الستائر الثقيلة مقابل الستائر الخفيفة.. أيهما يمنح الضيف شعورًا بالسيطرة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
قد تبدو الستائر في الغرف الفندقية مجرد عنصر جمالي يكمل التصميم الداخلي، لكنها في الحقيقة تلعب دورًا نفسيًا عميقًا في تشكيل تجربة الضيف. بين الستائر الثقيلة التي تحجب الضوء بالكامل، والستائر الخفيفة التي تترك المجال لتسرب أشعة الشمس الناعمة، تختلف مشاعر النزلاء وتتباين درجة إحساسهم بالراحة والسيطرة على محيطهم.
فأيهما يعزز شعور الضيف بأنه يتحكم في بيئته؟ وهل يفضل المسافرون ستائر ثقيلة تمنحهم العزلة، أم ستائر خفيفة تجعل الغرفة أكثر انفتاحًا على العالم الخارجي؟
الستائر الثقيلة.. الخصوصية الكاملة والسيطرة المطلقة
الستائر الثقيلة، سواء كانت مصنوعة من المخمل السميك أو الأقمشة المبطنة، تمنح الضيف قدرة تامة على حجب الضوء الخارجي وعزل الأصوات إلى حد كبير. هذا الإحساس بالتحكم يعزز لدى النزيل شعورًا بالخصوصية والأمان، وكأن الغرفة تتحول إلى ملاذ شخصي بعيد عن العالم الخارجي.
في الفنادق الفاخرة، تُختار هذه الستائر بعناية لتُساهم أيضًا في ضبط درجة الحرارة داخل الغرفة ومنع التسلل الحراري، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمسافرين الذين يقدّرون بيئة مظلمة وهادئة للنوم.
الستائر الخفيفة.. انفتاح وارتباط مع الخارج
على النقيض، تمنح الستائر الخفيفة الغرفة إحساسًا بالرحابة والانفتاح. فهي تسمح بتسرب الضوء الطبيعي بنعومة، وتربط النزيل بالعالم الخارجي حتى وهو داخل غرفته. هذه الشفافية الضوئية قد تكون مريحة لبعض الضيوف، خاصة أولئك الذين يسافرون بغرض العمل ويرغبون في بيئة محفزة ومنيرة.
لكن في المقابل، قد يشعر بعض النزلاء بأن هذه الستائر لا توفر الخصوصية الكافية، ما قد يؤدي إلى تراجع شعورهم بالسيطرة، خصوصًا في الغرف التي تطل على مساحات مزدحمة.
الجانب النفسي للسيطرة على البيئة
علم النفس البيئي يؤكد أن شعور الإنسان بالتحكم في تفاصيل محيطه المباشر، مثل الضوء والخصوصية، يرفع مستوى الراحة ويقلل من التوتر. الستائر الثقيلة تمنح هذا الإحساس بقوة، بينما تتطلب الستائر الخفيفة وجود وسائل إضافية مثل طبقات مزدوجة أو أنظمة ستائر آلية لإعطاء النزيل نفس القدرة على التعديل حسب تفضيله.
فنادق تدمج بين الثقيل والخفيف
أدركت العديد من الفنادق الحديثة أهمية التوازن، فاعتمدت أنظمة ستائر مزدوجة تجمع بين الطبقة الشفافة التي تسمح بالضوء الطبيعي، والطبقة الثقيلة التي توفر الخصوصية والعزلة التامة عند الحاجة. هذا الدمج يمنح النزيل حرية الاختيار ويعزز إحساسه بأنه هو المتحكم الوحيد في بيئته.
التفاصيل الصغيرة التي تغيّر التجربة
قد لا يكتب النزيل في تقييمه عن الستائر، لكنه سيصف الغرفة بأنها “مريحة” أو “مشرقة” أو “تفتقر للخصوصية” بناءً على إحساسه غير المباشر بها. هذه التفاصيل البسيطة هي ما يميز فندقًا يهتم بتجربة الضيف من آخر لا يلتفت سوى للعناصر الكبرى.
اقرأ أيضًا: الكرسي بجانب النافذة.. هل يخلق مساحة تأمل أم عزلة؟





