مع تفشي جائحة كورونا وفرض قيود على التجمعات وتناول الطعام في الأماكن العامة، بما في ذلك الفنادق والمنتجعات السياحية، وجد قطاع الضيافة نفسه أمام تحديات غير مسبوقة. كان تقديم البوفيهات المفتوحة أحد أبرز علامات الفخامة في الفنادق، لكنه أصبح غير عملي بسبب التدابير الوقائية. ومع ذلك، أبدعت الفنادق في تقديم حلول مبتكرة، أبرزها تحويل تجربة البوفيه إلى خدمة «ديليفري».
تحول جذري في مفهوم البوفيهات
كانت البوفيهات المفتوحة تقليديًا فرصة للضيوف للاستمتاع بتنوع كبير من الأطباق، من المأكولات المحلية إلى العالمية، وكل ذلك في مكان واحد. ومع ظهور جائحة كورونا، أصبح تقديم الطعام بهذه الطريقة مخاطرة صحية بسبب احتمالية انتقال العدوى من خلال مشاركة الأدوات والأسطح.
استجابة لهذه التحديات، بدأت الفنادق بتوفير تجربة البوفيه بأسلوب جديد، حيث أصبح بإمكان الضيوف طلب أطباق مختارة مسبقًا من قائمة متنوعة تُحضَّر بعناية وتُوصَّل مباشرة إلى غرفهم أو حتى إلى منازلهم.
كيف تعمل بوفيهات «ديليفري»؟
- قوائم مخصصة عبر الإنترنت: توفر الفنادق قوائم رقمية تتيح للضيوف اختيار الأطباق التي يرغبون فيها من مجموعة متنوعة تنافس البوفيه التقليدي.
- تحضير آمن: يتم إعداد الطعام في مطابخ الفندق تحت أعلى معايير النظافة والسلامة الغذائية.
- التوصيل المميز: يتم تغليف الأطعمة بطريقة تضمن الحفاظ على جودتها ونكهتها خلال التوصيل، وغالبًا ما تقدم في عبوات صديقة للبيئة.
- التجربة الشخصية: بعض الفنادق تقدم عناصر ترفيهية مع الطلبات، مثل مشروبات مميزة أو هدايا صغيرة، لإضفاء طابع فاخر على التجربة.
فوائد بوفيهات «ديليفري»
- السلامة الصحية: تتيح للضيوف الاستمتاع بوجباتهم المفضلة دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم أو غرفهم في الفندق.
- المرونة: يمكن للضيوف اختيار توقيت توصيل وجباتهم وفقًا لجدولهم الخاص.
- استمرار العمل: ساعدت هذه الخدمة الفنادق على الحفاظ على جزء من عائداتها خلال فترة توقف الأنشطة التقليدية.
- توسيع قاعدة العملاء: يمكن للفنادق الوصول إلى عملاء جدد يرغبون في تجربة طعام فاخر دون الإقامة في الفندق.
أمثلة ناجحة
- فنادق خمس نجوم: عمدت إلى توفير بوفيهات «ديليفري» تتضمن أطباقًا عالمية ومحلية تُحضَّر من قبل طهاة محترفين، مع خدمة توصيل مميزة.
- المنتجعات السياحية: قدمت عروضًا خاصة للعائلات تضمنت قوائم طعام للأطفال والكبار بأسعار تنافسية.
تحديات أمام النموذج الجديد
على الرغم من الإقبال، تواجه الفنادق تحديات في تنفيذ بوفيهات «ديليفري»، مثل:
- ضمان الحفاظ على جودة الأطعمة عند التوصيل.
- منافسة المطاعم المتخصصة في خدمات التوصيل.
- تحقيق التوازن بين تقديم خدمات فاخرة وأسعار تنافسية.
المستقبل لبوفيهات الفنادق
مع استمرار التكيف مع تداعيات الجائحة، يُتوقع أن تستمر بوفيهات «ديليفري» كجزء من استراتيجيات الفنادق. قد تشهد الفترة المقبلة تطورات إضافية، مثل الاعتماد على التكنولوجيا لتقديم تجارب أكثر تفاعلية، مثل قوائم مخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أو مشاركة مقاطع فيديو مباشرة للطهاة أثناء تحضير الوجبات.
في الختام، أثبت قطاع الضيافة مرونته وقدرته على الابتكار، ونجح في تحويل تحديات الجائحة إلى فرص جديدة تتيح له مواصلة تقديم تجربة فاخرة، وإن كانت بأسلوب مختلف تمامًا.
إقرأ أيضًا كيف تحولت صناعة الضيافة بعد أزمة كورونا؟
