الابتسامة عند تسجيل الخروج.. لحظة بسيطة تغيّر سمعة الفندق؟
إم إيه هوتيلز – خاص
تسجيل الخروج في الفندق ليس مجرّد إجراء إداري، بل هو المشهد الختامي لتجربة النزيل. ورغم بساطة اللحظة، إلا أن تفاصيلها تُخزَّن في الذاكرة وتُستدعى لاحقًا عند التقييم أو التوصية. وعلى رأس هذه التفاصيل: الابتسامة. تلك اللفتة التي قد تبدو شكلية للبعض، لكنها في الواقع تختصر موقفًا كاملاً تجاه الضيف، وتُلخّص ما إذا كانت الإقامة تجربة إنسانية أم مجرد معاملة.
الخروج هو الوداع الحقيقي.. وليس مجرد إنهاء إقامة
بينما يكون تسجيل الدخول لحظة ترقّب واستكشاف، فإن تسجيل الخروج هو لحظة تقييم داخلي. الضيف يعود بذهنه إلى كل ما مرّ به خلال الإقامة، ويربطه آليًا بلحظة المغادرة. وهنا، يُصبح الموظف عند مكتب الاستقبال كالسطر الأخير في نص طويل — إمّا أن يُجمّله بابتسامة حقيقية، أو أن يُنهيه على عُجالة توحي بالبرود أو التململ.
ابتسامة النهاية.. أقوى مما تظن
الابتسامة في لحظة المغادرة لا تُنهي التجربة فقط، بل تُعيد صياغتها. حتى لو كانت هناك ملاحظات صغيرة خلال الإقامة، فإن التعامل اللطيف والودود عند الخروج قد يُخفف أثرها، ويترك شعورًا بأن “المكان يهتم فعلًا”. الضيف لا ينسى من ودّعه بابتسامة وهو يُسلّم المفتاح، تمامًا كما لا ينسى من تجاهله وهو يغادر.
ابتسامة صادقة لا مصطنعة.. هذا هو الفارق
النزيل المتمرّس قادر على التمييز بين ابتسامة مهنية مفروضة وابتسامة نابِعة من اهتمام حقيقي. الموظف الذي ينظر في عين الضيف، يُنهي الإجراء بنبرة هادئة، ويسأل: “هل كانت الإقامة مريحة؟” — حتى لو لم تسبق له خدمته مباشرة — هو موظف يصنع انطباعًا عاطفيًا، لا مجرد تجربة وظيفية.
والضيف، بطبيعته، يُكافئ هذه الابتسامة في استبيان التقييم، أو في مراجعة عامة، أو حتى في قراره بالعودة.
تأثير اللحظة الأخيرة على السمعة الرقمية
تقييمات النزلاء في المواقع الكبرى لا تُركّز فقط على الراحة والنظافة، بل على ما يسمى بـ”الشعور العام تجاه الفريق”. والابتسامة عند الخروج تُعدّ واحدة من أسرع الطرق لتكوين هذا الشعور، أو كسره.
لحظة الوداع هي آخر ما يراه الضيف، لكنها قد تكون أول ما يكتبه.
ابتسامة الموظف.. استثمار لا يُكلّف شيئًا
لا تتطلّب الابتسامة ميزانية، ولا تدريبًا معقدًا، لكنها تحتاج إلى ثقافة ضيافة حقيقية تُفهم فيها العلاقات على أنها تراكم للمواقف الصغيرة. الفندق الذي يزرع هذه الثقافة في موظفيه يضمن ألا يغادر أي نزيل دون أن يشعر بأنه كان موضع ترحيب حتى اللحظة الأخيرة.
اقرأ أيضًا: الموظف الخجول.. هل يفقد الفندق فرص التفاعل المربحة؟





