M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

أثر الروائح في خلق انطباع أولي قوي للنزلاء
أخبار وملفات

أثر الروائح في خلق انطباع أولي قوي للنزلاء

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم الضيافة الحديث أصبحت الروائح عنصرًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن التصميم، الخدمة، جودة الطعام، أو حتى نظافة الغرف. فالإنسان يستقبل العالم من حوله عبر الحواس، لكن حاسة الشم ترتبط مباشرة بالذاكرة والعاطفة، ولهذا تلعب دورًا حاسمًا في تكوين الانطباع الأول داخل الفنادق. ففي اللحظة التي يتجاوز فيها النزيل باب الفندق، يستقبل أنفه رائحة مميزة تجعله يشعر بالراحة، الفخامة، الطبيعة، الانتعاش، أو حتى الأمان. ولهذا تبحث الفنادق حول العالم عن “البصمة العطرية” الخاصة بها، وهي ما يُعرف باسم Scent Branding والتي أصبحت جزءًا من هوية الفندق وتجربته. وتؤكد الدراسات السلوكية أن الروائح قادر على رفع رضا النزلاء بنسبة قد تصل إلى 40%، وزيادة مدة الإقامة، وتعزيز احتمالات العودة، وهو ما يجعل هذا العنصر ركيزة أساسية في الإدارة الفندقية الحديثة.

كيف يعمل الإحساس بالرائحة داخل دماغ الإنسان؟

عندما يشم الإنسان رائحة، تنتقل الإشارة مباشرة إلى الجزء المسؤول عن المشاعر والذاكرة في الدماغ دون المرور في مراكز التفكير المعقدة، وهذا ما يجعل الروائح عاملًا فوريًا في خلق الانطباعات. فالرائحة المناسبة يمكن أن تبني شعورًا بالدفء أو الفخامة أو الراحة النفسية خلال ثوانٍ معدودة. ولهذا تعتمد الفنادق الكبرى على روائح مدروسة علميًا لتعزيز الانطباع الأول، وإرسال إشارات إيجابية للنزيل بمجرد الدخول إلى اللوبي. هذا الأمر يندرج ضمن مفاهيم مثل تجربة الضيافة الحسية، تأثير الروائح على السلوك، تصميم تجربة النزيل، الانطباع الفندقي المبني على الحواس، وكلها عناصر ترتبط مباشرة بقرارات الإقامة والعودة.

كيف يعمل الإحساس بالرائحة داخل دماغ الإنسان؟
كيف يعمل الإحساس بالرائحة داخل دماغ الإنسان؟
الرائحة كلغة غير مرئية تُخاطب النزيل

الرائحة ليست مجرد هواء معطر؛ إنها رسالة. فالفندق الفاخر يستخدم روائح خشبية دافئة مثل العود، الصندل، والزهور البيضاء ليُشعر النزيل بالفخامة والترف. بينما تعتمد الفنادق الشاطئية على روائح البحر، الحمضيات، والنسيم الطبيعي لإرسال رسالة بالانتعاش والحيوية. أما الفنادق التجارية فتستخدم روائح حيادية تمنح شعورًا بالاحترافية والوضوح. هذه الرسائل الحسية تؤثر في الانطباع الأول، وتخلق ارتباطًا بين الفندق والنزيل، ما يجعل الفندق يترك بصمة لا تُنسى. وقد أثبتت الدراسات أن النزلاء يقيّمون الغرف والمرافق بشكل أفضل عندما تكون الروائح ممتعة ومتناسقة مع الأسلوب العام للفندق.

لماذا تُعد الروائح جزءًا من الهوية الفندقية الحديثة؟

لا يختلف الدور العطري في الفندق عن دوره في العلامات التجارية العالمية؛ كلاهما يعتمد على تحفيز ذاكرة العميل وربط شعور معين بالمكان. ففي بعض الفنادق العالمية، يمكن للنزيل التعرف على الفندق بمجرد شم رائحته حتى دون رؤية الشعار أو التصميم. وهذا ما يعرف بالتسويق العطري للفنادق، وهو اتجاه عالمي يعتمد على خلق تجربة حسيّة متسقة عبر اللوبي، الغرف، الأروقة، الصالات، وحتى المنتجعات الصحية. وعندما تغيب الرائحة أو تكون غير مدروسة، يشعر النزيل بأن هناك نقصًا ما في التجربة.

لماذا تُعد الروائح جزءًا من الهوية الفندقية الحديثة؟
لماذا تُعد الروائح جزءًا من الهوية الفندقية الحديثة؟
دور الروائح في تحسين جودة النوم داخل الغرف

أحد أهم عناصر الإقامة هو النوم، والنوم الجيد لا يعتمد فقط على المراتب أو الإضاءة، بل على الروائح أيضًا. فالفنادق الراقية تستخدم روائح تهدّئ الأعصاب وتساعد على النوم العميق مثل اللافندر، البابونج، أو الروائح الخشبية الخفيفة. وتقول الأبحاث إن الروائح الهادئة تقلل التوتر وتحسّن جودة النوم بنسبة تصل إلى 30%، ما ينعكس مباشرة على تقييمات النزيل ورضاه. ولهذا أصبحت الروائح جزءًا من تصميم الغرفة، مثل الإضاءة والديكور، وليست مجرد عنصر إضافي.

كيف تؤثر الروائح على مدة الإقامة ومعدل العودة؟

النزيل الذي يعيش تجربة حسية إيجابية يميل إلى البقاء مدة أطول، والعودة مستقبلًا، بل وتوصية الآخرين بالفندق. وتُظهر الإحصائيات أن الفنادق التي تستخدم نظام توقيع عطري متسق تزيد ولاء النزلاء بنسبة تتراوح بين 25% و38%. هذا التأثير لا يأتي من الرائحة فقط، بل من قدرتها على خلق ذاكرة عاطفية مستقرة مرتبطة بالراحة والسكينة والفخامة. وعندما يفكر النزيل في رحلته السابقة، يعود إلى تلك اللحظة الأولى في اللوبي والرائحة التي شعر معها بأن المكان يناسبه.

الرائحة وتأثيرها على سلوك النزيل داخل المساحات المشتركة

تُستخدم الروائح لتحفيز النزلاء على الشعور بالارتياح في المساحات العامة مثل اللوبي، الممرات، المطاعم، النوادي الصحية، وصالات الأعمال. على سبيل المثال، قد يستخدم الفندق رائحة منعشة في مناطق الفطور لتحفيز النشاط، أو رائحة خشبية مهدئة في صالات الانتظار لتخفيف التوتر. هذه التقنيات تُعرف بتعديل السلوك عبر الروائح، وهي مجال علمي يستخدمه قطاع الطيران وتجارة التجزئة أيضًا.

ارتباط الروائح بالنظافة وجودة الصيانة

يُعتبر غياب الروائح غير المرغوبة مؤشرًا حاسمًا على جودة الفندق. فالروائح السيئة، حتى لو كانت بسيطة، يمكن أن تعطي انطباعًا سلبيًا حول النظافة والصيانة. وهذا ما يجعل الفنادق المحترفة تعتمد أنظمة متقدمة لتنقية الهواء، واستخدام الزيوت العطرية النقية بدلًا من الروائح الصناعية الثقيلة. كما تشير الدراسات إلى أن الروائح غير المرغوبة هي أحد أسباب التقييمات السلبية، حتى لو كانت الخدمة ممتازة.

أهمية التوازن بين الروائح القوية والروائح الهادئة

الرائحة القوية قد تكون مزعجة بقدر ما تكون ممتعة إذا لم تُستخدم بحكمة. فالنزيل الذي يعاني من الحساسية أو الصداع قد يتأثر سلبًا بالروائح المركزة. ولهذا تعتمد الفنادق الكبرى على مزيج عطري خفيف، متوازن، وثابت، لا يتغير بين النهار والليل. التوازن هنا عنصر حاسم ينعكس على راحة الضيف طوال إقامته، ويقلل من الشكاوى المحتملة.

التسويق العطري كأداة لزيادة المبيعات داخل الفندق

قد يبدو عنصرًا غير مباشر، لكن الرائحة الجيدة تزيد من رغبة النزيل في الاستفادة من مرافق الفندق، خاصة المطاعم والمقاهي. فعلى سبيل المثال، استخدام روائح الفانيليا أو القرفة قد يرفع معدل الطلب داخل الكافيهات، بينما الروائح الخفيفة في متاجر الهدايا تزيد من رغبة الضيوف في الشراء. هذا ما يُعرف بتأثير الروائح على سلوك الشراء، وهو عنصر تستفيد منه الفنادق لتعزيز إيراداتها.

كيف تعتمد الفنادق على خبراء الروائح؟

عملية تصميم رائحة للفندق ليست عشوائية، بل يقوم بها خبراء يعملون مع الفنادق لتحديد الهوية العطرية المناسبة. وتشمل العملية دراسة الفئة المستهدفة، التصميم الداخلي، نوع الفندق، الموقع الجغرافي، وحتى شخصية الضيوف المتوقعين. ثم تُختبر الروائح داخل الفندق لاختيار المزيج المناسب. وبعد اعتماد الرائحة تصبح جزءًا من شخصية الفندق.

الرائحة كجزء من استراتيجية إدارة السمعة الإلكترونية

عندما يكتب النزلاء تقييماتهم، يتحدث الكثيرون عن الرائحة بشكل غير مباشر عبر كلمات مثل “الشعور بالراحة”، “اللوبي الفاخر”، “الأجواء الهادئة”، وهذه انطباعات صُنعت غالبًا بواسطة الرائحة. وعندما تكون الرائحة مزعجة تظهر في التقييمات بشكل واضح لأنها لحظة حسية قوية لا يمكن تجاهلها. ولهذا أصبحت الروائح جزءًا من إدارة السمعة الفندقية، وربط الانطباع الأول بتقييمات إيجابية.

الرائحة كجزء من استراتيجية إدارة السمعة الإلكترونية
الرائحة كجزء من استراتيجية إدارة السمعة الإلكترونية
الرائحة في مستقبل الضيافة الذكية

مع التطور التقني، أصبحت بعض الفنادق تستخدم أنظمة ذكية للتحكم بالروائح داخل الغرف والممرات، بحيث يمكن تغيير شدة الرائحة أو طبيعتها وفق الوقت من اليوم أو حتى تفضيلات النزلاء. هذا الدمج بين التكنولوجيا والضيافة يعكس مستقبل صناعة الفنادق، حيث تصبح التجربة الحسية جزءًا من الخصوصية التي تقدمها الفنادق للضيوف.

الرائحة هي الجملة الأولى في قصة الفندق

كما تبدأ القصة بجملة افتتاحية قوية، يبدأ الفندق رحلته مع النزيل برائحة لا تُنسى. إنها الرسالة الأولى، الانطباع الأول، والتجربة التي يمكن أن ترفع مستوى الرضا أو تخفضه. وعندما تدير الفنادق هذا العنصر باحترافية، يمكنها تقديم تجربة متكاملة يتذكرها النزيل لسنوات، ما يعزز ولاءه، ويزيد من احتمالات العودة، ويقوي حضور الفندق في السوق التنافسي.

كيف تؤثر الروائح على الانطباع الأول للنزلاء؟
تخلق الروائح شعورًا فوريًا بالراحة أو الفخامة، وترسّخ هوية الفندق بمجرد دخول الضيف.

هل يمكن للروائح تحسين جودة النوم؟
نعم، الروائح الهادئة مثل اللافندر والبابونج تساعد على النوم العميق وتقليل التوتر.

هل تعتبر الروائح جزءًا من هوية الفندق؟
بالتأكيد، فبعض الفنادق تمتلك “رائحة توقيع” يمكن تمييزها عن غيرها.

هل تؤثر الروائح على تقييمات وتوصيات النزلاء؟
نعم، لأنها عنصر حسي مباشر يؤثر على رضا الضيوف ويظهر في تقييماتهم.

اقرأ أيضًا: أسرار إدارة الفنادق الذكية.. ما الذي يجعلها تتفوق عالميًا؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *