فنادق سويسرا تحطّم الأسعار!
قررت غالبية الفنادق السويسرية تحطيم أسعار المبيت فيها وتخفيضها إلى الثلث لمواجهة تداعيات وباء كورونا وتشجيع الزوار المحليين على الحجز، بعد أن انخفضت نسبة الإشغال إلى 75 في المئة في سابقة تاريخية، قد تدفع الكثير من الملاك إلى بيع فنادقهم، مما أثار، وفق تقرير لصحيفة لوتون السويسرية، المخاوف من بروز مضاربين يستغلون أزمة هذه الفنادق.
أصبح بإمكان أي شخص الآن حجز غرفة لشخصين في فندق من فئة خمس نجوم في جنيف السويسرية بأقل من 110 دولارات، وهذا هو المبلغ الذي سيُقترح عليكم إن كنتم تبحثون عن غرفة في هذه المدينة، التي لم تعرف أبداً انخفاضاً بهذا الحجم في أسعار تأجير غرف فنادقها، التي كان الزوار يتدفقون عليها من أجل حضور المؤتمرات أو بعض الأحداث في نهاية العام. وتراجع مستوى إشغال فنادق جنيف بنسبة 75 في المئة بين مايو وأكتوبر الماضيين، مقارنة بالعام الماضي، بينما تراجعت نسبة الإشغال بـ66.3 في المئة في مدينة زيورخ.
وأغلقت الكثير من الفنادق أبوابها، ما عدا القصور التي يبدو أنها تقاوم. ووفق استطلاع نشره اتحاد فنادق سويسرا مطلع الشهر الجاري، فإن 66 في المئة من فنادق البلاد قررت خفض أسعارها خلال الأسابيع المقبلة. ويقول جيل رونجون، الذي يرأس اتحاد فنادق ومقاهي ومطاعم جنيف: إن الأمر لا يتعلق بحرب أسعار، وإنما يؤكد ببساطة أن فنادق البلاد تبحث عن وسيلة للبقاء، لأن إغلاق المطاعم حرم الكثير من هذه المؤسسات من هامش المداخيل التي بقيت لها لإدارة ميزانيتها. لا أحد رابح وتشغل هذا الاتجاه عضوة لجنة إدارة اتحاد فنادق سويسرا ماري فوريستيي، التي تقول: «لا أحد سيخرج رابحاً لأن الجميع متفقون، وهذه الأسعار لا تسمح للفنادق بالاستمرار في العمل، خاصة أن الناس يسافرون اليوم للضرورة وليس للمتعة». وأشارت فوريستيي إلى أن الفنادق لن تستطيع مستقبلا الخروج مما هي عليه، إذ كيف ستتمكن من أن تفسّر لزبون يدفع اليوم 110 دولارات أنّ عليه أن يدفع مبلغا مضاعفا مرتين أو ثلاث مرات في غضون عامين؟ وأمام استفحال الوباء، لا يبدو تخفيض الأسعار شريان حياة بالنسبة للفنادق التي لا تزال تعمل حتى الآن. ووفق مؤسسة جنيف للسياحة يستقبل 96 فندقا فقط من فنادق جنيف هذه الأيام زبائن من بين 122 مؤسسة فندقية مازالت مفتوحة في المدينة. وبحسب Hotel Revue فإن فندق أتريوم بارك يعد من بين الفنادق، التي أغلقت مؤخراً، وقد أدى توقف نشاط هذا الفندق من فئة أربع نجوم، الذي افتتح في فبراير الماضي فقط بالقرب من المطار، إلى تسريح نحو 30 موظفاً. وعلى غرار فندق ريشموند، الذي أسال خبر إغلاقه الكثير من الحبر الصيف الماضي، يبدو أن إغلاقه سيكون مؤقتاً، وفي الجانب الثاني من بحيرة جنيف أغلقت في مونترو أربعة قصور من بين قصور المدينة الخمسة، مثل روايال سافوي في لوزان.
إغلاق مؤقت أوضح مدير جمعية فنادق لوزان، ألان بيكر، أن العديد من المؤسسات الفندقية أغلقت أبوابها لأن بقاءها مفتوحة مكلف أكثر من تقديم خدمة ذات جودة. وأما ماري فوريستيي فتقول: «لكل فندق حساباته وما إذا كان يستطيع تغطية نفقاته المتغيرة». وأشارت لوتون إلى أن فندق أولاك في أوشي اختار الإغلاق، وكتب: «مؤسستنا مجبرة على وقف النشاط منذ 19 أكتوبر 2020 بسبب الأزمة الصحية وما تبعها من خسائر مالية». وتشير إيستال ماير، مديرة جمعية فنادق مونترو فيفي، إلى أن هناك نوعين من ملاك الفنادق: 1 – النوع الأول: فقد الأمل. 2 – النوع الثاني: يحافظ على إيجابيته.كثير من فنادق سويسرا أغلقت أبوابها بسبب الجائحة خطر الاستحواذ قررت استال ماير على سبيل المثال أن تبقي فندقا واحدا من الفنادق التي تستغلها في محيط بحيرة جنيف، كما أحالت على البطالة الجزئية 39 موظفا من بين 40، وأصبحت هي من تستخلف الشخص الذي يساعدها في العمل في أيام إجازته، وأما آخرون فقد تخلوا تماماً عن الموظفين. ووفق تقديرات ماير، فإن فنادق جنيف سرحت خلال الأسابيع الأخيرة ما بين 100 إلى 150 موظفاً، وتقول إنها تتلقى يومياً عروضاً لشراء فنادقها من شخصيات ميسورة، مضيفة: «يعتقد البعض أنهم يستطيعون الشراء بسعر مخفض»، ومع استمرار الوباء قد يضطر بعض الملاك الى البيع ووضع حد لأي مضاربة.