الاستدامة والفندقة.. ممارسات صديقة للبيئة لخفض استهلاك الطاقة والمياه في الفنادق
إم إيه هوتيلز – خاص
في ظل التزايد المستمر للتأثيرات البيئية السلبية الناجمة عن الأنشطة البشرية، أصبحت الاستدامة مفهومًا أساسيًا يتناوله العديد من القطاعات، بما في ذلك صناعة الفندقة. تتبنى الفنادق العديد من الممارسات البيئية الودية للحد من استهلاك الطاقة والمياه والمساهمة في حماية البيئة والموارد الطبيعية. في هذا المقال, سنتناول أهم الممارسات الصديقة للبيئة في الفندقة التي تهدف إلى خفض استهلاك الطاقة والمياه.
توفير الطاقة في الفنادق
تستهلك الفنادق كميات كبيرة من الطاقة لتشغيل المرافق والخدمات المتنوعة التي تقدمها. لتحقيق الاستدامة والحفاظ على البيئة، يمكن تطبيق مجموعة من الممارسات البيئية الودية لتوفير الطاقة في الفنادق:
1. استخدام تقنيات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو الطاقة الكهرومائية، لتوليد الكهرباء المستخدمة في تشغيل المرافق والخدمات.
2. تركيب مصابيح LED الفعالة والموفرة للطاقة بدلاً من المصابيح التقليدية.
3. استخدام أنظمة تحكم في الإضاءة المتطورة للحد من استهلاك الطاقة الكهربائية.
4. تحسين كفاءة أنظمة التكييف والتدفئة واستخدام تقنيات التحكم الذكية لضبط درجة الحرارة بشكل أوتوماتيكي.
5. توفير فرصة للنزلاء للاختيار بين استخدام المناشف والملاءات لأكثر من يوم للحد من استهلاك الطاقة في عمليات الغسيل.
ترشيد استهلاك المياه في الفنادق
تعتبر المياه موردًا طبيعيًا حيويًا للحياة على الأرض. للمساهمة في الحفاظ على هذا المورد الثمين وتعزيز الاستدامة، يمكن تبني مجموعة من الممارسات البيئية الودية لترشيد استهلاك المياه في الفنادق:
1. استخدام أجهزة توفير المياه في الحمامات والمراحيض، مثل صمامات المياه المنخفضة التدفق وصنابير الحوض ذات التدفق المحدود.
2. تركيب أنظمة الري الأوتوماتيكية الموفرة للمياه في المناطق الخضراء والحدائق.
3. إعادة استخدام المياه المستعملة في الفندق، مثل مياه الغسيل والمياه الرمادية (مياه الاستحمام والغسيل)، بعد معالجتها لاستخدامها في أغراض التنظيف أو الري.
4. تشجيع النزلاء على استخدام المياه بشكل مسؤول وتوفير إرشادات حول كيفية ترشيد استهلاك المياه في الغرف.
5. توفير مياه الشرب المعبأة في زجاجات قابلة لإعادة التعبئة بدلاً من الزجاجات البلاستيكية القابلة للرمي، للمساهمة في تقليل تلوث المياه والبيئة بالبلاستيك.
التوعية البيئية والتدريب للموظفين والنزلاء
إلى جانب تطبيق الممارسات البيئية الودية المتعلقة بتوفير الطاقة والمياه، يلعب التوعية البيئية والتدريب دورًا حيويًا في تعزيز الاستدامة في الفندقة. يشمل ذلك:
1. توفير تدريب للموظفين حول أهمية الحفاظ على البيئة وكيفية تطبيق الممارسات البيئية الودية في أعمالهم اليومية.
2. تعزيز وعي النزلاء بأهمية الحفاظ على البيئة وتشجيعهم على المشاركة في الممارسات البيئية الودية أثناء إقامتهم في الفندق.
3. إقامة فعاليات وبرامج توعية بيئية للموظفين والنزلاء والمجتمع المحلي لزيادة الوعي بأهمية الاستدامة وتبني الممارسات البيئية الودية.
التعاون مع الموردين المحليين والمستدامين
تعتبر دعم الموردين المحليين والمستدامين أحد الممارسات البيئية الودية الهامة في الفندقة، حيث يمكن أن يساهم ذلك في تعزيز الاقتصاد المحلي والحد من التأثيرات البيئية السلبية المرتبطة بنقل السلع والمواد عبر مسافات طويلة. يمكن للفنادق تحقيق ذلك من خلال:
1. التعاقد مع موردين محليين للمنتجات والخدمات المستخدمة في تشغيل الفندق، مثل المواد الغذائية ومستلزمات التنظيف والأثاث.
2. التحقق من مصادر المنتجات والخدمات والتأكد من أنها مستدامة بيئيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
3. تشجيع الموردين على تبني ممارسات الإنتاج المستدام واستخدام المواد والتعبئة والتغليف الصديقة للبيئة.
4. تحقيق التعاون مع الموردين المحليين في مبادرات الاستدامة والحفاظ على البيئة لتعزيز الجهود المشتركة والتأثير الإيجابي.
بالإضافة إلى الممارسات المذكورة أعلاه، يمكن للفنادق أن تستفيد من استخدام معايير الاستدامة والاعتمادات البيئية، مثل معيار LEED (Leadership in Energy and Environmental Design) و Green Key، لتوجيه وتحسين جهودها البيئية وضمان التزامها بأعلى مستويات الاستدامة.
في المجمل، تتبنى الفندقة ممارسات صديقة للبيئة لخفض استهلاك الطاقة والمياه والمساهمة في حماية البيئة والموارد الطبيعية. من خلال تطبيق مجموعة متنوعة من التدابير والاستراتيجيات المستدامة، يمكن للفنادق أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الاستدامة والحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.