وظائف مصر

السياحة الداخلية طوق النجاة وقت الأزمات

على مدار السنوات العصيبة الماضية أثبتت السياحة الداخلية أنها سفينة نوح التى أنقذت القطاع السياحى وساعدته فى التقاط أنفاسه عقب توقف حركة السياحة الأجنبية وغلق المنشآت والفنادق لأبوابها إثر تفشى الفيروس التاجى عالميا. 

واستطاعت السياحة الداخلية أن تظل الرهان الرابح فى كل أزمة تواجه صناعة السياحة المصرية, والتى ساهمت بشكل ملحوظ فى الحفاظ على العمالة من التسريح وتسديد مديونيات المستثمرين فى صراع البقاء, وهو ما اتجهت إليه العديد من دول العالم التى شهدت تدفقًا كبيرًا من الحركة الداخلية, وهو ما يتطلب ضرورة إدراك أهمية السياحة الداخلية ومنحها مزيدا من الدعم من قبل الدولة وطرح المبادرات الداعمة ما يخلق معه انتماء للمواطن وحثه على مساندة بلاده فى ظل عدم عودة الحركة الأجنبية وكذلك عدم رفع الأسعار على المصريين فى ذروة الموسم.

● أكد رجل الأعمال سامح حويدق نائب رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، أهمية دور السياحة الداخلية ولا أحد ينكره وقت الأزمات التى تتعرض لها السياحة الا انها سياحة موسمية مرتبطة بإجازات المدارس والجامعات والأعياد وبالتالى ترتفع أسعار الغرف الفندقية للمصريين عكس السائح الأوروبى المتواجد طوال العام فالأسعار تنخفض نتيجة طول فترة الإجازة ويستفيد منها السائح الأجنبى.

وطالب «حويدق» بضرورة النظر فى توسعة إجازات المصريين وخاصة إجازة نصف العام بأن يتم توزيعها على العام على أن يكون لكل محافظة تاريخ معين للإجازة ولدينا ٢٨ محافظة يتم تقسيم الإجازات على خمس مجموعات وهذا يساعد على توزيع الناس على فترات طويلة بدلا من تكدسهم فى أسبوعين. 

وتابع أن فكرة تقسيم إجازات نصف العام تساعد على تقليل الضغط على الفنادق وبالتالى تنخفض الأسعار، موضحا أن فترة تركيز الإجازة فى أسبوعين يخلق حالة من الضغط على الفنادق وهو ما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار أما حالة توزيعها على ستة أسابيع يقلل من الضغط ويستفيد السائح المصرى ويساعد أيضاً على التخفيف على الجهاز الإدارى للدولة وكافة المرافق وكذلك منع التكدس وهذا متبع فى كثير من دول أوروبا ومنها ألمانيا، ومن الأفكار التى طرحها «حويدق» مطالبة البنوك المصرية بمنح تمويل لإجازات السائح المصرى ولتكن من خلال المدارس والجامعات والجهات الحكومية لمساعدةالمصريين على الاستمتاع وقضاء إجازاتهم داخل بلادهم.

● وأكد الخبير السياحى أحمد الخادم مستشار وزير السياحة سابقًا، أن السياحة الداخلية فى مصر قضية راسخة أساسها أن تكون هناك نية صادقة من أصحاب المنتجعات والفنادق والقرى السياحية برغبتهم فى تنمية السياحة الداخلية ولا يكون الأمر لهم مجرد استغلال للظروف السيئة وتعود للاستغناء عنها عند عودة السياحة الدولية إلى طبيعتها.

وأضاف الخادم: المقاصد السياحية المصرية مرست نفسها للسياحة الداخلية كالإسكندرية والساحل الشمالى ومرسى مطروح ومحافظات القناة وهذه المحافظات كاملة العدد وبأسعار جيدة جدًا هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة رغم ضيق الحالة الاقتصادية عكس المحافظات التى تبحث عن السياحة الداخلية وقت الأزمات فقد كان نصيبها أقل بكثير وبعضها رفضها المصريون إلا القليل منها من أصحاب الدخول المرتفعة الذين يداومون على هذه المنتجعات بالذات.

وأعرب الخادم عن أمنيته أن يرى مقولة الحكومة الذكية تتحقق فى مصر يومًا ما على حد تعبيره فهى تدعم السائح الأجنبى والمنشآت التى يرتادها سواء وقت الرخاء أو وقت الأزمات تارة بدعم الطيران وتارة أخرى بدعم أجور العاملين وأخرى بدعم تكلفة المرافق العامة من كهرباء ومياه وغيره، وكل هذا لا يضيف شيئا للدخل القومى بل يطرح منه وقد جف حلقى على مدار ٣٠ عامًا من تكرار هذا الكلام.

وأضاف: كان من الأولى أن تقوم الحكومة بدعم السياحة الداخلية والمواطن المصرى الذى يرغب فى قضاء إجازته هو وأسرته داخل بلاده وفى ظل جائحة كورونا وفى ظل الأزمة التى تمر بها السياحة أن تتبنى الحكومة سياسة جادة لدعم القطاع السياحى من خلال تدعيم السياحة الداخلية، لافتا إلى أن دول العالم المصدرة للسياحة اتجهت الآن لتشجيع مواطنيها على السياحة الداخلية داخل حدودها فى ظل أزمة كورونا وعلى سبيل المثال دول مثل ألمانيا وفرنسا تمنح تذاكر السكك الحديد بسعر رمزى دعما للسياحة الداخلية التى تعتبر السند وقت الأزمات.

● ومن جانبه قال رجل الأعمال المهندس تامر مكرم رئيس جمعية مستثمرى شرم الشيخ: السياحة الداخلية مهمة جدًا ولها الفضل فى إنقاذ الفنادق خلال شهرى أغسطس وسبتمبر الجارى، ولكن المشكلة أن الناس أرهقتها الحالة الاقتصادية وما لديها من التزامات بالإضافة إلى أننا ينقصنا ثقافة الإجازات.

وطالب «مكرم» بضرورة مساندة السياحة الداخلية بدعمالطيران الداخلى ودعم المقاصد السياحية وخاصة الخدمات المطلوبة من الفنادق الكهرباء والمياه لاستمرار فتح الفنادق وتدعيما للسائح المصرى، لافتًا إلى أن فنادق شرم الشيخ خفضت أسعارها دعما للسياحة الداخلية والحفاظ على العمالة.

● وقال علاء عاقل رئيس غرفة فنادق البحر الأحمر: السياحة الداخلية مهمة جدا للقطاع السياحى ولا يمكن إغفال دورها أو الاستغناء عنها فهى مهمة بنسبة 100% فى الساحل الشمالى ونسبتها أقل فى محافظات السياحة الأوروبية بعيدا عن كورونا وحظر السفر.

وأكد «عاقل»: من الخطأ أن يتم حجر السياحة الداخلية على شرم الشيخ والغردقة لأن غالبية المصريين يفضلون الساحل الشمالى ورأس البر ومحافظات القناة لأنها سياحة مفتوحة ولكن يهمنا سياسة سعرية حرة فكل منشأة تحدد السياسة السعرية الخاصة بها فهل نعتمد عليها فى ظل نسبة التشغيل المحددة 50% أم تكون النسب 40% أم 20% مؤكد هذا متروك لأصحاب الفنادق لتحديد النسب.

وأضاف: السياحة الداخلية لم تتوقف أبدًا ولكن قد يكون نتيجة لبعض السلوكيات غير السليمة من بعض المصريين دفعت الفنادق لرفع أسعارها ووضع أسعار معينة للمصريين، فالأمر متروك للسياسة السعرية وفى نفس الوقت نجد فنادق تعتمد اعتمادًا كليًا على السياحة الداخلية لذلك تكون جاذبة وليست طاردة.

وتابع: وبالنسبة للمناطق البعيدة التى يصعب وصول المصريين إليها كمرسى علم وطابا نناشد الدولة بتوفير طيران منخفض التكاليف ليسهل على المصريين رؤية المناطق التى يصعب الوصول إليها بالسيارة.

● وأكد على المنسترلى عضو مجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة أن أصحاب الفنادق لديهم مشكلة مع السائح المصرى وتناسوا أنه صاحب الفضل على الفنادق وقت الأزمات، ولا ننسى دوره وقت حادث الطائرة الروسية ووقف الحركة والطيران وفكرنا فى جذب السائح المصرى من خلال حملة «مصر فى قلوبنا» ونجحت بفضل المصريين وخلقت حالة انتعاش للفنادق استطاعت تسديد التزاماتها من أجور عمالة وسداد فواتير الكهرباء والمياه وغيره فمن غير المنطقى تجاهله ونسيانه بعد انتهاء الأزمة.

وأكد «المنسترلى» ضرورة تمييز السائح المصرى فى بلده بأن يتساوى فى الأسعار مع السائح الأجنبى ولكن مع الأسف تحدد الفنادق أسعارا مرتفعة جدًا للسائح المصرى بحيث يتضاعف سعر الغرفة مقارنة بسعرها للأجانب. 

وطالب المنسترلى الفنادق بوضع أسعار للغرف فى متناول المصريين لخلق حالة من الطلب، ولفت إلى ما يردده البعض أن مشكلات السياحة الداخلية سببها البوفيه المفتوح وأقول لهم فى ظل كورونا انتهى تماما البوفيه المفتوح ولم يعد موجودًا.

وطالب المنسترلى الحكومة بدعم الطيران الداخلى والقطارات للتسهيل على السائح المصرى.

● ومن جانبه طالب رمضان حجاج رئيس غرفة سياحة الأقصر سابقًا بضرورة تغيير فكرة النظر للسياحة الداخلية التى دائمًا ما تكون المنقذ وقت الأزمات وعلى أصحاب الفنادق وضع أسعار تتناسب مع إمكانيات السائح المصرى المرحب به كسائح فى كل دول العالم وأن يتساوى فى أسعار الغرف الفندقية مع السائح الأجنبى.

ودعما للسياحة الداخلية طالب «حجاج» الدولة بتخفيض أسعار الطيران الداخلى ووسائل النقل الأخرى من قطارات وأوتوبيسات للتسهيل على السائح المصرى ومن ذلك أسعار المزارات الأثرية والمتاحف وأن تسهم البنوك المصرية بمنح قروض ميسرة للسياحة الداخلية، لافتا إلى اتجاه العالم لدعم السياحة الداخلية فى ظل كورونا وتوقف حركة الطيران.

وأعلن حجاج دعمه للسائح المصرى ومرحب به فى الفنادق العائمة بتقديم أسعار للبرامج تتناسب مع إمكانياته مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

المصدر
الوفد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى