول سفر مزدحم.
من مساحة تأمل إلى عزلة غير مقصودة
لكن في المقابل، إذا كان الكرسي بعيدًا عن الإضاءة الطبيعية الكافية، أو إذا وُضع بجانب نافذة تطل على جدار قريب أو شارع صاخب، يمكن أن يتحول إلى رمز للعزلة والانفصال عن البيئة المحيطة.
النزيل في مثل هذه الحالات قد يتجنب استخدام هذا الركن تمامًا، ما يفقد الغرفة جزءًا من روحها وتصميمها العملي.
التفاصيل التي تصنع فرق الشعور
الإضاءة: وجود إضاءة طبيعية كافية أو مصباح أرضي بجانب الكرسي يعزز الإحساس بالراحة.
الإطلالة: الإطلالات الخضراء أو البانورامية تخلق تجربة تأملية، بينما الإطلالات الضيقة قد تثير شعورًا بالاختناق.
نوعية الكرسي: الكراسي المبطنة ذات الذراعين تمنح إحساسًا بالأمان والاحتواء، بينما الكراسي المعدنية أو القاسية قد تجعل الجلوس قصيرًا وغير مريح.
فلسفة تصميم الزوايا الهادئة
الفنادق الفاخرة أصبحت تتبنى فلسفة “الزوايا الهادئة” في الغرف، حيث يُعد الكرسي بجانب النافذة مساحة مخصصة للتباطؤ الذهني، بعيدًا عن الشاشة أو المكتب. هذه الزوايا مصممة لتشجيع الضيف على الانفصال عن التكنولوجيا ولو للحظات قصيرة تمنحه توازنًا نفسيًا.
بين الانفتاح والاحتواء.. التوازن هو الحل
التجربة الناجحة تعتمد على توازن دقيق بين شعور النزيل بالانفتاح على العالم الخارجي وبين شعوره بأن هذه الزاوية خاصة وآمنة. فالمكان المثالي هو الذي يجمع بين رؤية ممتدة وراحة حسية داخلية، ليصبح الكرسي بجانب النافذة من العناصر التي يتذكرها النزيل طويلاً بعد مغادرته.
اقرأ أيضًا: هل يمكن لباب الغرفة أن يكون بوابة للذاكرة؟





