أخبار وملفات

الكويتيون يعانون من الحجر الصحي في فنادق خمسة نجوم

اتّخذت الحكومة الكويتية إجراءات صارمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، رغم تسجيل حالة وفاة وحيدة من بين أكثر من 700 إصابة مؤكدة، ولم تستثن أحدا ممن ألزمتهم السلطات الصحية بالمكوث في الحجر لمدة 14 يوما بعد عودتهم من الخارج.

ووفّرت السلطات فنادق فخمة ومنتجعات ومنتزهات لاستقبال حوالي 60 ألف كويتي عائدين، وقد وصلت أول دفعة منهم في الأسبوع الأول من إبريل / نيسان، من عدد من الدول بينها إيطاليا وألمانيا وإيران ومصر ولبنان، لكن رغم فخامة هذه أماكن الحجر والرفاهية المتوفرة فيها، فإنها لم تعجب البعض.

وانهال هؤلاء بالتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي عن مشكلتهم من الدهن الزائد في اللحوم، أو تأخّر عمّال النظافة في إزالة بقعة قهوة، ذلك إن بعض الكويتيين العائدين من الخارج، والمعتادين على الرفاهية، يجد صعوبة في التأقلم مع الحجر الصحي المفروض عليهم.

أغلب الشكاوى هي نتيجة حوادث بسيطة، أثناء إقامتهم في فنادق خمسة نجوم خصّصتها لهم الحكومة، وأثارت هذه الشكاوى سجالا محتدما مع آخرين بعضهم، إذ نشرت سيدة كويتية على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخّرا، تسجيل فيديو تناشد فيه وزير المالية تحسين نوعية الطعام في المحجر الصحي الذي نقلت اليه بعد عودتها من الخارج، وقالت بينما كانت تقلّب الوجبات التي تكدست أمام باب غرفتها على الأرض “يا وزير المالية الأكل بلا طعم، لا يؤكل ونحن نرميه. صراحة، نفسيتنا تعبت وصحتنا ستتدهور لأن التغذية ليست سليمة والغذاء موجه للمرضى ولكن نحن لسنا مرضى، نحن أناس طبيعيون”، وتابعت “لقد قدّموا لنا سلطة بدون صلصة، وكل شيء ناشف”.

وكتبت مغردة أخرى على تويتر ردا على السيدة الكويتية “بقيت أسبوعا مع أمي في المستشفى ولم أتذمر. ظللت أتناول الجبن والخبز لأيام”، ونشر آخر مقطع فيديو لمجموعة من الأشخاص في دولة أخرى وهم يقفون في صف ينتظرون شرب مياه تبدو غير نظيفة، وكتب “لو رأوا كيف أننا نفتح ثلاجاتنا لنختار منها المياه التي نريد. يا الله لا تحرمنا من نعمك”.

وعبّر كويتي عائد من الخارج في فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي عن تذمره من عدم وصول حقائبه إلى المحجر الصحي الذي نقل إليه، ومن ضيق الغرفة والتصاق السرير بالخزانة.

وقالت سيدة إنّ كمية الدهن في اللحم الذي وصلها أكبر مما تحب، بينما عبّرت أخرى عن غضبها من تأخر عمّال النظافة في الحضور إلى غرفتها لتنظيف بقعة قهوة على الكنبة.

ويعيش الكويتيون، عادة، حياة بذخ ورفاهية، خصوصا في الدول الأوروبية وأبرزها بريطانيا حيث يمتلكون قصورا فخمة وسيارات فارهة، ذلك إن الكويت تعتبر من أثرى دول منطقة الخليج الغنية بالنفط ومصادر الطاقة الأخرى. وهناك أكثر من 100 مليار برميل نفط في احتياطاتها المؤكدة، ما يمثل نحو 10٪ من احتياطات العالم. وتنتح الكويت نحو 2.7 مليون برميل يوميا تصدر منها نحو مليونين.

وتتمتع الإمارة، التي يبلغ تعداد سكانها الأصليين 1.5 مليون نسمة فقط من بين نحو خمسة ملايين، بصندوق ثروة سيادي تزيد أصوله على 600 مليار دولار، ما يوفر وسيلة تمويل للدولة، وتبلغ حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 70 ألف دولار سنويا، وهي من بين الأعلى على مستوى العالم.

وفي ظل السجال حول إجراءات الحماية من الفيروس، أقرّت الكويت خلال الأسابيع الماضية قوانين صارمة تتعلق بالوباء، ونصّ تعديل قانون الاحتياطات الصحية للوقاية من الأمراض السارية على معاقبة كل من يخالف تعليمات وزير الصحة الكويتي بشأن منع انتشار الأوبئة بالحبس لمدة لا تتجاوز ستة أشهر وبغرامة لا تزيد عن 10 آلاف دينار (نحو 26 ألف دولار)، كما أُقرّ بمعاقبة كل من “تعمّد” نقل العدوى الى شخص آخر “بالحبس لمدة لا تتجاوز عشرة أعوام وبغرامة لا تزيد عن 30 ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين”.

وينتظر أن يمثل مواطنون أمام القضاء بسبب فيديوهات ساخرة من الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها السلطات لمواجهة فيروس كورونا وبينهم مواطن تم إجلاؤه من ألمانيا، إذ سخر هذا المواطن من الألبسة الوقائية التي يرتديها مضيفو ومضيفات الخطوط الجوية الكويتية ووصفهم في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ب”النحالين”.


المصدر
mc-doualiya

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى