M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

المعمار الهادئ.. كيف تُستخدم الزوايا الناعمة لتقليل التوتر؟
أخبار وملفات

المعمار الهادئ.. كيف تُستخدم الزوايا الناعمة لتقليل التوتر؟

إم إيه هوتيلز – خاص

حين يدخل النزيل إلى الفندق، فإن ما يشعر به في اللحظات الأولى لا ينتج فقط عن الألوان أو الإضاءة، بل عن الهندسة الخفية للمكان.
الزوايا، الخطوط، واتجاهات الحركة داخل الفضاء المعماري تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي للإنسان،
فالعقل البشري يتفاعل مع المكان كما يتفاعل مع الصوت أو الضوء — بعض الأشكال تبعث الهدوء، وبعضها يثير التوتر.

ومن هنا نشأ مفهوم المعمار الهادئ (Quiet Architecture)، الذي يعتمد على الزوايا الناعمة والانحناءات اللطيفة لتقليل التوتر البصري والنفسي،
وتحويل الفضاءات الفندقية إلى بيئاتٍ علاجية تُعيد للنزيل توازنه الداخلي دون أن يشعر بذلك بوعي كامل.
إنها الفلسفة التي ترى في الهندسة وسيلة للعلاج، لا مجرد شكل جمالي.

من الزاوية الحادة إلى الراحة المنحنية

في العمارة التقليدية، كانت الزوايا المستقيمة تعني الصرامة والانضباط، لكنها في التصميم الفندقي الحديث أصبحت رموزًا للتوتر والجمود.
الدراسات الحديثة في علم النفس البيئي تشير إلى أن العين البشرية ترتاح أكثر عند النظر إلى الأشكال المنحنية والدوائر،
بينما تُثير الخطوط الحادة استجابة فسيولوجية شبيهة بردّ فعل الخوف.

ولهذا، تتجه فنادق الرفاهية اليوم نحو التصميم الانسيابي الذي يدمج الزوايا الناعمة في الجدران والأثاث والممرات،
ليُشعر النزيل بالانسياب لا الصدام، بالدفء لا الهيمنة.
إنها لغة جديدة في الضيافة تُترجم الرفاهية إلى سكينة هندسية.

العمارة كأداة للعلاج النفسي

يؤكد معهد التصميم العصبي في جامعة كاليفورنيا أن المساحات المصممة بزوايا دائرية تُخفض معدل ضربات القلب بنسبة تصل إلى 15٪ مقارنة بالمساحات الحادة.
ويرجع ذلك إلى أن الزوايا اللطيفة تُقلل الحاجة إلى “المراقبة الدفاعية” التي يفرضها الدماغ في الأماكن المغلقة أو العدوانية بصريًا.

في الفندق، يعني هذا أن النزيل يشعر بالأمان دون وعي، لأن المكان “لا يهدده بصريًا”.
الزوايا الناعمة تُتيح للمجال البصري أن يتنقّل بانسيابية، مما يمنح شعورًا بالاتساع والراحة، ويُخفض مستويات الكورتيزول، هرمون التوتر.

السعودية.. ريادة في المعمار الهادئ

مع تطور مشروعات السياحة والضيافة في المملكة العربية السعودية، تبنّت العديد من الفنادق والمشاريع العمرانية فلسفة المعمار الهادئ.
في “العلا”، على سبيل المثال، تتماهى المباني مع التكوينات الصخرية عبر انحناءات عضوية تجعل الزائر يشعر بالانسجام التام مع الطبيعة.
وفي “منتجع البحر الأحمر”، صُممت الغرف والردهات بزوايا منحنية ولون رملي ناعم يُشبه الأفق الساحلي،
لتمنح إحساسًا بالهدوء البصري والانسجام مع المحيط.

إنها فخامة الصمت المعماري التي تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان في بيئة توازن بين التكنولوجيا والطبيعة.

ردهة فندقية بتصميم انسيابي يعتمد على الزوايا الدائرية والضوء الطبيعي

ردهة فندقية بتصميم انسيابي يعتمد على الزوايا الدائرية والضوء الطبيعي
ردهة فندقية بتصميم انسيابي يعتمد على الزوايا الدائرية والضوء الطبيعي

غرفة فندقية حديثة بزوايا منحنية ناعمة تبعث الشعور بالراحة النفسية

غرفة فندقية حديثة بزوايا منحنية ناعمة تبعث الشعور بالراحة النفسية
غرفة فندقية حديثة بزوايا منحنية ناعمة تبعث الشعور بالراحة النفسية

ممر فندقي مضاء بلطف يبرز فلسفة المعمار الهادئ والسكينة البصرية

ممر فندقي مضاء بلطف يبرز فلسفة المعمار الهادئ والسكينة البصرية
ممر فندقي مضاء بلطف يبرز فلسفة المعمار الهادئ والسكينة البصرية

الضوء والظل.. شريكان في الهدوء

الزوايا الناعمة لا تعمل وحدها، بل تحتاج إلى ضوءٍ يتعامل معها بانسيابية أيضًا.
فعندما ينساب الضوء على جدار منحنٍ، يتوزع بتدرّجٍ ناعمٍ يريح العين ويخلق عمقًا بصريًا مريحًا.
ولهذا تُستخدم في الفنادق الحديثة إضاءة خفية ودافئة تُسلّط الضوء على التقوّسات بدل الزوايا، لتولّد ظلالًا ناعمة تشبه تنفس المكان.

النتيجة هي مشهد بصري خالٍ من التناقضات الحادة، يُشعر النزيل وكأنه في بيئة عضوية، طبيعية، متصالحة مع نفسه.

الخطوط البشرية في الفضاء الفندقي

في التصميم الفندقي الحديث، يُنظر إلى الجسد الإنساني بوصفه مرجعًا هندسيًا.
كل منحنى أو زاوية في الأثاث والغرف يُفصَّل ليتناسب مع حركة الإنسان الطبيعية.
فالكرسي المنحني يُخفف الضغط على العمود الفقري، والسرير الدائري يُسهّل التنفس أثناء النوم،
بينما الجدران المنحنية تمنح إحساسًا بالاحتضان بدل التقييد.

إنها هندسة قائمة على التعاطف، تُعيد تعريف الفخامة ليس كثراء بصري، بل كراحة فسيولوجية ونفسية في آنٍ واحد.

من العمارة إلى علم الأعصاب

أصبح المعمار الهادئ فرعًا من فروع “علم الأعصاب المعماري” (Neuroarchitecture)، الذي يدرس كيف تؤثر الأشكال على الدماغ والعاطفة.
وتُظهر الدراسات أن النزلاء الذين يقضون إقامتهم في مساحات ذات زوايا ناعمة يسجلون درجات رضا أعلى بنسبة 27% في تقييمهم العام،
كما ترتفع لديهم معدلات النوم العميق ويقلّ شعورهم بالإجهاد.

بذلك، يصبح التصميم أداة للشفاء النفسي، لا مجرد ديكور جمالي.

السعودية.. الوجه الجديد للفخامة الهادئة

تتجه المشاريع الفندقية السعودية — مثل “نيوم”، “أمالا”، و“فورسيزونز الرياض” — نحو مفهوم جديد للفخامة يقوم على البساطة والانسجام المعماري.
فالزوايا الحادة تُستبدل بانحناءات لينة، والمواد الصلبة تُستبدل بأسطحٍ دافئة وملساء.
حتى الألوان تُختار لتُكمل الانحناءات بدفءٍ ترابيٍّ يخلق إحساسًا بالسلام الداخلي.

بهذا، تتحول العمارة إلى تجربة شعورية متكاملة،
يصبح فيها الفندق علاجًا حسيًا للنزيل قبل أن يكون مكان إقامة.

س: ما المقصود بالزوايا الناعمة في العمارة الفندقية؟

ج: هي الزوايا المستديرة أو المنحنية التي تُستخدم في التصميم لتقليل الحدة البصرية وخلق انسيابية مريحة للنظر والحركة.

س: كيف تُقلل الزوايا الناعمة من التوتر؟

ج: لأنها تُقلل استجابة الخطر في الدماغ وتخلق بيئة مألوفة تشبه الطبيعة، مما يمنح شعورًا فوريًا بالأمان.

س: ما الفرق بين الفخامة التقليدية والمعمار الهادئ؟

ج: الفخامة التقليدية تعتمد على الإبهار البصري، بينما المعمار الهادئ يعتمد على التوازن الحسي والسكينة النفسية.

س: كيف تُجسّد السعودية هذا المفهوم في مشاريعها الحديثة؟

ج: عبر تصميمات مستوحاة من الطبيعة المحلية، تستخدم الزوايا المنحنية والمواد الطبيعية لتقديم فخامة هادئة متصالحة مع البيئة.

اقرأ أيضًا: كيف يعيد تصميم الحمامات تعريف مفهوم الرفاهية؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *