صوت الأبواب.. هل يتسبب في انخفاض تقييمات الراحة ليلًا؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عالم الضيافة، قد تمر بعض التفاصيل دون ملاحظة، لكنها تترك أثرًا واضحًا في ذاكرة النزيل — لا سيما في لحظات الراحة. من بين هذه التفاصيل “الصامتة ظاهريًا، الصاخبة أثرًا”، يأتي صوت أبواب الغرف. الطرق المفاجئ، أو صوت الإغلاق الصادم، قد يكون كافيًا ليُفسد نومًا عميقًا أو يُحوّل إقامة مريحة إلى تجربة مليئة بالانزعاج.
الهدوء الليلي.. حق غير معلن للنزيل
النزيل لا يطلب الصمت التام، لكنه يتوقع هدوءًا نسبيًا خاصة في ساعات الليل. وعندما يأتي صوت باب يُغلق بعنف أو يُحدث صدى عبر الممر، فإن ذلك يُفسد الإحساس بالاسترخاء، ويوقظ الحواس من دون داعٍ.
الضوضاء المفاجئة لا تُزعج فحسب، بل تترك شعورًا بعدم الأمان أو الفوضى، خاصة إن تكرر الأمر أكثر من مرة في الليلة. هنا يبدأ النزيل بتكوين انطباع سلبي لا عن الصوت فقط، بل عن التنظيم العام للمكان.
أبواب غير مدروسة.. تجربة تُهدر في لحظة
الكثير من الفنادق تعتمد أبوابًا ثقيلة معدنية لضمان الأمان، لكنها في المقابل تُغفل الجانب الصوتي. إغلاق الباب بإحكام يجب ألا يُنتج صوتًا يُشبه ارتطام المعدن بالحائط. بعض التصميمات تفتقر لنظام امتصاص الصوت، أو لمفصلات ناعمة، مما يجعل كل دخول أو خروج تجربة مزعجة لبقية النزلاء.
الصدمة ليست فقط في الصوت، بل في تأثيرها المباشر على جودة النوم، وهو العامل الذي يؤثر بشكل كبير في تقييمات النزلاء بعد المغادرة.
كيف يتفاعل الضيف مع الأصوات الليلية؟
الإنسان بطبعه يستجيب بشدة للأصوات المفاجئة أثناء النوم. وقد لا يتذكر السبب في الصباح، لكنه يشعر بعدم الراحة. ضجيج الأبواب يؤدي إلى استيقاظ جزئي أو انقطاع في عمق النوم، ما يُضعف قدرة الجسم على الاسترخاء، ويُفقد الضيف إحساسه بجودة الإقامة.
وتُظهر مراجعات الفنادق أن أصوات الأبواب من أكثر الشكاوى شيوعًا، رغم أنها قابلة للحل بتكلفة بسيطة نسبيًا مقارنة بالأثر السلبي الذي تتركه.
الحلول الذكية تبدأ من التصميم
بعض الفنادق الحديثة بدأت تعتمد مفصلات هيدروليكية، وأنظمة إغلاق ناعم، تمنع الأبواب من الاصطدام أو الإغلاق العنيف. كذلك، توجيه النزلاء عند الوصول حول أهمية إغلاق الأبواب بهدوء، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، خاصة في الأجنحة المشتركة أو الطوابق العلوية.
كما أن استخدام مواد عزل صوتي حول الإطارات، أو تغيير اتجاه فتح الباب، كلها استراتيجيات تصميمية تُخفف الضوضاء دون التأثير على الأمان.
حين يُفسد الباب ما صنعته الخدمة
لا فائدة من سرير فاخر، أو خدمة استثنائية، إذا كانت الليلة تنتهي أو تُقاطع بصوت باب مجاور يُغلق في الثالثة صباحًا. النزيل لا يشتكي من تفاصيل معزولة، بل من تجربة متكاملة، وكل صوت خارج عن السياق قد يُعيد ضبط تجربته نحو الأسوأ.
في النهاية، صوت الباب ليس تفصيلًا، بل رسالة. والفندق الذكي هو من يُدرك أن الهدوء الليلي لا يُقاس بمدى سُمك الجدران فقط، بل أيضًا بسلوك الأبواب.
اقرأ أيضًا: المرايا داخل الغرف.. كيف تؤثر على الإدراك البصري للراحة؟





