M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

لغة الضوء.. كيف يمكن للإضاءة وحدها أن تروي قصة فندق؟
أخبار وملفات

لغة الضوء.. كيف يمكن للإضاءة وحدها أن تروي قصة فندق؟

إم إيه هوتيلز – خاص

منذ فجر العمارة، كان الضوء هو العنصر الأول الذي يمنح للأماكن روحها.
لكن في عالم الفنادق الحديث، لم يعد الضوء مجرّد وسيلة للرؤية، بل أصبح لغة سردٍ متكاملة تروي قصة الفندق من دون كلمات.
فالإضاءة اليوم ليست ترفًا بصريًا، بل وسيلة تواصل حسية تُنظّم الإيقاع العاطفي للنزيل، وتوجّه تجربته من لحظة دخوله إلى لحظة مغادرته.

لقد أصبح الضوء في الفنادق أشبه بمخرجٍ سينمائيٍّ خفي،
يختار أين ينظر الزائر، ومتى يشعر بالسكينة، ومتى يتولّد لديه الانبهار.
ففي عالم الضيافة المعاصر، الإضاءة هي من تصنع المشهد، وتُترجم فلسفة المكان إلى تجربة ملموسة.

الضوء كعنصر تصميم نفسي

الإضاءة ليست مجرد قرار هندسي، بل أداة تأثير نفسي.
فكل لون، زاوية، وشدّة ضوء تُرسل إشارة محددة إلى الدماغ.
الضوء الدافئ يُثير الشعور بالأمان والحميمية، بينما الضوء البارد يُحفّز التركيز والنشاط.
ولهذا، فإن تصميم الإضاءة في الفنادق يخضع اليوم لعلم دقيق يُعرف بـ Lighting Psychology،
الذي يدرس كيف تُترجم العين الضوء إلى مشاعر وانطباعات.

في الردهات، تُستخدم إضاءة ترحيبية ناعمة تُشبه غروب الشمس لإشعار النزيل بالراحة،
وفي الغرف تُوظّف الإضاءة القابلة للتعديل حسب الحالة المزاجية — من إضاءة القراءة إلى إضاءة التأمل.
إنها هندسة المزاج قبل أن تكون هندسة إنارة.

الضوء كرمز للهوية

كل فندق يملك هوية، والضوء هو أكثر ما يُجسّدها.
فالفندق الفاخر لا يحتاج إلى زخرفة ثقيلة حين تكون الإضاءة كافية لتروي فخامته.
فنادق مثل “Four Seasons” تعتمد على الضوء الذهبي الدافئ الذي يعكس الرقي الهادئ،
بينما تستخدم “W Hotels” ألوانًا نابضة وإضاءة موجهة لتجسيد روح الشباب والحيوية.

حتى الضوء يمكن أن يحمل “لهجة ثقافية” —
فالضوء في الفنادق اليابانية هادئ ومنخفض يشبه الشموع،
أما في الشرق الأوسط فيميل إلى الدفء والنقاء، كما في فنادق السعودية التي تمزج بين الضوء التراثي والحديث لتصنع هوية تجمع بين الأصالة والعصر.

السعودية.. الضوء كجسر بين القيم والحداثة

في الفنادق السعودية الحديثة، لم تعد الإضاءة مجرد وسيلة وظيفية، بل أصبحت لغة هوية وطنية.
من “العلا” إلى “الدرعية” و“نيوم”،
تعتمد التصميمات على المزج بين الضوء الطبيعي والاصطناعي لخلق مشاهد تُحاكي تضاريس المكان وثقافته.

في “منتجع البحر الأحمر”، تمت هندسة النوافذ والممرات بحيث تتيح أكبر قدر من الإضاءة الطبيعية في النهار،
بينما تتغير الإضاءة الداخلية في المساء لتُعيد تشكيل المشهد بلونٍ رمليٍّ دافئ يُحاكي وهج الغروب على الساحل.
بهذا تتحوّل الإضاءة إلى سردٍ بصريٍّ لتاريخ وثقافة المكان، لا مجرد وظيفة معمارية.

ردهة فندقية بإضاءة ذهبية دافئة تخلق ترحيبًا بصريًا للنزلاء

ردهة فندقية بإضاءة ذهبية دافئة تخلق ترحيبًا بصريًا للنزلاء
ردهة فندقية بإضاءة ذهبية دافئة تخلق ترحيبًا بصريًا للنزلاء

غرفة فندقية تعتمد على الضوء الطبيعي لإبراز الهدوء والاتساع

غرفة فندقية تعتمد على الضوء الطبيعي لإبراز الهدوء والاتساع
غرفة فندقية تعتمد على الضوء الطبيعي لإبراز الهدوء والاتساع

ممر فندقي مضاء بلون أزرق خافت يحاكي أجواء البحر في منتجع فاخر

ممر فندقي مضاء بلون أزرق خافت يحاكي أجواء البحر في منتجع فاخر
ممر فندقي مضاء بلون أزرق خافت يحاكي أجواء البحر في منتجع فاخر

الضوء كمنظّم لإيقاع التجربة

تتحكم الإضاءة في الزمن داخل الفندق.
فبينما يختفي الضوء الطبيعي في الخارج، تُعيد الإضاءة الداخلية خلق دورة حياة جديدة تُبقي الإحساس بالراحة مستمرًا.
ولهذا تُبرمج أنظمة الفنادق الذكية لتعديل الإضاءة تلقائيًا حسب الساعة الحيوية للنزيل.
في الصباح تُشجّع الإضاءة البيضاء النشاط والإفطار،
وفي المساء تُخفّف الأضواء تدريجيًا لتُرسل إشارة للاسترخاء والنوم.

بهذا، تتحول الإضاءة إلى مدير صامت لإيقاع النزيل اليومي، تنظم طاقته كما لو كانت لغة غير مرئية بينه وبين المكان.

الضوء والظل.. ثنائية الحضور والغياب

لا تكتمل لغة الضوء دون الظلال، فالضوء يحتاج الغياب ليُظهر الحضور.
في التصميم الفندقي الحديث، يُستخدم الظل كعنصر توازن —
يُخفي ما يجب أن يُترك للخيال، ويُبرز ما يُراد الاحتفاء به.
الردهات الفاخرة تعتمد على نقاط إضاءة منخفضة تمنح المكان عمقًا،
بينما تُستخدم الظلال لخلق إحساسٍ بالحميمية والانتماء.

بهذه الثنائية، يتحوّل الفندق إلى لوحة سينمائية متغيرة المشهد
كل ضوء فيها يحكي لحظة من القصة، وكل ظلٍ يمنحها غموضها اللازم.

الإضاءة كمؤثر عاطفي

العين ليست وحدها من ترى الضوء، بل القلب أيضًا.
فالإضاءة الموزعة بذكاء تُحدث تأثيرًا عاطفيًا عميقًا، تُعيد للنزيل توازنه النفسي بعد السفر الطويل،
وتُحوّل الغرفة إلى ملاذٍ حسيٍّ بدلاً من مكانٍ مؤقتٍ للنوم.
ولهذا، تتعاون الفنادق الحديثة مع مصممي سينوغرافيا مسرحية لابتكار أنظمة إضاءة قادرة على إثارة المشاعر لا الإبهار فقط.

في بعض الفنادق السعودية مثل “فيرمونت الرياض” و“شذا المدينة”،
تُستخدم الإضاءة كأداة ترحيبٍ ناعمةٍ ترافق الضيف من الممر إلى غرفته عبر تدرّجٍ ضوئيٍّ يوحي بالدفء والتقدير.

من الفخامة البصرية إلى الراحة البصرية

الإضاءة المبهرة لم تعد رمزًا للفخامة، بل مصدرًا للإرهاق البصري.
أما الفخامة الحقيقية، فتُقاس بقدرة الضوء على تهدئة العين لا إدهاشها.
وهنا يأتي ما يُعرف بـ “Human-Centered Lighting”،
وهو نهج يضع الإنسان في قلب التصميم، بحيث تتكيّف الإضاءة مع احتياجاته البيولوجية والعاطفية.
هذا النهج أصبح سمة بارزة للفنادق السعودية الجديدة التي تسعى لتقديم تجربة راقية وصحية في آنٍ واحد.

س: ما المقصود بلغة الضوء في الفنادق؟

ج: هي الطريقة التي تُستخدم بها الإضاءة لتوصيل رسالة بصرية وعاطفية تعبّر عن هوية الفندق وتُشكّل تجربة النزيل.

س: كيف يمكن للضوء أن يؤثر في مزاج الضيوف؟

ج: الألوان الدافئة والناعمة تُخفض التوتر وتمنح الراحة، بينما الإضاءة القوية والمباشرة تُحفّز النشاط والانتباه.

س: ما الذي يميز التجربة السعودية في تصميم الإضاءة؟

ج: المزج بين الإضاءة الطبيعية والحديثة لتجسيد البيئة المحلية والهوية الثقافية بأسلوبٍ عصري ومتوازن.

س: هل الفخامة تعني الإضاءة الكثيفة؟

ج: بالعكس، الفخامة الحديثة تقوم على الضوء الهادئ المتوازن الذي يُخاطب الحواس برقة لا بزخرفة.

اقرأ أيضًا: المعمار الهادئ.. كيف تُستخدم الزوايا الناعمة لتقليل التوتر؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *