القرى السياحية.. مجال التنمية والاستجمام
إم إيه هوتيلز – خاص
تعتبر القرى السياحي واحدة من أبرز أنواع التوجهات السياحية في كثير من المناطق، لا سيَّما الساحلية، والاهتمام بها ضرورة كُبرى في هذا المجال. لما يعود من النفع وما تجود به من أثر على الحياة الاقتصادية داخل موطنها، بالإضافة إلى ما تحققه من تجربة للمتعة والاستجمام.
ماذا تعني القرية السياحية؟
التعريف الاشهر يقوم على مفهوم، أنَّها تعني أي مبنى مهما كان وصفه، لا يتجاوز ارتفاعه الأقصى ثلاثة طوابق، وهو منفصل عن أي مبنى آخر ويقع داخل قطعة أرض واسعة ومحددة حيث يتم توفير الإقامة والخدمات المساعدة ووسائل الراحة من قبل إدارة مشتركة.
وتختلف القرية السياحية عن المنتجع، في أنَّ الأخيرة تقوم بتقديم جميع مايحتاجه النزلاء فيه مثل:- الطعام، والشراب، والسكن، الرياضة، والترفيه، والتسوق. ويوجد عدد من المدن تكون فيها المنتجعات السياحية أهم أنشتطها الاقتصادية. بينما القرية السياحية عبارة عن منشأة سياحية ترفيهية مجهزة بجميع مواقف الخدمات و مصممة بمفاهيم متطورة تخدم البيئة.
الدور التنموي للقرى السياحية
تلعب القرى السياحية دورًا هامًا في تنمية المناطق والبلدان على عدة مستويات، إذ تساهم في تحسين اقتصادياتها، وحفظ التراث الثقافي، وتعزيز الوعي البيئي. ومن خلال تقديم تجارب سياحية أصيلة، تتيح هذه القرى للزوار التعرف على نمط حياة السكان المحليين وممارسة تقاليدهم الفريدة، ما يجعلها وجهات جذب ثقافي وطبيعي.
اقتصاديًا، تسهم القرى السياحية في دعم المجتمعات المحلية عبر خلق فرص عمل وتحسين البنية التحتية من خلال عائدات السياحة. يجذب هذا التدفق المالي استثمارات لتطوير المرافق العامة كالمواصلات والإسكان والمرافق الصحية، ما يؤدي إلى تحسين مستويات المعيشة للسكان.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب القرى السياحية دورًا رئيسيًا في الحفاظ على البيئات الطبيعية والموارد الثقافية، حيث يتم دعم العديد من المبادرات التي تحمي المحميات الطبيعية والتراث المعماري والأنشطة التقليدية. تشجع هذه القرى أيضًا الزوار على احترام الطبيعة والمحافظة على الأماكن الطبيعية، مما يعزز ثقافة السياحة المستدامة ويحافظ على استدامة الموارد للمستقبل.
دور القرى السياحية في استدامة القطاع
أصبحت القرى السياحية تلعب دورًا متزايد الأهمية في دعم وتنمية الاقتصاديات النامية والمتطورة، حيث تساهم في تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل جديدة وفقًا لإحصاءات منظمة السياحة العالمية. فقد بات هذا القطاع محركًا أساسيًا لنشوء شركات صغيرة ومتوسطة، مما يحقق قيمة اقتصادية مضافة ويزيد من مستويات النمو الاقتصادي، خاصة في البلدان النامية التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة.
ومع ظهور مفهوم السياحة المستدامة، زاد الاهتمام العالمي بالسياحة كوسيلة فعالة لتحقيق أبعاد التنمية المستدامة من خلال مساهماتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما يسهم هذا النوع من السياحة في تعزيز الوعي الدولي بأهمية الحفاظ على البيئة والتراث المحلي، مما يعزز من التأثير الإيجابي المستدام للقطاع السياحي.
ركائز تقوم عليها إنشاء القرى السياحية
قامت مبادرة “أفضل القرى السياحية” من منظمة السياحة العالمية، التي تم تدشينها عام 2022، على ركاز ثلاثة، تعتمد عليها القرى السياحية، ويتم بالتالي تقييمها..
- “أفضل القرى السياحية بحسب منظمة السياحة العالمية”: تقدير القرى التي تشكّل مثالًا متميّزًا لمقصدٍ سياحي ريفي يتمتع بمقوّمات ثقافية وطبيعية معترَف بها، ويحافظ على القيم والمنتجات وأساليب العيش الريفية والمجتمعية ويُروّج لها، ويُظهر التزامًا واضحًا بالابتكار والاستدامة من مختلف الجوانب – الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
- البرنامج التطويري التابع لـ”مبادرة أفضل القرى السياحية بحسب منظمة السياحة العالمية”: يعود هذا البرنامج بالنفع على عدد من القرى التي لا تستوفي بالكامل المعايير اللازمة للحصول على التقدير المنشود.فتتلقّى هذه القرى الدعم من منظمة السياحة العالمية وشركائها لتحسين الثغرات التي تم تحديدها في عملية التقييم.
- الشبكة العالمية التابعة لمبادرة “أفضل القرى السياحية بحسب منظمة السياحة العالمية“: توفر الشبكة مساحةً لتبادُل التجارب والممارسات الجيدة والدروس والفرص.وهي تضم خبراء وشركاء من القطاعَين العام والخاص ملتزمين أيضًا بالترويج للسياحة من أجل التنمية الريفية.
أشهر قرى سياحية حول العالم
- قرية بيموتيران – بالي
قع بيموتيران بالقرب من حديقة بالي الوطنية الغربية وجزيرة مينجانغان، وعانت في الماضي من تدمير الشعاب المرجانية بسبب تغير المناخ، مما أثر على الصيد والسياحة البيئية. ومع جهود السكان المحليين الإندونسيين، تحولت إلى وجهة سياحية فريدة تتيح تجربة الغوص بين الشعاب المرجانية المزدهرة. في 2018، صنفتها لونلي بلانيت ضمن أفضل الوجهات السياحية في آسيا.
- قرية تمانساري – بانيوانجي
تقع تمانساري عند سفح جبل إيجين الشهير، مما يجعلها نقطة انطلاق لمحبي تسلق الجبال لمشاهدة “النار الزرقاء”. تتميز القرية بتطوير السياحة المستدامة، حيث تملك العديد من الأعمال المحلية، مثل زراعة العسل وإنتاج الشوكولاتة والقهوة، وقد حصلت على جائزة “أفضل استخدام للقرية السياحية” لتميزها في تطوير السياحة المجتمعية.
أدرجت بلدة العلا القديمة في المملكة العربية السعودية ضمن أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2023 وفقًا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تقديرًا لدورها في التنمية السياحية المستدامة. تتميز العلا بتراثها الطبيعي والثقافي الفريد، إذ تضم أكثر من 900 مبنى تقليدي من الطوب اللبن، خضع بعضها للترميم باستخدام تقنيات البناء التقليدية، مما يحافظ على طابعها التاريخي. تقع البلدة في واحة خصبة وتحيط بها جبال من الحجر الرملي، ما يجعلها وجهة مميزة تعكس عمق التاريخ والثقافة في المنطقة.
- أم قيس – المملكة الأردنية الهاشمية
اختيرت قرية أم قيس كأفضل القرى السياحية على مستوى العالم، مما سيعزز الحركة السياحية إلى القرية والأردن بشكل عام، ويزيد من فرص العمل في المجتمعات المحلية. يأتي هذا الإنجاز في إطار رؤية وزارة السياحة والتزامها بخطة تطوير المنتج السياحي ضمن الاستراتيجية الوطنية للسياحة للأعوام 2021-2025. وقد تم اختيار أم قيس من بين 136 قرية بناءً على معايير تشمل الموارد الثقافية والطبيعية، الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، والحفاظ على البيئة. ستحتفل الوزارة بهذا الاختيار من خلال فعاليات تشمل مهرجانات ومعارض فنية وعروض موسيقية، مما يسهم في ترويج القرية كوجهة رئيسية على خارطة السياحة الأردنية.
- سيوة ودهشور – جمهورية مصر العربية
اختيرت قريتا سيوة بمحافظة مطروح ودهشور بالجيزة ضمن أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2023، مما يعكس تميزهما كوجهتين سياحيتين رائعتين في مصر. تتميز سيوة بجمال طبيعتها الخلابة، حيث تُعد واحة غنية بالموارد الثقافية والتاريخية، فضلاً عن احتضانها للفنادق البيئية التي تساهم في الاستدامة. من جهة أخرى، تعتبر دهشور موقعًا تاريخيًا مميزًا، حيث تضم الأهرامات والمواقع الأثرية القديمة، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق التاريخ والسياحة الثقافية. توفر القريتان مزيجًا من التجارب الفريدة التي تجذب الزوار وتساهم في تنمية السياحة الريفية، مما يزيد من فرص العمل ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي.