إم إيه هوتيلز – خاص
أصبحت الاستدامة، في عصرنا الحديث، أكثر من مجرد خيار، بل هي مسؤولية يتحملها الأفراد والشركات على حدٍ سواء. ومع ارتفاع وعي المسافرين بالقضايا البيئية، بات من الضروري أن تتبنى الفنادق استراتيجيات مستدامة لتحسين عملياتها وتقليل بصمتها الكربونية مع تعزيز رضا النزلاء.
إنَّ تقديم تجربة فندقية مستدامة لا يقتصر فقط على دعم البيئة، بل يعزز أيضًا الكفاءة التشغيلية، يخفض التكاليف، ويُظهر الالتزام بالقيم التي يتطلع إليها العملاء اليوم. في هذا المقال، نقدم ست استراتيجيات صديقة للبيئة يمكن للفنادق تنفيذها لتحقيق تأثير ملموس على البيئة وتجربة الضيوف على حد سواء.
أولًا: تبني الإضاءة وحلول الطاقة الصديقة للبيئة
الطاقة المستهلكة في الإضاءة والتدفئة والتبريد تُشكل جزءًا كبيرًا من استهلاك الفنادق اليومي. لذا، يمكن للانتقال إلى أنظمة إضاءة صديقة للبيئة، مثل المصابيح الموفرة للطاقة أو تقنيات الإضاءة LED، أن يُحدث فرقًا كبيرًا.
الفوائد
- تقلل المصابيح الموفرة للطاقة من استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 75% مقارنة بالمصابيح التقليدية.
- عمرها الطويل يقلل من النفايات وتكاليف الاستبدال.
إنَّ الاستثمار في الألواح الشمسية لتوفير مصدر طاقة متجدد ومستدام. إلى جانب تقليل الاعتماد على الشبكة الكهربائية، يمكن أن تؤهل الفنادق للحصول على حوافز حكومية مثل المنح أو الخصومات الضريبية.
ثانيًا: تعزيز الاستدامة عبر معدات المطبخ
تعتبر المطابخ التجارية في الفنادق من أكثر الأماكن استهلاكًا للطاقة والمياه، مما يجعل تحديث معدات المطبخ خطوة ضرورية.
الحلول
- من أجل تقليل التكاليف التشغيلية مع تحسين الأداء البيئي، يمكن استخدام أجهزة مزودة بضواغط عالية الكفاءة أو “مراوح” ذات سرعات متغيرة لتقليل استهلاك الطاقة.
- تركيب ثلاجات تعمل بأنظمة تبريد صديقة للبيئة لتقليل تأثير الاحتباس الحراري مثل (R-290) و .(R-600a)
- اعتماد أجهزة ذكية تعتمد على إنترنت الأشياء (IoT) لمراقبة كفاءة الأجهزة وتحسين استهلاكها للطاقة في الوقت الفعلي.
ثالثًا: تقنيات مبتكرة للحفاظ على المياه
الماء هو أحد الموارد الأكثر استنزافًا في العمليات الفندقية، ولكن يمكن تقليل هدره باستخدام تقنيات مبتكرة، يمكنها تقليل فواتير المياه وتقليل التأثير البيئي، مع تقديم تجربة فريدة للنزلاء الذين يقدرون هذه الجهود.
التطبيقات
- استبدال الحنفيات ورؤوس الدش التقليدية بخيارات منخفضة التدفق، والتي توفر تجربة مريحة للنزلاء مع تقليل الاستهلاك.
- تركيب أنظمة لإعادة استخدام المياه الرمادية (مثل مياه الاستحمام) في الري أو المراحيض.
رابعًا: اختيار الأثاث والديكور المستدام
يمكن لقرارات التصميم والديكور أن تعكس التزام الفندق بالاستدامة، مع الحفاظ على الطابع الجمالي والوظيفي للمساحات؛ من أجل دمج التصميم المستدام مع الإبداع، بما يُمْكِن أنْ يُحدِث تجربة مُلهمة للنزلاء، مع تسليط الضوء على التزام الفندق بالبيئة. يحث هذا من خلال:
- الاستثمار في الأثاث المُعاد تدويره أو المُعاد تصنيعه، والذي يضفي طابعًا فريدًا ومميزًا على الفندق.
- استبدال البياضات والمفروشات التقليدية بمنتجات صديقة للبيئة مصنوعة من مواد عضوية أو معاد تدويرها.
خامسًا: استخدام منتجات التنظيف الخضراء
منتجات التنظيف التقليدية تحتوي على مواد كيميائية قاسية قد تضر بالبيئة أو بصحة الموظفين والضيوف.
الخطوات
التحول إلى منتجات تنظيف صديقة للبيئة وآمنة، خاصة في التنظيف اليومي مثل مسح الطاولات أو غسل الأقمشة.
تقليل استخدام الكيماويات الملوثة للمياه، مما يضمن حماية النظم البيئية المحلية.
الفائدة للنزلاء
النزلاء، خاصة المهتمين بصحتهم، سيقدرون بيئة نظيفة وآمنة خالية من المواد الكيميائية الضارة.
سادسًا: استثمار التكنولوجيا الذكية في الغرف
الغرف غير المشغولة التي تظل مُضاءة أو مُدفأة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة دون داعٍ. يمكن للتكنولوجيا الذكية أن تحل هذه المشكلة بسهولة.
التطبيقات
تركيب منظمات حرارة ذكية وأجهزة استشعار للحركة لضبط درجة الحرارة والإضاءة تلقائيًا بناءً على إشغال الغرف.
استخدام تطبيقات تتيح للنزلاء التحكم في إضاءة الغرفة وتكييفها من هواتفهم الذكية.
ما سبق سُهم – بدوره – في تقليل هدر الطاقة، تحسين الكفاءة التشغيلية، وتوفير تجربة مُريحة ومبتكرة للنزلاء.
تحوُّل نحو مستقبل مستدام
التحول إلى ممارسات صديقة للبيئة ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو استثمار يحقق عوائد اقتصادية طويلة المدى، وذلك من خلال تقليل التكاليف التشغيلية وجذب النزلاء المهتمين بالبيئة، يمكن للفنادق أن تتفوق في سوق الضيافة الذي يشهد تطورًا مستمرًا. تشير الدراسات العلمية إلى أن تبني الممارسات البيئية المستدامة في الفنادق يسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية السياحية المستدامة.
بالإضافة إلى ما سبق، أظهرت دراسة تم نشرها عام 2021، بعنوان “دور الممارسات الخضراء في تحقيق التنمية السياحية المستدامة في الفنادق المصرية“، عبر المجلة الدولية للتراث والسياحة والضيافة، أن هناك تأثيرًا ذا دلالة إحصائية لتطبيق الممارسات الخضراء على تحقيق التنمية المستدامة في الفنادق المصرية. كما وجدت الدراسة علاقة إيجابية بين مستوى الممارسات الخضراء وتحقيق التنمية السياحية المستدامة، مما يشير إلى أهمية تبني هذه الممارسات في القطاع الفندقي.
ختامًا، سواء كنت مسؤولًا عن فندق فاخر أو بيت ضيافة صغير، يمكن لهذه الاستراتيجيات أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تجربة النزلاء وفي التأثير الإيجابي على البيئة. اجعل الاستدامة جزءًا من قصة فندقك وكن رائدًا في تقديم تجربة فندقية مسؤولة ومُلهمة.
إقرأ أيضا فن الغرفة الذكيَّة.. نحو تجربة استضافة فندقية مستدامة وشخصية
