شعور الغرفة بالرطوبة.. تفصيلة ناعمة تهدد تقييم الفندق؟
إم إيه هوتيلز – خاص
عند دخول النزيل إلى غرفته، هناك تفصيلة لا تُرى ولكن تُشعَر فورًا: الهواء. ليس فقط درجة حرارته، بل قوامه، خفته، مدى قدرته على الانزلاق بسلاسة داخل الرئتين. فإذا بدا ثقيلاً، أو رطبًا أكثر من اللازم، يبدأ الانطباع السلبي بالتسلل. ليست رطوبة واضحة المعالم، لكنها كافية لتولّد شعورًا خفيًا بعدم الراحة. هذه التفاصيل “الناعمة” قد تكون سببًا رئيسيًا في تقييم منخفض، حتى لو كانت باقي عناصر الغرفة مثالية.
الرطوبة.. عدو غير معلَن للراحة
رطوبة الغرفة تؤثر على أكثر من مجرد الإحساس الجسدي؛ هي تُغيّر من رائحة المكان، ملمس الفراش، حتى سرعة تبخر العرق من الجسم. في البيئات الحارة أو الاستوائية، تكون السيطرة على الرطوبة تحديًا مستمرًا، خاصة في الغرف التي لا تتعرض للتهوية الطبيعية بشكل جيد.
الضيف قد لا يعبّر عن انزعاجه بكلمات واضحة، لكنه يصف الغرفة بأنها “مُغلقة”، “خانقة”، أو “ثقيلة”، وهي إشارات واضحة إلى تأثير الرطوبة.
التأثير الخفي على جودة النوم
النوم في بيئة رطبة يختلف تمامًا عن النوم في بيئة معتدلة الجفاف. الرطوبة تُثقل حركة التنفس، وتُبطئ تبريد الجسم، ما يعرقل الدخول في مراحل النوم العميق. لذلك، فإن النزيل الذي يستيقظ وهو يشعر بتعب غير مبرر، قد لا يُدرك أن السبب كان هواء الغرفة، لا السرير.
الراحة الحقيقية لا تُقاس فقط بمستوى الضجيج أو نوع الفراش، بل بجودة الهواء الذي يحيط بالنزيل طوال الليل.
تكنولوجيا التحكم في المناخ.. ضرورة لا رفاهية
الفنادق الذكية باتت تعتمد على أنظمة دقيقة لمراقبة الرطوبة النسبية داخل الغرف، وليس فقط على التكييف التقليدي. أجهزة إزالة الرطوبة، ومستشعرات الهواء الخفية، وتقنيات تدوير الهواء، أصبحت جزءًا أساسيًا من هندسة الراحة.
وجود هذه الأنظمة لا ينعكس في شكل ديكور أو تجهيز مرئي، لكنه يُترجم إلى شعور داخلي عميق بأن الغرفة “متزنة”، “نظيفة”، “منعشة” — وهذه انطباعات تُترجم مباشرة في تقييم الضيف بعد المغادرة.
الرطوبة تؤثر في كل شيء.. حتى المواد
البيئات الرطبة تُسرّع من اهتراء الأقمشة، وتُزيد احتمالية ظهور روائح غير محببة في الستائر، السجاد، والمناشف. كما أن الورق — مثل قوائم الطعام أو كتيب الخدمات — قد يبدو متجعدًا أو مشبعًا بالرطوبة، ما يعطي انطباعًا بالافتقار إلى النظافة.
الضيف لا يربط دائمًا هذه المظاهر بالرطوبة، لكنه يربطها بجودة العناية بالغرفة. وهنا يظهر الأثر غير المباشر لتفصيلة منسية.
التحكم في الرطوبة.. استثمار في الانطباع الخفي
إدارة الفندق التي تُولي اهتمامًا لمستوى الرطوبة داخل الغرف لا تطارد الكمال، بل تطارد الراحة “التي لا تُقال”. لأن الهواء الجيد لا يُلاحظ عند وجوده، لكنه يُشعَر بغيابه فورًا.
اقرأ أيضًا: موقع المرايا داخل الغرفة.. هل يؤثر على راحة النزيل النفسية؟





