M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

الستائر الثقيلة.. هل تؤثر على شعور النزيل بالاتساع أو الاختناق؟
المدونة

الستائر الثقيلة.. هل تؤثر على شعور النزيل بالاتساع أو الاختناق؟

الستائر الثقيلة.. هل تؤثر على شعور النزيل بالاتساع أو الاختناق؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في تصميم غرف الفنادق، لا يُترك شيء للصدفة. حتى الستائر، التي قد تبدو عنصرًا ثانويًا، تُعامل كأداة بصرية ونفسية تُعيد تشكيل العلاقة بين النزيل والمكان. وبين الستائر الخفيفة التي تهمس بالضوء، وتلك الثقيلة التي تُغلق المشهد، تنشأ تساؤلات عميقة: هل تُشعر الستائر الثقيلة النزيل بالدفء والخصوصية، أم بالضيق والاختناق البصري؟

الستائر كجزء من التجربة النفسية
الستارة ليست مجرد حاجز ضوء، بل هي عنصر تصميمي يمسّ الشعور بالانفتاح أو الانغلاق. الستائر الثقيلة، بأقمشتها الكثيفة وألوانها الغامقة، قد تمنح الغرفة إحساسًا بالفخامة والعزلة، لكنها في الوقت نفسه تُقلل من الإحساس بالاتساع، وتُخفّف من تدفق الضوء الطبيعي.

وهذا التوازن الدقيق هو ما يُحاول كل فندق تحقيقه: أن يشعر النزيل بالأمان، لا بالعزلة. أن يجد الخصوصية، دون أن يُحاصَر بصريًا داخل مساحة مغلقة.

بين الفخامة البصرية والضغط الحسي
الكثير من الفنادق الفاخرة تلجأ إلى الستائر الثقيلة كرمز للترف، خاصة تلك التي تُلامس الأرض وتُطرّز بأقمشة مخملية أو حريرية. هي تعطي انطباعًا بأن الغرفة “مكتملة”، وأن العزل الضوئي والصوتي مضمون. لكنها قد تُضفي على الغرفة جوًا خافتًا بشكل مفرط، مما يُؤثر على مزاج النزيل، خاصة أولئك الذين يربطون الانفتاح البصري بالراحة النفسية.

كما أن اللون يلعب دورًا مضاعفًا: الستائر الداكنة والثقيلة قد تعزّز شعور الانغلاق، بينما الستائر الثقيلة بلون فاتح تُقلّل هذا التأثير وتمنح نوعًا من التوازن.

الستائر وتأثيرها على إدراك المساحة
من الناحية المعمارية، تؤثر الستائر الثقيلة على إدراك حجم الغرفة. حيث تُقلّل من خطوط الرؤية المفتوحة، وتُحاصر الضوء، ما يجعل الغرفة تبدو أصغر مما هي عليه، حتى لو كانت المساحة الفعلية واسعة.

بعض الفنادق تُسيء تقدير هذا التأثير، فتستخدم ستائر سميكة في غرف صغيرة، مما يُضاعف الإحساس بالضيق، دون قصد. العكس صحيح أيضًا: استخدام ستائر خفيفة في غرف كبيرة قد يجعلها تبدو “باردة” أو “فارغة” نفسيًا.

الحلول الذكية.. توازن بين الخصوصية والانفتاح
لتجاوز هذا التحدي، اتجهت فنادق حديثة إلى اعتماد أنظمة ستائر مزدوجة: طبقة ثقيلة للعزل والخصوصية، وطبقة خفيفة للضوء والانفتاح. بهذا الشكل، يُمنح النزيل حرية تشكيل الجو الذي يريده، بحسب وقته ومزاجه.

كما تُستخدم اليوم تقنيات الستائر الآلية التي تُفتح تدريجيًا مع إشراقة الشمس، مما يُعيد الحيوية إلى الغرفة بطريقة ذكية وطبيعية.

العين والنفس.. كيف تتفاعل مع الستارة؟
ما تراه العين يترجمه الجسد إلى شعور، والستارة تلعب هذا الدور يوميًا دون أن ننتبه. الستائر الثقيلة ليست سيئة بطبيعتها، لكن تأثيرها يعتمد على السياق: حجم الغرفة، لون الجدران، نوع الإضاءة، وحتى توقيت الاستخدام.

فنادق تهتم بالتفاصيل تُعيد تقييم هذا العنصر باستمرار، لأنها تدرك أن الستارة، رغم بساطتها، قد تُقرّر إن كان الضيف سيشعر بالاحتضان أو الانكماش.

اقرأ أيضًا: اللون البيج.. لماذا يهيمن على التصميم الداخلي لغرف الفنادق؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *