M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

إدارة الصوتيات داخل الفندق.. كيف تغيّر الضوضاء الخفية تقييمات الضيوف؟
المدونة

إدارة الصوتيات داخل الفندق.. كيف تغيّر الضوضاء الخفية تقييمات الضيوف؟

إدارة الصوتيات داخل الفندق.. كيف تغيّر الضوضاء الخفية تقييمات الضيوف؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم الضيافة، قد تُقاس الرفاهية أحيانًا بما لا يُرى، بل بما يُسمع. فبينما تُسلّط الأضواء على جودة الأسرة والمرافق، تبقى الأصوات المحيطة — أو ما يُعرف بالضوضاء الخفية — عاملاً حاسمًا في تقييمات الضيوف. ضجيج المصاعد، أصوات الممرات، ضوضاء وحدات التكييف، وحتى ترددات الأبواب، كلّها عناصر صوتية تؤثر على تجربة النزيل دون أن يُدركها الفندق أحيانًا.

الضوضاء الخفية.. العدو الصامت لراحة الضيف

تشير دراسات الضيافة الحديثة إلى أن الانزعاج الناتج عن الأصوات المحيطة، حتى وإن لم يكن مزعجًا بالمعايير الهندسية، يمكن أن يؤثر على نوم الضيوف وراحتهم العامة. فالفرق بين غرفة مُصنّفة بأنها “هادئة” وأخرى “مزعجة” قد لا يُقاس بالديسيبيل، بل في استمرارية الصوت، توقيته، وطبيعته المفاجئة.

الضجيج الليلي من الممرات، الأصوات الناتجة عن غلق الأبواب، أو حتى صوت جرس المصعد، غالبًا ما يتم الإشارة إليها في تقييمات Trivago السلبية، رغم جودة الخدمات الأخرى.

التصميم الصوتي.. استراتيجية داخلية لا بد منها

التحكم في الصوت داخل الفندق يبدأ من التصميم الداخلي. استخدام المواد الممتصّة للصوت في الجدران، الأرضيات، وحتى الأسقف، لم يعد ترفًا بل ضرورة. الأقمشة، السجاد، وتوزيع الأثاث الذكي كلها أدوات تقلل من ارتداد الصوت وتخفف من الضوضاء الصادرة من حركة النزلاء أو العاملين.

كما أن تصميم الممرات بوحدات عازلة، وتركيب أبواب مضادة للضجيج، يقلل من انتقال الأصوات بين الغرف بشكل كبير، ما ينعكس فورًا في رضا النزلاء.

نظام مراقبة الضوضاء.. تكنولوجيا في خدمة الصمت

بعض الفنادق المتقدمة في 2025 بدأت باستخدام أنظمة ذكية لمراقبة مستويات الضجيج داخل الغرف والمرافق. هذه الأنظمة، التي لا تسجّل المحادثات بل ترصد فقط معدلات الضجيج، تُصدر تنبيهات للإدارة عند تجاوز مستوى معين، ما يُمكّن الفريق من التدخل بهدوء، مثل إرسال إشعار لطيف إلى الضيوف المسببين للضجيج أو تعديل الجدول الزمني للتنظيف والصيانة.

الأصوات الإيجابية.. حين يُصبح الصوت عنصر راحة

إدارة الصوت لا تعني فقط تقليل الضوضاء، بل أيضًا استخدام الأصوات الإيجابية لتحسين تجربة الضيف. الموسيقى الخفيفة في الردهات، أصوات الطبيعة في الممرات، أو نغمات خافتة في المصاعد، كلها تفاصيل ترفع الشعور بالسكينة.

كما أن بعض الفنادق تتيح للضيف التحكم في “البيئة الصوتية” داخل الغرفة، من خلال أجهزة ذكية تُمكّنه من اختيار الأصوات الخلفية للنوم، مثل موج البحر أو الأمطار، ما يعزّز جودة النوم ويمنح الخصوصية.

هل يؤثر الصوت فعلًا على تقييمات النزلاء؟

العديد من الدراسات الحديثة تؤكد أن الصوت هو أحد أكثر العوامل المؤثرة في تقييم الراحة والنوم في الفنادق. والأهم، أن الشكاوى المرتبطة بالضوضاء عادة ما تُسجّل في اللحظات الأكثر حرجًا — كالليل أو بداية الصباح — ما يضاعف من تأثيرها العاطفي على النزيل ويجعله يربط تجربته كلها بمزاج سيئ ناتج عن قلة النوم.

ولهذا، فإن إدارة الصوت في الفندق لم تعد مسألة تقنية أو جمالية، بل أصبحت ركيزة من ركائز التجربة الشاملة التي تقدّمها الضيافة الذكية.

اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي العاطفي.. هل يفهم مشاعر النزلاء قبل الموظف البشري؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *