تجربة أدبية ثرية.. فنادق استوحت أجواءها من عوالم الأدباء
هذه الفنادق الأدبية الخمسة اختارت أسماء أدباء شهيرين لتكريمهم والاستيحاء من أعمالهم مما يوفر للضيوف تجربة ثقافية أصيلة، وهي طريقة ناعمة للتعرف على عوالم هؤلاء الأدباء من الباب الواسع، بحيث يخرج رواد تلك الفنادق بتجربة أدبية ثرية.
تستند جميع أسماء طوابق الفندق إلى موضوع أدبي محدد يتعلق بهؤلاء الكتّاب الشهيرين: مارسيل بروست، آرثر رامبو، وجول فيرن ورواياته البحرية، وغوستاف فلوبير ومارسيل ايميه.
تم تصميم الغرف بموضوعات محددة ومصممة لتوفر إقامة مخصصة في عالم الكاتب.
تتألف مكتبة هذه الفنادق الأدبية من 500 كتاب متاحة للقراءة بكل اللغات.
يحتوي كل فندق على مساحة مخصصة لعرض المجموعات المتعلقة بهذا الكاتب أو ذاك، المخطوطات والأعمال الفنية والأشياء القديمة جنبا إلى جنب مع الإبداعات المعاصرة لفنانين محليين أعادوا تفسير تلك الأعمال.
تشهد الفاندق الأدبية أمسيات أدبية واحتفالات وتوزيع جوائز ومعارض فنية وعروض مما يجعلها تشبه مراكز ثقافية داخل المدينة أو المنطقة.
على هذا النحو، فإن فندق “لي سوان” المستوحى من رواية مارسيل بروست “البحث عن الزمن الضائع”، تم بناؤه عام 1889 في نفس الوقت مع برج إيفل، إذ يستحضر الكاتب المثير للجدل العهد الجميل وهندسة العمارة التي أنشأها المعماري الشهير هوسمان في باريس.
أما في فندق غوستاف فلوبير، فيجد الزائر نفسه وسط مخدع مدام بوفاري القصة الحقيقية التي جعل منها الكاتب عملا أدبيًا عظيما وذلك بالقرب من نهر السين.
في حين أن فندق مارسيل ايميه غارق في أجواء الخمسينيات في مونمارتر واستوديوهات الفنانين.
في فندق آرثر رامبو بالقرب من قناة سان مارتان، نجد التأمل الشعري أثناء الإبحار على “القارب السكران” في هذه القناة المائية الساحرة.
أما بالنسبة لجول فيرن، فالزائر مدعو لركوب باخرة تغوص نحو 20 ألف فرسخ تحت البحر أو منطاد الهواء الساخن تحت ضوء منارة بياريتز والشعاع الأخضر، وكلها أجواء فانتازية مستوحاة من روايات الخيال العلمي.
تحمل جميع الغرف في الفنادق الأدبية هذه اسم شخصية أو قصيدة أو مكان عزيز على المؤلف أو صديق مقرب.
الجميل في الأمر أنه يتم وضع الكتاب ذي الصلة على طاولة السرير لتقرأه، ليس بعيدا عن التسلسل الزمني المصور لحياة المؤلف، أو اقتباس جدارية كبيرة أو صور كتابية مثل الأغلفة المذهلة التي تزين أعمال جول فيرن.
قد يحتوي رأس السرير على اقتباس من هؤلاء الكتّاب للتذكير أو من الزخارف والرسوم التوضيحية المستوحاة من أعمالهم.
تحمل جميع أغطية الأسرّة توقيع الكاتب ويولي المصمم اهتماما وثيقا للإضاءة والأقمشة لاستحضار الأجواء الخيالية التي تذكرنا بمارسيل أيميه أو الألوان البحرية لجول فيرن أو الفانوس السحري من فيلم “البحث عن الزمن الضائع” لبروست.
كل ما تبقى هو أن تقرر ما إذا كنت ستنام في أي أجواء تختارها خاصة أن عوالم هؤلاء الكتّاب كافية لاستحضار العوالم الأسطورية والفانتازية والبوهيمية والتأملية أو التسكع مع جول فيرن في رحلته حول القمر.
تضّم الفنادق الأدبية مجموعات كبيرة من الرسائل والمخطوطات التي تخص الكاتب.
في موازاة ذلك، تقوم إدارات هذه الفنادق الأدبية بتكليف فنانين محليين لابتكار أعمال معاصرة تكريمًا للكاتب.
وهذه الديكوارت تنمو في سياق السفر والأحداث أو المزادات أو مع ظهور أي موهبة فنية جديدة قادرة على استيحاء خيالات مبتكرة من حياة وأعمال هؤلاء الكتّاب المكرسين لعمل الفنادق الأدبية.
كما أنها مفتوحة للأكاديميين الراغبين في استخدام مواد غير منشورة أو مجموعات التصوير الفوتوغرافي أو المخطوطات الأصلية ويتم إعارتها لغرض عرضها في هذه الفنادق الأدبية التي تتحول إلى معارض ومتاحف أمام الزائر الشغوف بعوالم هؤلاء الكتّاب والمؤلفين الذين أصبحت أعمالهم مادة فنية للاستيحاء لتلك الفنادق الأدبية.