تاريخ نشأة الفنادق
إم إيه هوتيلز – خاص
تعد الفنادق والنزل قديمة قدم السفر، تذكر الكتب المسيحية نزل مزدحم ببيت لحم توقف عنده أبناء النبي يعقوب في طريق عودتهم من مصر. قام الرومان بتوفير أماكن للاستراحة وإمضاء الليل على طول شبكة الطرق السريعة، وقضى وماركو بولو ليال في الفنادق خلال فترة سفره الطويلة الى الصين.
وكانت الضيافة في العالم القديم تقتصر على إشباع حاجة المسافر والعابر، سواء أكانت هذه الحاجة لزيارة أم لتجارة.
المرحلة الأولى: الفنادق في العصور القديمة.
1/ الفنادق في الشرق القديم:
كانت الضيافة قديما من أعظم مآثر الحضارة خاصة في الشرق القديم وهذا هو السبب في تأخر ظهور الفنادق في بلادنا ويبين تاريخ بلدان الشرق القديم أن البلدان العربية بالغت في إكرام الضيوف والمسافرين حتى أصبحت الضيافة العربية مضرب المثل في أنحاء العالم. فكان علية القوم عند العرب يوقدون النيران ليلا فوق قمم الجبال العالية ليراها المسافر من بعيد فيتجه نحوها ليجد الدفء والمأوى والمأكل دون مقابل.
2/ الفنادق عند الإغريقين:
إن الفندقة والضيافة لم تعرف عند الإغريق القدماء في بادئ الأمر، لأنهم كانوا يشتهرون بكرم الضيافة مثل باقي الشعوب الشرقية، ذلك لأن الإغريق القدامى كانوا على اتصال وثيق بأهل الشرق القديم ومصر بصفة خاصة حيث تبادلوا العلوم والمعارف. نرى أن الفندقة القديمة عند الإغريق كانت اساساً للفندقة العلاجية إلى حد ما.
3/ الفنادق عند الرومان:
الفنادق عند الرومان لم تأت بجديد على ما أتت به الفندقة الإغريقية من الناحية النوعية لكن ربما اختلفت بأن صقلتها ونظمتها من الناحيتين الشكلية والقانونية.
فالمعروف أن روما غزت العالم القديم والحديث بنظمه وأحكامه، وهو في هذه الناحية لم يغفل الفندقة، ذلك أن أغلب الأحكام القانونية التي تضمنتها القوانين المدنية للدول الحديثة يرجع أصلها إلى القانون الروماني، إذ أن القانون الروماني هو القانون القديم الوحيد الذي نظم صناعة الفنادق بصفة خاصة.
المرحلة الثانية: الفندقة في العصور الوسطى:
لما كانت العصور الوسطى طويلة ورافقتها ظروف مختلفة من الناحية الاقتصادية والتجارية والصناعية، فهي تعتبر بداية تطور صناعة الفنادق
حيث بدأت الفنادق تغزو المدن الكبرى وتحل محل الخانات في المدن الصغيرة.
رغم أن العصور الوسطى انتشرت فيها المسيحية التي تميزت بالتقاليد الدينية وعرفت بكرم الضيافة واعتبرته أحد الواجبات الدينية.
لكن هذه الضيافة الخاصة لم تصمد طويلا بسبب تزايد الأسفار سواء أكانت للتجارة أم لتأدية فرض الحج والعمرة أو للعلاج. الأمر الذي أدى إلى انتشار الفندقة العامة في المدن تبعا لتطور طرق المواصلات ووسائل النقل نتيجة لاختراع الآلات البخارية والسيارة والدراجات النارية والسكك الحديدية.
وأهم ما تمتاز به العصور الوسطى هو تطور وتحول الخان البدائي الذي كان يتكون من غرف نوم درجة أولى وغرف نوم مخصصة لطاقم السائقين (غرفة أو غرفتين كبيرتين) وحانة وفسحة في الوسط وكذلك إسطبل للحيوانات إلى فندق كبير وانتشاره داخل المدن، وكانت هذه الفنادق الأولية مقسمة إلى غرف صغيرة وبسيطة لإيواء الفقراء وغرف جيدة لإيواء الأغنياء وكانت غرف الأغنياء كبيرة وذو أثاث فاخر وفي بعض الأحيان توجد فيها فسحة إضافية لتقديم الطعام.
أقدم فندق بالمفهوم الحديث للفنادق:
حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإن أقدم فندق لا يزال عاملاً هو فندق نيسياما أونسين كيونكان في ياماناشي، في اليابان. افتتح هذا الفندق أول مرة عام 77 للميلاد، تعاقب على تشغيله 46 جيلاً من نفس العائلة. حمل اللقب فندق هوشي ريوكان حتى عام 2011، ويقع في منطقة كوماتسو، إيشيكاوا في اليابان، وقد افتتح عام 718.