أخبار وملفات
لبنان: أسعار حجوزات الأعراس في الفنادق كيف تواكب الدولار؟
مع بداية موسم الصيف الذي جرت العادة أن يضجّ بالأعراس، وبعد السماح بإقامة الأعراس والتجمّعات في الأماكن المفتوحة، انطلقت رحلة البحث عن فنادق لإقامة حفلات الزفاف. كيف تبدو حركة حجوزات الأعراس في الفنادق؟ وكم تبلغ أسعارها؟
بعد تأجيل عرسها مرات عديدة نتيجة الإقفال العام وانتشار كورونا، قرّرت سارة أخيراً أن تقيم حفل زفافها مع فتح البلد والسماح بإقامة المناسبات الخارجية. إلّا أنّ أسعار حجوزات الأعراس قد تحول دون إقامتها حفلها المنتظَر، فالأسعار وفق قولها “بالـدولار وهناك منتجع طلب الدولار الـ fresh، وحتى الدفعة المسبَقة لحجز تاريخ الزفاف هي بالدولار “الفريش” أيضاً”. وتشتكي سارة من أنّه “حتى وإن كان الدفع بالليرة فهو وفق سعر صرف الدولار في السوق السوداء، أي أنّ هناك فنادق طلبت 400 ألف للشخص ومنها 500 ألف ليرة، وعلى هذه الحال، لن يسعنا سوى إقامة عشاء صغير في مطعم، فحفل الزفاف سيكلّف ليس فقط حجز الفندق، إنّما يتبعه تكاليف تنظيم العرس الباهظة”.
تقول مسؤولة في فندق Four Points by Sheraton Le Verdun أنّ الفندق يشهد طلبات حجز أعراس كثيرة، وقد بدأت تُقام هذه الحفلات، خصوصاً في المساحة الخارجية بسبب انتشار كورونا. أمّا الأسعار، فتراوح ما بين 36 إلى 38 دولاراً للشخص الواحد، وتسديدها يكون إمّا دولار fresh أو حوالى 350 ألف ليرة. وهذه الأسعار، كما باقي الفنادق، هي قابلة للتغيير وفقاً للائحة الطعام المختارة.
وتقول مسؤولة في فندق Coral Beach أنّ حركة حجوزات الأعراس بدأت في الفندق وتزداد تدريجياً، لكن عدد أشخاص الحفل الواحد أصبح يتقلّص وليس كالسابق، أي أنّ حفل الزفاف الذي كان يُعتبر حفلاً صغيراً في السابق ويتضمّن نحو 100 أو 150 شخصاً، أصبح الآن حفل عرس كبيراً، وذلك بسبب انتشار كورونا والأزمة الاقتصادية التي فرضت تغييراً بالأسعار، فالناس يفضّلون تقليص عدد المدعوّين لهذين السببين. وأسعار حجز الأعراس للشخص هي نفسها للصالات الداخلية وللمساحات الخارجية، وتبدأ من 200 ألف ليرة وتتغيّر وفقاً للائحة الطعام المختارة.
وفي فندق Lancaster Eden Bay ، تفيد مسؤولة فيه أنّ مع فتح البلد والسماح بإقامة الحفلات الخارجية، بدأت حركة حجوزات الأعراس تزداد لكن بأعداد أشخاص قليلة للحفل الواحد، فلم تعد فكرة إقامة الحفلات الكبيرة واردة لدى الناس. وسعر الحجز للشخص نحو 450 ألف ليرة.
وفي فندق Le Royal ضبية، أسعار حجوزات الأعراس تبدأ من 500 ألف ليرة للشخص الواحد، ويتغيّر السعر بحسب لائحة المأكولات المطلوبة والمشروبات.
أمّا في فندق Movenpick، فأسعار حجز الأعراس تبدأ من 28 إلى 35 دولاراً للشخص في الصالات الداخلية، وقد تتغيّر الأسعار هذه وفقاً للمأكولات المطلوبة وطريقة تقديمها، ويكون الدفع بالدولار الـ fresh أو بالليرة بحسب سعر الصرف نهار تسديد المبلغ. وفي المساحات الخارجية، يبدأ سعر الحجز للشخص من 40 دولاراً.
في السياق نفسه، يفيد نقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، في حديث لـ “النهار” أنّ هناك حركة حجوزات للأعراس لكنّ الدولة حدّدت عدد التجمّع في الأعراس في المساحات الخارجية في الفنادق بمئة شخص فقط، وما زال غير مسموح إقامة الحفلات في الصالات الداخلية، فيما أصغر عرس في لبنان يتضمّن نحو 200 شخص. لذلك، فإنّ حصر المدعوين بهذا العدد، يجعل من كلفة إقامة حفل الزفاف أكبر، فكلفة زفاف لـ 300 شخص تختلف عن زفاف لمئة، لأنّ الموقع هو نفسه والصالة هي نفسها والجهد هو نفسه، لكنّه يُقام لمئة شخص بدلاً من 300.
وعن تسعير الفنادق بالدولار لحجز الأعراس، يقول الأشقر إنّه “يمكن لكلّ فندق أن يختار السعر، أي بدلاً من تحديد مثلاً 130 ألف ليرة للشخص، يُحدَّد 10 دولارات، لأنّ مع الوضع الراهن الذي نمرّ به، عادةً يقوم العرسان بحجز صالة العرس قبل شهر أو شهرين، لكن بعض الفنادق لا يمكنها تغيير سعر الحجوزات بناءً على تقلّبات أسعار صرف الدولار، لذلك تحدّد هذه الفنادق السعر بالدولار أولاً، ومن ثمّ تتقاضى المبلغ بالليرة”.
وفي سؤال عن إمكان تحديد سعر صرف موحّد لحجوزات الأعراس، يلفت الأشقر إلى أنّه لا يمكن تحديد سعر صرف موحَّد بين جميع الفنادق في ما يتعلق بحجوزات الأعراس لديها، فالأمر يتعلّق باختيارات العرسان المختلفة للمأكولات والمشروبات، فمنها الفاخرة ومنها العادية.
وعن إمكانية تعويض الفنادق هذا العام جزءًا من خسائر عدم إقامة الأعراس العام الماضي، يشير الأشقر إلى أنّ “الفنادق لا تعوّض أبداً في هذا الإطار، فإقامة الأعراس في الفنادق تخفّف من الخسائر فقط إنّما لا تعوّض، لسببٍ إضافي أيضاً أنّ أعداد الأعراس والطلب عليها ليسا غير طبيعيين (بمعنى هائلين) كما في السابق، فالأعراس التي كانت تُقام في السابق، كان يصل أعداد المدعوين فيها إلى نحو 700 و 800 شخص، وكانت تستقطب عرباً من دول عديدة مثل قطر ودبي والأردن الذين كانوا يأتون ليقيموا الأعراس في لبنان، أمّا الآن، فهؤلاء جميعهم ليسوا موجودين على الخريطة السياحية”.