M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

12. كيف تدمج الفنادق الذكاء الاصطناعي في تصميم الروائح والموسيقى؟
أخبار وملفات

كيف تدمج الفنادق الذكاء الاصطناعي في تصميم الروائح والموسيقى؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالمٍ تتسارع فيه التقنيات وتتشابه فيه العروض الفندقية، لم يعد التميز يعتمد على الفخامة البصرية وحدها، بل على التجربة الحسية المتكاملة التي تخاطب المشاعر قبل العيون.
ومن بين أكثر عناصر التجربة تأثيرًا — وإن كانت غير مرئية — تأتي الروائح والموسيقى، فهما لغتان عالميتان قادرتان على توجيه الحالة النفسية للنزيل وصناعة الذاكرة العاطفية التي تجعله يعود إلى المكان مرة أخرى دون وعي.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى ميدان الضيافة، تغيّر مفهوم التصميم الحسي، إذ لم تعد الموسيقى والروائح تُختار عشوائيًا أو فنيًا فقط، بل تُولّد وتُدار عبر خوارزميات ذكية تتعلم من بيانات النزلاء وتعدّل نفسها لحظيًا وفق السياق والمشاعر.

الضيافة تدخل عصر الحواس الذكية

الذكاء الاصطناعي لم يعد محصورًا في أنظمة الحجز أو إدارة الغرف، بل أصبح جزءًا من الهندسة العاطفية للفنادق.
في هذا السياق، يستخدم المصممون ما يُعرف بـ AI-Sensory Design، وهو نهج يعتمد على جمع وتحليل بيانات السلوك البشري داخل الفندق — مثل معدلات الحركة، مستويات الصوت، ودرجات الإضاءة — لتوليد تجربة حسية متغيرة تستجيب للحالة العامة للمكان.
فإذا كان اللوبي مزدحمًا، يخفّف النظام الإضاءة ويضيف روائح مهدّئة، وإذا كان هادئًا في الصباح، تُبث موسيقى نابضة تدعو إلى النشاط.
بهذا الشكل، يصبح الفندق كائنًا حيًّا يتنفس ويشعر ويستجيب.

من المقطوعة إلى الخوارزمية

في الماضي، كانت الموسيقى الفندقية تُختار يدويًا من قوائم ثابتة، بينما اليوم تولّدها خوارزميات الذكاء الاصطناعي استنادًا إلى تحليل البيانات الزمنية والمكانية.
أنظمة مثل “MusiAI” و“Endel for Hospitality” قادرة على ابتكار مقاطع موسيقية فريدة لكل فندق، بل لكل لحظة من اليوم.
تستخدم هذه الأنظمة مستشعرات حركة الزوار ومستوى الضوضاء لتكوين موجة صوتية ديناميكية تتبدّل كل ثانية.
فإذا مرّ ضيف متعب بعد رحلة طويلة، يستشعر النظام بطء خطواته فيخفض الإيقاع ويحوّله إلى موسيقى هادئة بدرجة تردد منخفضة تساعد على الاسترخاء.
وإذا ازدادت الحركة في المساء، ترتفع الإيقاعات تدريجيًا لتحفيز النشاط الاجتماعي في البار أو المطعم.

بهذا، تتحول الموسيقى من خلفية صامتة إلى شريك في صناعة المزاج العام.

العطر كعلامة ذكية

أما في عالم العطور، فقد أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة صامتة.
أنظمة مثل “Aromyx AI” و“ScentCraft” تستخدم خوارزميات تحليل كيميائي وسلوكي لتوليد مزيج عطري متكامل يعكس هوية الفندق.
يبدأ النظام بجمع بيانات حول هواء المكان، الرطوبة، وعدد النزلاء، ثم يختار تلقائيًا النسبة المثالية بين الروائح الأساسية مثل الورد أو العود أو الفانيليا لتوليد انطباع محدد — راحة، انتعاش، دفء، أو صفاء.
كما يمكن للنظام تعديل الرائحة في الوقت الحقيقي إذا اكتشف عبر المستشعرات زيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون أو انخفاضًا في الأوكسجين.
إنه تفاعل كيميائي ذكي يجعل الهواء نفسه جزءًا من تجربة الضيافة.

السعودية.. رائحة المكان وهوية الذاكرة

في السعودية، تأخذ الروائح معنى يتجاوز الجمال إلى الهوية الثقافية.
فالعود والعنبر والمسك ليست مجرد روائح، بل رموز للكرم والترحيب والأصالة.
لذلك، تعمل الفنادق السعودية الحديثة ضمن رؤية 2030 على دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة الروائح والموسيقى لتعزيز الهوية المحلية بلمسة عالمية.
فنادق مثل “فيرمونت الرياض” و“شذا المدينة” و“العنوان مكة” تستخدم أنظمة عطرية ذكية تتبدّل وفق أوقات اليوم: رائحة العود في المساء، والعنبر الخفيف في الصباح.
أما الموسيقى، فتدمج بين الأنغام الشرقية والإلكترونية في انسجام يعبّر عن الحداثة السعودية المتجددة.

وفي مشاريع “العلا” و“أمالا”، يجري استخدام الذكاء الاصطناعي لابتكار عطور مستوحاة من البيئة المحلية — كرائحة الرمل الممطر أو نسيم النخيل — لتصبح كل لحظة إقامة تجربة حسية متجذرة في المكان.

ردهة فندقية تعبق برائحة عود خفيفة تعكس الطابع المحلي الفاخر

ردهة فندقية تعبق برائحة عود خفيفة تعكس الطابع المحلي الفاخر
ردهة فندقية تعبق برائحة عود خفيفة تعكس الطابع المحلي الفاخر

نظام صوتي ذكي يضبط الموسيقى وفق حركة النزلاء في أوقات اليوم المختلفة

نظام صوتي ذكي يضبط الموسيقى وفق حركة النزلاء في أوقات اليوم المختلفة
نظام صوتي ذكي يضبط الموسيقى وفق حركة النزلاء في أوقات اليوم المختلفة

غرفة فندقية تستخدم تكنولوجيا العطور الذكية لتعديل الجو المزاجي تلقائيًا

غرفة فندقية تستخدم تكنولوجيا العطور الذكية لتعديل الجو المزاجي تلقائيًا
غرفة فندقية تستخدم تكنولوجيا العطور الذكية لتعديل الجو المزاجي تلقائيًا

الذكاء العاطفي في الصوت والعطر

الأنظمة الذكية اليوم لا تكتفي بتوليد الأصوات والروائح، بل تحلل استجابات النزلاء العاطفية من خلال الكاميرات الحرارية ومستشعرات تعابير الوجه.
فإذا لاحظ النظام علامات توتر، يقوم بخفض تردد الموسيقى وإضافة روائح زهرية مهدّئة.
أما إذا رصد حالة حماس جماعي — كما في حفلات الفنادق أو المعارض — فيرفع الإيقاع ويختار روائح أكثر حيوية.
بهذا الشكل، تُصبح التجربة تفاعلية وإنسانية في آن واحد، يتفاعل فيها المكان مع المشاعر كما لو كان مضيفًا يقرأ لغة الجسد.

من الصوت والرائحة إلى “توقيع التجربة”

تسعى سلاسل الفنادق الكبرى اليوم إلى بناء هوية حسية لا تُنسى.
فكما تتعرف على شعار الفندق بصريًا، يمكن أن تتعرف عليه عبر رائحته وصوته.
فنادق “Westin” مثلًا تشتهر بعطر “White Tea” المميز، بينما تعتمد “W Hotels” على موسيقى إلكترونية خاصة تم تطويرها عبر الذكاء الاصطناعي لتعكس روح العلامة.
أما “Mandarin Oriental” فتستخدم مزيجًا من روائح الزهر والعود صُمّم خصيصًا ليحاكي الهدوء الآسيوي.
هذه التوقيعات الحسية أصبحت اليوم رمزًا تجاريًا غير مرئي، لكنها الأقوى في بناء الذاكرة العاطفية لدى النزلاء.

علم الأعصاب في خدمة الإحساس

الذكاء الاصطناعي في الروائح والموسيقى لا يعمل بمعزل عن العلم.
فقد أظهرت أبحاث “Cornell Hospitality Institute 2024” أن الدماغ البشري يكوّن ذاكرة مكانية قائمة على الحواس، وأن الروائح تحديدًا تُخزّن في الذاكرة العاطفية أكثر من الصور أو الكلمات.
لذلك، تُستخدم هذه التقنية اليوم في الفنادق لتحفيز الهدوء، أو التركيز، أو السعادة.
وبالاعتماد على الذكاء العصبي الاصطناعي (Neuro-AI)، يمكن تحديد الترددات الصوتية أو المكونات العطرية التي تُثير نوعًا معينًا من المشاعر لدى الضيوف.
إنها ثورة في الضيافة الإدراكية حيث يتحكم الذكاء الاصطناعي في “كيف تشعر” وليس فقط “ماذا ترى”.

السعودية تقود التجربة الحسية المتقدمة

الفنادق السعودية الجديدة ضمن مشاريع “الدرعية”، “نيوم”، و“البحر الأحمر” أصبحت مختبرات حقيقية لتجارب الذكاء الحسي.
في هذه الفنادق، تُدار الإضاءة والموسيقى والروائح عبر منصة واحدة تُعرف بـ “Integrated Sensory Cloud”، تربط كل العوامل الحسية في نظام موحّد يستجيب لحركة النزيل.
عندما يدخل الضيف الغرفة، يتغير العطر تلقائيًا بناءً على الوقت، وتشغَّل موسيقى تتناغم مع درجة الحرارة، فيما يتبدّل لون الإضاءة ليعكس الحالة المزاجية المسجّلة.
إنها بيئة تعيد تعريف معنى “الضيافة الشاملة” على أنها تجربة شعورية متكاملة لا تحتاج إلى كلمات.

من “ذكاء التحليل” إلى “ذكاء الإحساس”

الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي في الفنادق لن يكتفي بتحليل البيانات، بل سيعمل على توليد الإحساس نفسه.
سيُصبح العطر متغيرًا لحظيًا يتفاعل مع التنفس، والموسيقى ستتبدّل وفق نبض القلب المسجّل عبر الساعة الذكية.
وفي المستقبل القريب، ستعمل هذه الأنظمة بالتكامل مع الذكاء القابل للتكيّف (Adaptive AI) لتصميم تجارب شخصية لكل ضيف تختلف عن غيره.
حينها، لن تكون الغرفة مجرد مساحة إقامة، بل بيئة حيّة تُعيد للنزيل طاقته وتناغمه الداخلي.

س: كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي في تصميم الروائح والموسيقى الفندقية؟

ج: من خلال تحليل بيانات الحركة والمزاج واستخدام خوارزميات تولّد نغمات وروائح متكيفة لحظيًا مع حالة الضيوف.

س: ما الفائدة الفندقية من هذا الدمج؟

ج: زيادة رضا النزلاء ورفع الولاء العاطفي للفندق عبر تجارب حسية تُلامس المشاعر وتُحسن الحالة المزاجية.

س: كيف توظّف السعودية هذه التقنية؟

ج: عبر مشاريع ضخمة مثل “العلا” و“الدرعية” التي تستخدم أنظمة حسية ذكية تمزج التراث بالعصرية لإثراء التجربة.

س: هل يمكن أن تصبح الموسيقى والعطر هوية العلامة؟

ج: نعم، فالفنادق الكبرى تصمم تواقيع حسية مميزة تصبح رمزًا غير مرئي يرسّخ الذاكرة العاطفية للنزلاء.

اقرأ أيضًا: الغرف التنبؤية.. كيف تعرف الفنادق ما يحتاجه النزيل قبل أن يطلبه؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *