M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

منطق الخطوط المنحنية.. كيف تساهم في تهدئة الضيوف؟
أخبار وملفات

منطق الخطوط المنحنية.. كيف تساهم في تهدئة الضيوف؟

إم إيه هوتيلز – خاص

من اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدم النزيل أرضية الفندق، تبدأ هندسة المكان في التحدث إليه بلغةٍ غير منطوقة، لغة تستقبل حواسه قبل كلماته.
في تلك اللحظة، لا يكون للديكور أو الألوان وحدها التأثير الأكبر، بل للخطوط التي تحدد شكل الفضاء.
فالخطوط ليست مجرد عناصر جمالية؛ إنها رسائل نفسية تؤثر في انطباع الضيف وسلوكه ومزاجه.

ومن بين هذه الخطوط، تبرز الخطوط المنحنية بوصفها أكثرها إنسانية ودفئًا، حيث تشير الأبحاث النفسية الحديثة إلى أنها تخفف القلق، وتمنح العقل شعورًا بالطمأنينة والانسيابية، بعكس الخطوط الحادة التي تثير التوتر واليقظة.
لهذا، تحولت الخطوط المنحنية إلى لغة الضيافة الهادئة في التصميم الفندقي الحديث، تعبر عن الراحة، الانفتاح، والأمان النفسي.

الانحناءة كلغة من لغات الراحة

في الطبيعة، لا توجد خطوط مستقيمة، بل كل شيء منحنٍ — من أغصان الأشجار إلى مجرى الأنهار.
ولهذا يتفاعل الدماغ البشري مع الأشكال المنحنية بوصفها مألوفة وآمنة، بينما يستجيب للأشكال الحادة على أنها تهديد محتمل.
الدراسات في علم الأعصاب التصميمي تؤكد أن المساحات ذات المنحنيات تقلل نشاط منطقة اللوزة الدماغية المسؤولة عن الخوف، مما يخلق شعورًا فوريًا بالراحة النفسية.

في الفنادق الحديثة، تُستخدم هذه المعرفة لتصميم الردهات والغرف بطريقةٍ تجعل النزيل يشعر بأنه داخل حضنٍ بصريٍّ آمنٍ، لا في هيكل جامد.
الانحناءات هنا ليست مجرد جماليات، بل علاجٌ بصريٌّ محسوب يعيد توازن الأعصاب ويهيئ الضيف لحالة من السكون.

الضيافة السعودية.. من الفخامة الصارمة إلى الراحة الانسيابية

ضمن التحولات التصميمية التي تشهدها السعودية في قطاع الضيافة، برزت فلسفة جديدة تعتمد على تلطيف الفخامة عبر الأشكال المنحنية.
ففي مشاريع مثل “منتجع البحر الأحمر”، “العنوان جدة البحر الأحمر”، و“شذا المدينة”، يمكن ملاحظة استخدام الأقواس والزوايا المستديرة في الممرات والواجهات والأثاث.
هذه المنحنيات تترجم فلسفة الضيافة السعودية الجديدة التي تجمع بين الرقي والدفء، بين العظمة والتواضع البصري.

فالكرم العربي لا يُقدّم عبر الزخارف الكثيفة، بل عبر التصميم الذي يشعر النزيل بأنه محاط بالترحيب في كل زاوية.
إنها فخامة تُرى بالعين، وتُشعر بها النفس دون وعي.

ردهة فندقية بتصميم منحنٍ يعكس الانسيابية والسكينة البصرية

ردهة فندقية بتصميم منحنٍ يعكس الانسيابية والسكينة البصرية
ردهة فندقية بتصميم منحنٍ يعكس الانسيابية والسكينة البصرية

ممر فندقي بأقواس مضيئة تخلق شعورًا بالانفتاح والأمان النفسي

ممر فندقي بأقواس مضيئة تخلق شعورًا بالانفتاح والأمان النفسي
ممر فندقي بأقواس مضيئة تخلق شعورًا بالانفتاح والأمان النفسي

أثاث فندقي بخطوط منحنية ناعمة تُعيد تعريف الفخامة المريحة

أثاث فندقي بخطوط منحنية ناعمة تُعيد تعريف الفخامة المريحة
أثاث فندقي بخطوط منحنية ناعمة تُعيد تعريف الفخامة المريحة

الخط المنحني كرمز إنساني

في علم الرموز البصرية، الخط المستقيم يُترجم إلى الصرامة، النظام، والحسم، بينما الخط المنحني يُترجم إلى المرونة، اللطف، والإنسانية.
وعندما يُدمج المنحنى في تصميم فندقي، فإنه يرسل إشارة لا شعورية للضيف مفادها أن المكان آمن ومريح، لا عدواني أو بارد.
لهذا السبب أصبحت الردهة ذات السلالم الدائرية أو الأرائك المستديرة جزءًا من لغة الضيافة الحديثة التي تهدف إلى “احتضان” النزيل بصريًا.

في المقابل، كانت الفنادق القديمة تعتمد على الزوايا الحادة والديكورات المتقنة التي تعكس فخامة السلطة لا راحة الضيف.
أما اليوم، فالتصميم الانسيابي يعكس تحوّل الضيافة من “الهيبة” إلى “الاحتواء”.

المنحنيات كأداة لإبطاء الزمن

هناك بعدٌ آخر لا يقل أهمية: الخطوط المنحنية تُبطئ الإحساس بالوقت.
فعندما يتحرك الضيف في فضاء دائري أو منحنٍ، يتغير إدراكه للحركة والزمن بسبب المسارات البصرية المرنة.
ولهذا تُستخدم المنحنيات في الممرات والردهات الطويلة لتقليل شعور النزيل بالمسافة،
فيشعر أنه يتحرك في تجربة سلسة لا تتطلب جهدًا، تمامًا كما يسير في نهرٍ بصري لا نهاية له.

هذا الإحساس بالانسيابية يجعل الضيف يندمج في المكان دون توتر زمني، مما يزيد من رضاه العاطفي والإدراكي عن التجربة الفندقية ككل.

من الجمال إلى الرفاهية النفسية

الخطوط المنحنية لا تُضيف فقط لمسة فنية، بل تُحدث أثرًا نفسيًا ملموسًا.
فالمساحات التي تحتوي على أشكال دائرية تُحفّز الدماغ على إفراز الإندورفين — “هرمون السعادة” — مما يفسر الشعور الغامض بالراحة في بعض الأماكن دون معرفة السبب.
في الفنادق، يُستغل هذا التأثير لخلق بيئاتٍ تحاكي الطبيعة، حيث تتقاطع الهندسة مع علم النفس لإنتاج تجربة مريحة دون جهد إدراكي.

ولهذا نجد أن الفنادق الراقية باتت تبتعد تدريجيًا عن التصميم الصارم وتتبنّى المنحنيات كهوية جديدة للرفاهية.

التكامل بين الإضاءة والمنحنى

الإضاءة في المساحات المنحنية تُضيف بُعدًا جديدًا للراحة.
فالضوء حين ينساب على سطحٍ مقوّس لا يرتدّ بقوة، بل يتوزع بنعومة تمنح العين استراحة طبيعية.
ولهذا، تُستخدم المصابيح المخفية والمنحنيات المضيئة لخلق ظلالٍ لينة تُحاكي الغروب أو إشراقة الفجر.
هذا التوازن بين الضوء والشكل ينتج ما يمكن تسميته بـ السكينة البصرية — حالة إدراكية تجعل العين والعقل في انسجام تام.

السعودية.. الوجهة الجديدة لتصميم الراحة

تسعى المملكة العربية السعودية من خلال مشاريعها الفندقية المستقبلية — خاصة في “العلا”، “نيوم”، و“أمالا” — إلى ترسيخ مفهوم التصميم النفسي،
الذي يجعل كل تفصيلٍ في المكان يهدف إلى تحسين جودة الإحساس لا فقط جودة المظهر.
فالممرات الدائرية، الغرف ذات الزوايا المنحنية، والمجالس المصممة بانسيابية تمثل نموذجًا عالميًا للضيافة التي تُخاطب الحواس قبل العيون.

إنها الضيافة التي تُهندس الطمأنينة، حيث لا ينتهي الجمال عند الرؤية بل يمتد إلى الإحساس.

س: ما المقصود بالخطوط المنحنية في التصميم الفندقي؟

ج: هي الأشكال الدائرية أو الانسيابية التي تُستخدم في الجدران، الأثاث، أو الإضاءة لخلق تجربة بصرية مريحة ومألوفة.

س: لماذا تُعتبر الخطوط المنحنية مهدئة نفسيًا؟

ج: لأنها تحاكي الطبيعة التي اعتاد عليها الدماغ، وتُقلل النشاط العصبي المرتبط بالتوتر والخطر.

س: كيف تُطبّق الفنادق السعودية هذه الفلسفة؟

ج: عبر دمج المنحنيات في الفراغات العامة والغرف، لتكوين تجربة ضيافة تجمع بين الأصالة والسكينة الحديثة.

س: هل تعني المنحنيات البساطة فقط؟

ج: لا، بل تُعبّر عن فخامة ناعمة وإنسانية، توازن بين الجمال والراحة النفسية للنزيل.

اقرأ أيضًا: استخدام المساحات السلبية في التصميم لرفع الشعور بالراحة النفسية

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *