تصميم الممرات الطويلة في الفنادق.. كيف تتحكم بطول الرحلة النفسية للنزيل؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عالم الفنادق، لا تُقاس المسافات دائمًا بالأمتار، بل بالشعور. فقد تبدو الممرات الطويلة مجرد عناصر معمارية تؤدي وظيفة عملية، لكنها في الواقع تتحول إلى مساحات حاسمة تُشكّل جزءًا من التجربة الحسية والنفسية للنزيل. تصميم الممرات هو فنّ خفي يؤثر على راحة الضيف وارتباطه بالمكان. فكيف يمكن لتصميم ممر أن يُطيل أو يُقلّص من الرحلة النفسية التي يخوضها النزيل كل مرة يعود فيها إلى غرفته؟
هندسة الممرات وتأثيرها على الإحساس بالمسافة
يعتقد كثيرون أن طول الممر هو مجرد نتيجة لمساحة البناء، لكن الحقيقة أن التصميم الداخلي يمكنه التحكم في الإحساس بهذا الطول. فالإضاءة، والألوان، والمواد المستخدمة في الأرضيات والجدران، وحتى توزيع الغرف على الجانبين، تُعيد تشكيل شعور النزيل بالمسافة. ممر مضاء بشكل جيد وبزخارف متجددة يخفف الشعور بالملل، بينما قد يجعل ممر ممل وموحد الضيف يشعر بأنه في “رحلة لا تنتهي” داخل الفندق.
علم نفس التنقل الداخلي في الفنادق
تنقل الضيوف داخل الفندق ليس حركة عشوائية، بل جزء من تفاعلهم النفسي مع المكان. فكل خطوة يخطوها النزيل في الممر تُسهم في تشكيل مشاعره تجاه الفندق. الممرات الطويلة قد تُشعر الضيف بالعزلة أو البُعد عن “الحياة”، خاصة إذا لم تُصمَّم بطريقة تُشعره بالترحيب. ولهذا، تسعى الفنادق إلى تصميم ممرات تعزز الإحساس بالطمأنينة والانتماء، من خلال إيقاع بصري متوازن يُخفف التوتر ويُقرب المسافة معنويًا.
التصميم كأداة لتعزيز تجربة النزيل الحسية
الممر ليس فقط طريقًا إلى الغرفة، بل مشهد يومي يتكرر أكثر من مرة في اليوم الواحد. ولهذا، تعتمد بعض الفنادق على تصميم بصري متدرج في الممرات، يشمل لوحات فنية، لمسات خشبية، رائحة خفيفة، أو موسيقى هادئة. كل عنصر من هذه العناصر يُسهم في خلق تجربة حسيّة مترابطة، تزيل الشعور بالروتين وتحوّل التنقل داخل الفندق إلى جزء ممتع من الإقامة.
كيف تتحول الرحلة اليومية في الممر إلى ذكرى مريحة؟
الفنادق الذكية تدرك أن كل لحظة يقضيها الضيف داخل أروقتها هي فرصة لتعزيز شعوره بالرضا. الممرات ليست استثناءً، بل جزء أساسي من سردية المكان. وعندما يُحاط الضيف بتفاصيل مدروسة داخل الممر، فإن رحلته اليومية إلى الغرفة تصبح أقصر نفسيًا، وأكثر راحة وعاطفية.
اقرأ أيضًا: تصميم الممرات الطويلة في الفنادق





