فنادق مكة المكرمة تعوّض جزءًا من خسائر عامي كورونا
أكد متخصصون بشؤون السفر والفنادق أن نسبة كبيرة من فنادق مكة المكرمة شهدت مع منتصف شهر رمضان الحالي تسجيل نسبة إشغال وصلت إلى 100%، وتعد أول نسبة عالية في الأشغال منذ أكثر من عامين، حيث تسببت جائحة كورونا في تأثر موسمي العمرة والحج على مدار العامين الماضيين.
وقال وليد السبيعي المختص في شؤون السفر، إن هذا العام شهد فرصة لقطاع الفنادق والشقق الفندقية في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة لتعويض جزء يسير من خسائر كبيرة تعرض لها القطاع جراء شبه توقف وعودة متدرجة لحركة العمرة والحج على مدار العامين الماضيين، مما تسبب لهم بتسجيل خسائر كبيرة وغير مسبوقة في تاريخ القطاع، فمكة المكرمة والمدنية والمنورة لم تشهد في العصر الحديث تأثراً بحدث عالمي كبير، مقارنة بما حدث من تأثيرات غير مسبوقة من تطبيق اشتراطات وإجراءات فرضتها جائحة كورونا على كل العالم. وبيّن أنه وبرغم تواصل نمو قطاع الفنادق وزيادة الغرف الفندقية في المنطقة المركزية وعموم مكة المكرمة حتى في فترة الجائحة، فإن هذه الزيادة واكبها عرض كبير على مدار شهر رمضان، وسوف يزيد العرض مع دخول الأيام العشرة الأخير من شهر رمضان الكريم، ومواكبة ذلك لفترة الإجازة السنوية، وبالطبع الإقبال على العمرة متوقع في رمضان بشكل كبير، ولكونها تأثرت في العامين الماضيين فكانت زيادة الأعداد متوقعة في هذا الشهر مع الرفع لعدد من إجراءات وقيود كورونا، وخاصة رفع قيد التباعد بين المعتمرين المصلين في الحرم المكي الشريف. من جهته قال المختص في شؤون الفنادق، عدنان اليامي “بما أننا في شهر رمضان المبارك، فإن مكة المكرمة تتصدر بلا شك القائمة في جانب الطلب الفندقي، وبنسب إشغال مرتفعة تصل إلى 100 %. خصوصاً في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف، بالإضافة إلى معدلات أسعار مرتفعة ومتوقعة في هذه الفترة مع الزيادة في الطلب، وهذا يعد بمثابة عرف عالمي في قطاع الفنادق في أي بقعة في العالم أن الأسعار ترتفع مع وجود موسم فيه حركة طلب عالية، فهذه الفنادق تواجه في فترات من العام انخفاضاً في الطلب وبالتالي تنخفض الأسعار لحدودها الدنيا، فضلاً على أن فترة الركود في عامين من جائحة كورونا سبّب للقطاع خسائر غير مسبوقة في تاريخه خاصة على مستوى مكة المكرمة والمدينة المنورة التي تعتمد على فتح فترات طويلة للعمرة وكذلك لموسم الحج.
وأضاف، ولذلك نحن نوصي عادة من يتجهون لزيارة مكة بعدة أمور قد تساعدهم في تحسين تجربتهم مالياً ونوعياً، وأهم هذه التوصيات هي التخطيط والحجز المبكر لأن له أثراً كبيراً في الحصول على أفضل سعر، وأيضاً عملية المقارنة الدقيقة بين الأسعار، وكذلك التغيير إلى النظر في الحجز بالفنادق التي تقع خارج المنطقة المركزية والتي تقدم خدمات توصيل مجانية، وهذه الفنادق تقدم أسعاراً أقل بنسة 50 ٪ من أسعار فنادق المنطقة المركزية. وأكد اليامي أن الفنادق تعتبر قطاعاً حيوياً، وأعمالها أحد مؤشرات النشاط الاقتصادي بشكل عام، إذ يرتبط الطلب على خدمات الإيواء كلما ازداد تنقل البشر، وبالفعل هذا ما يحدث الآن في المملكة العربية السعودية، فمع الحراك الاقتصادي والتعافي المطرد من آثار كورونا، يصاحبه تعافٍ فندقي قوي جداً، وأبرز المدن النشطة فندقياً بالوقت الراهن بالمملكة هي الرياض ومكة والمدينة وجدة وتبوك.
تجدر الإشارة إلى أنّ قطاع العمرة يواصل نموه القوي مع إلغاء القيود المفروضة على السفر في فبراير الماضي، وشهدت أنماط حجوزات المعتمرين نقلةً نوعية إلى جانب النمو الإجمالي في القطاع، إذ يُفضّل المعتمرون اليوم خيارات أكثر مرونة تتيح لهم تصميم مسار رحلاتهم بأنفسهم، بما في ذلك اختيار الفنادق التي يودون الإقامة فيها. ويختلف هذا كُلياً عن عملية الحجز التقليدية التي يُضطر فيها المعتمرون لاستكمال حجوزاتهم من خلال وكلاء عمرة محليين مع باقات محدودة للغاية من الخيارات.