The blog

السياحة العلاجية “استشفاء ونقاهة”

إم إيه هوتيلز – خاص

تستهدف السياحة جانب ممتع في حياة المسافرين، لا سيَّما وأنَّ فوائدها عديدة، وبخاصة السياحة العلاجية، لما لها من آثار طبية حميدة، ولا تدخل فيها الكيماويات أو المواد الضارَّة على الصحة. فتمتاز هذه الرحلات أنَّه يشرف عليها العديد من المختصِّين، ذوي الخبرة والكفاءة والتمرُّس، والتي تبلغ لسنين طويلة، وبالتالي فإنَّ آثارها السلبية تكاد تندعدم في مثل هذه الظروف.

تاريخ السياحة العلاجية

يرجع تاريخ السياحة العلاجية إلى عهد القرون الوسطى، وذلك بظهور فكرة العلاج بالماء، والتي كانت تعتبر من أقدم أساليب العلاج الطبيعي التي تعتمد على استخدام المياه، خاصة المعدنية منها، لعلاج مجموعة من الأمراض وتحسين الصحة العامة.

وبما أنَّ العلاج بالمياه والطبيعة صارت طريقة تحظى  بشعبية متزايدة في العديد من المدن التي تتوافر فيها المياه المعدنية المعالجة، وذلك بفضل فوائدها العديدة على الجسم والعقل، فإنها تعد وجهة الكثيرين من الفئات، لا سيَّما من أرهقتهم العقاقير.

ماذا نعرف عن السياحة العلاجية؟

برغم تاريخها، إلَّا أنَّ السياحة العلاجية تُعتبر أحد المصطلحات الحديثة التي تجمع بين السفر والعلاج، حيث يسافر الأفراد إلى وجهات معينة للاستفادة من الخدمات الطبية والعلاجية التي يقدمها البلد المضيف. تساهم هذه السياحة بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي، إذ تعزز من دخول العملة الأجنبية وتخلق فرص عمل في مختلف القطاعات. وتعتمد العديد من البلدان على السياحة العلاجية كأداة لتعزيز التنمية الاقتصادية، لا سيما من خلال استثمارها في تقديم مرافق متطورة مثل المنتجعات الصحية والمراكز الطبية.

تعريفات السياحة العلاجية تبرز أهمية هذا القطاع، فقد أشار الخبراء إلى أنها تشمل السفر من أجل العلاج واستخدام المرافق الطبيعية مثل المياه المعدنية والبيئة المناخية المميزة لتحسين صحة الزائرين. فتعتمد على الاستفادة من موارد البلد الطبيعية والخدمات الطبية لتعزيز صحة الوافدين، شاملة للترفيه والاستشفاء معًا، من خلال الاستفادة من المنتجعات والمرافق المتاحة للحفاظ على الحيوية والنشاط.

وبالتالي يمكن اعتبار السياحة العلاجية، ضرورة لتفعيل النشاط الجسدي، وليس مجرَّد مدعاة للرفاهة.

أنواع السياحة العلاجية

كي نكون أكثر دقة، يقسِّم أهل الاختتصاص هذا النوع من السياحة إلى ثلاثة اتجاهات، لكل منها دوره وهدفه الناحي إليه، كما يلي:

  1. السياحة الوقائية: يكون الهدف منها رفع الاداء الطبيعي للجسم والعقل، وذلك من خلال الإقامة في أماكن تتوافر فيها المقومات الداعمة لذلك، وقد تكون سياحة حرَّة لا تحتاج إلى تنظيم اول اي نوع من الإشراف  الطبي، فالسياحة الطبية تعني السفر إلى منطقة أو بلد آخر بهدف الحصول على رعاية طبية لا تتوفر في البلد الأصلي، أو قد تكون ذات جودة أعلى أو تكلفة أقل. هذا النوع من السياحة يشمل إجراء العمليات الجراحية أو العلاجات المعقدة التي تتطلب خبرات طبية متخصصة أو تقنيات متقدمة غير متاحة محلياً.
  2. السياحة الطبية: تعني السفر إلى منطقة أو بلد آخر بهدف الحصول على رعاية طبية لا تتوفر في البلد الأصلي، أو قد تكون ذات جودة أعلى أو تكلفة أقل. هذا النوع من السياحة يشمل إجراء العمليات الجراحية أو العلاجات المعقدة التي تتطلب خبرات طبية متخصصة أو تقنيات متقدمة غير متاحة محلياً.

غالباً ما يلجأ المرضى إلى السياحة الطبية لإجراء جراحات متخصصة مثل عمليات القلب، زراعة الأعضاء، أو علاجات الأورام، وكذلك الإجراءات التجميلية المعقدة. توفر بعض البلدان الرائدة في هذا المجال مرافق طبية عالية الجودة، وفرق طبية متخصصة، بالإضافة إلى بيئة داعمة مثل الإقامة الفاخرة والرعاية الصحية المتقدمة، مما يجعلها وجهات مفضلة للمرضى من مختلف أنحاء العالم.

  1. السياحة الاستشفائية: تُعنى بالسفر إلى أماكن تتميز بخصائص طبيعية تساهم في الاستشفاء بعد فترة العلاج، مثل الينابيع الحارة، العيون الكبريتية، والمناطق ذات المناخ الملائم. يهدف هذا النوع من السياحة إلى استخدام الموارد الطبيعية للعلاج الطبيعي والتخفيف من العديد من الأمراض المزمنة.

السياحة خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مستمرة، مثل التهابات المفاصل، الأمراض الجلدية، أو اضطرابات الجهاز التنفسي. يعتمد العلاج على استغلال الخصائص العلاجية للمياه المعدنية الساخنة، الطين الطبي، والمناخ الصحي للمساعدة في تحسين الحالة الصحية دون الحاجة إلى التدخلات الطبية التقليدية.

مكونات ومقومات السياحة العلاجية

  1. الينابيع المعدنية والكبريتية: تعد الينابيع المعدنية والكبريتية مصدرًا طبيعيًا غنيًا بالعناصر المفيدة لصحة الإنسان، حيث تساهم في التخفيف من آلام المفاصل والأمراض الجلدية. هذه الموارد تُستخدم بشكل واسع في المنتجعات الصحية للاستشفاء الطبيعي.
  2. الرمال الطبيعية والمشعة: الرمال المشعة والطبيعية تتميز بخصائص علاجية تساعد في تخفيف آلام العظام والمفاصل، حيث يعتمد العلاج على دفن الجسم جزئيًا في الرمال الساخنة لامتصاص الحرارة والمواد المشعة الطبيعية.
  3. مياه البحر المستخدمة في العلاج: تُستخدم مياه البحر الغنية بالأملاح المعدنية في علاج العديد من الأمراض، مثل اضطرابات الجهاز التنفسي والجلدية. العلاج بمياه البحر يعتمد على فوائد الطحالب والأملاح الموجودة فيها لتعزيز صحة الجسم.
  4. الكفاءات البشرية في المجال الطبي: تساهم الكفاءات البشرية العالية في المجال الطبي في نجاح السياحة العلاجية، حيث تتوفر فرق طبية متخصصة قادرة على تقديم الرعاية الصحية المتقدمة والمتخصصة للوافدين من مختلف الدول.
  5. الوسائل والتقنيات الحديثة المستخدمة في العلاج: يعتمد قطاع السياحة العلاجية على أحدث التقنيات الطبية المتطورة، مثل العلاجات المتقدمة بالليزر، ما يعزز من دقة العلاج وجودته.
  6. القدرة على استقبال عدد كبير من الوافدين: توفر البلدان الرائدة في السياحة العلاجية بنية تحتية قوية تمكنها من استقبال عدد كبير من المرضى، مع تجهيزات حديثة تسهم في توفير إقامة مريحة وتجربة علاجية متكاملة.
  7. تقديم خدمات متكاملة للمرضى: تشمل خدمات المرضى السياحية توفير برامج علاجية مخصصة، بالإضافة إلى تقديم خدمات الإقامة والتنقل والرعاية الشخصية لضمان تجربة شاملة وآمنة للوافدين.

السياحة العلاجية والتعافي من الإدمان والامراض النفسية

يُشار إلى أنَّ الاستشفاء و التعافي من الإدمان والامراض النفسية يخضع لما يمكن تسميته بـ “العلاج التكاملي” باستخدام فنيات متعددة تنتمي إلى مدارس علاجية متنوعة، مما يساعد المرضى والمتعافين حديثًا على تحديد مواطن الضعف لديهم وقياس مدى تفاعلهم مع البرامج العلاجية، المعتمدة على تقنيات علاجية معرفية وسلوكية وسيكولوجية، مما يظهر أهميته في خفض وعلاج الاضطرابات النفسية، ويعزز السعادة والاستقرار في الحياة. وقد أثبت هذا النوع من العلاج فعاليته في حل العديد من المشكلات العملاء.

تقوم البراج المُشار إليها على تهيئة أجواء تتيح التفاعل مع الطبيعة وخصائص المرضى أو المتعافين حديثًا، فتخفف من آثار المعاناة، تمهيدًا لإدماجهم مما يوفِّر فرصة لعودتهم إلى الحياة بشكل طبيعي، ومن هنا تنجح السياحة العلاجية في تغيير فكرة ووجهة نظر المريض والمحيطين به عن الأمراض والاضطرابات النفسية؛ مستهدفة خلق خلق جيل خالٍ من الاضطرابات النفسية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة لديهم.

آثار السياحة العلاجية اقتصاديًا

تلقي السياحة العلاجية بآقار ظلالها على العوائد الاقتصادية للدول، بما لي:

  1. توفير أكبر قدر من العملات الاجنبية والمساهمة في تحقيق زيادة في الناتج القومي، بتوفير الوظائف والقضاء على البطالة، حيث أنَّها تفتح الكثير من الآفاق ذات الطائل لكثير من الشرائح داخل هذه الدول.
  2. يؤدي استمرار واستدامة هذا النوع من السياحة إلى زيادة الطلب على الخدمات السياحية، والتالي التاثير على الأسعار، من خلال العرض والطلب، وبالتالي خفض التكلفة وزيادة المبيعات.
  3. العلاقة الناشئة بين الخدمات المدفوعة والتحصيلات الحكومية من جهة، وزيادة الدخل وكافة الخدمات التي يدفعا السائح القاصد لهذه السياحة يزيد من حجم المدفوعات، وبالتالي حصول العملة الصعبة ودعم العملة الوطنية.

وجهات عالمية للسياحة العلاجية

الصين

على عكس الكثير من الناس الذين يسعون لتجنب أشعة الشمس خلال فصل الصيف، يتجه العديد من السياح إلى صحراء كومجت في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غرب الصين لعلاجهم بالرمل. تعد هذه الطريقة التقليدية للعلاج إحدى العادات التي يمارسها أبناء قومية الويغور، وقد زادت شعبيتها مؤخرًا على مستوى عالمي بفضل فوائدها الصحية المتعددة.

تُعزى أهمية علاج الرمل إلى دوره في تخفيف آلام المفاصل وعلاج عدد من الأمراض الأخرى. ونتيجة لهذه الفوائد، استقطبت صحراء كومجت أكثر من 3000 سائح منذ بداية الشهر الجاري، حيث يسعى الزوار للاستفادة من هذه الطريقة الطبيعية والفعّالة في تحسين صحتهم وعافيتهم، مما يعكس نجاح هذا العلاج التقليدي في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم. إلَّا أن أنَّ النصائح تشير بضرورة توافر إشراف طبي.

تايلند

تُعد تايلند وجهة مفضلة للسياحة العلاجية بسبب انخفاض تكاليف العلاج بشكل كبير مقارنة بالدول الغربية، حيث تتراوح تكلفة العلاج في تايلند بين 50-70% أقل مما هو عليه في أوروبا. هذا الانخفاض في الأسعار يتيح للسياح فرصة الاستفادة من أفضل المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والمنتجعات الخاصة التي تشتهر بخدماتها المتميزة. ويتميز الأطباء التايلنديون الذين يشرفون على هذه المرافق بتلقيهم التعليم الطبي في أفضل الجامعات والمعاهد الغربية، مما يجعلهم مؤهلين لتقديم رعاية طبية عالية الجودة.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز العديد من الأطباء والموظفين في تايلند بإتقانهم لغات متعددة، بما في ذلك اللغة العربية، ما يسهل التواصل بين المرضى والطاقم الطبي. في البداية، كانت تايلند معروفة بشكل رئيسي بعمليات جراحة التجميل، لكنها الآن تُعد وجهة علاجية شاملة لمختلف الأمراض بفضل حرفية الأطباء وأسعار العمليات المعقولة. وتتميز البلاد بوجود منتجعات فاخرة تُعَد مكانًا مثاليًا للاستشفاء بعد العمليات الجراحية، مما يجعل تجربة العلاج متكاملة ومريحة.

سنغفورة

تشتهر سنغافورة بأنها من الدول الرائدة في مجال الطب المتقدم، وخاصة في سياحة الخلايا الجذعية، حيث تُعد واحدة من الوجهات القليلة عالميًا التي توفر هذا النوع المتطور من العلاج. الدراسة المستمرة في معاهدها الطبية لكيفية استخدام الخلايا الجذعية أسهمت في ترسيخ مكانتها كدولة متقدمة في هذا المجال. بالإضافة إلى سنغافورة، هناك عدد قليل من الدول مثل الصين وبعض دول الكاريبي وأمريكا اللاتينية التي تقدم هذا النوع من العلاج.

لكن شهرة سنغافورة في الطب لا تقتصر فقط على الخلايا الجذعية، فهي تُعَدُّ وجهة متميزة أيضًا لعلاج أمراض السرطان، القلب، الأعصاب، وجراحة العظام. وإلى جانب تطورها الطبي، توفر البلاد بيئة مثالية للاستجمام، حيث يمكن للمرضى الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والمنتجعات الفاخرة خلال فترة النقاهة، مما يجعل من رحلة العلاج تجربة مريحة وممتعة.

المملكة العربية السعودية

تعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في المجال الطبي على مستوى الشرق الأوسط، حيث تمتلك نخبة من الكفاءات الطبية المتخصصة ومراكز تدريب متقدمة. تتميز المملكة بتقديم تخصصات طبية دقيقة غير متوفرة في المنطقة الإقليمية، مثل عمليات فصل التوائم السيامية وعلاج عيوب القلب الخِلقية للأطفال. وتواصل المملكة تعزيز مكانتها الطبية بإنتاج تقنيات علاج متقدمة مثل الخلايا التائية لعلاج السرطان، حيث أصبح مستشفى الملك فيصل التخصصي الأول في الشرق الأوسط الذي يستخدم هذه التقنية العلاجية المتطورة.

إلى جانب هذا، تضم المرافق الصحية في المملكة وحدات رعاية متقدمة لعلاج الحروق، وإجراء العمليات الجراحية، والتنظير، بالإضافة إلى إمكانيات متميزة لإعادة التأهيل العصبي لذوي الاحتياجات الخاصة. يشمل ذلك دمج العلاج المهني مع العلاج الطبيعي لإعادة تأهيل المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية مثل السكتة الدماغية والشلل الدماغي. كل هذه الإمكانيات تجعل من السعودية وجهة محتملة للسياحة العلاجية العالمية، خاصة مع الترويج الجيد لتلك القدرات الكبيرة.

مصر

اشتهرت مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالى من الرطوبة وماتحتويه تربتها من رمال وطمى صالح لعلاج الأمراض العد ولم تكن رمال مصر أقل ثراء من مياها فقد أظهرت الدراسات احتواء الكثبان الرملية بالصحراء المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة، وقد أدى العلاج بطمر الجسم أو الوضع المؤلم منه بالرمال لفترات مدروسة ومحددة الى نتائج غير مسبوقة فى عدة أمراض روماتزمية مثل مرض الروماتويد والآلام الناجمة عن أمراض العمود الفقرى وغير ذلك من اسباب الألم الحاد والمزمن، مما يحار فيه الطب الحديث. ضمن هذه الأماكن :”حلوان، الواحات البحرية، سيوة، الوادى الجديد، أسوان، الغردقة، سفاجا، سيناء”.

ختامًا، تبقى السياحة العلاجية مصدرًا مفيدًا لجودة الحياة لدى الإنسان، لا سيما بسبب ما تتيحه من فرص للاستمتاع والاستشفاء معًا.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button